كيف موّل إيلون ماسك صفقة استحواذه على تويتر؟
يشمل المبلغ الإجمالي للصفقة 5,2 مليار دولار من مجموعات استثمارية وصناديق كبيرة أخرى
أعلن إيلون ماسك خلال الساعات الماضية استحواذه على منصة “تويتر” مقابل 44 مليار دولار، ما قد يُنذر بمرحلة جديدة من عدم اليقين لموقع التواصل الاجتماعي الذي يحتلّ موقعاً مركزياً في الحياة السياسية والإعلامية للولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى. وقد وظّف الملياردير أموالاً من أصوله الخاصة ومن صناديق استثمار ومن قروض مصرفية، من بين مصادر أخرى، في عملية استحواذه على منصة “تويتر”.
أموال ماسك الخاصة
في البداية، كان رئيس شركة “تيسلا” يأمل في تجنّب المساهمة بأكثر من 15 مليار دولار من أمواله الخاصة في الصفقة البالغة قيمتها 44 مليار دولار. وكان من المقرّر أن يأتي جزء كبير من هذا المبلغ، نحو 12,5 مليار دولار، من قروض مدعومة بأسهمه في شركة “تيسلا”، ما يعني أنه لم يكن ليضطرّ إلى بيع هذه الأسهم.
في نهاية المطاف، تخلّى ماسك عن فكرة القروض هذه وخصص المزيد من التمويل نقداً. باع الرجل البالغ من العمر 51 عاماً ما قيمته نحو 15,5 مليار دولار من أسهم “تيسلا” على مرحلتين، في نيسان وفي آب.
دفع ماسك 27 مليار دولار نقداً من أمواله الخاصة في الصفقة. والأهم هو أن الملياردير، الذي تقول مجلة “فوربس” إنّ قيمة أصوله تبلغ نحو 220 مليار دولار، كان يمتلك 9,6 بالمئة من أسهم “تويتر” في بداية السنة.
صناديق استثمار
يشمل المبلغ الإجمالي للصفقة أيضاً 5,2 مليار دولار من مجموعات استثمارية وصناديق كبيرة أخرى، بما في ذلك مساهمة من رجل الأعمال لاري إليسون، وهو المؤسس المشارك لشركة البرمجيات “أوراكل”، الذي كتب شيكاً بقيمة مليار دولار كجزء من ترتيب الصفقة.
واستثمرت أيضاً شركة قطر القابضة التي يتحكّم بها صندوق الثروة السيادي القطري المعروف بـ”جهاز قطر للاستثمار”، في الصندوق. وقد حوّل الأمير السعودي الوليد بن طلال لإيلون ماسك الأسهم التي يملكها في جهاز قطر للاستثمار والبالغ عددها تقريباً 35 مليون سهم.
قروض
أمّا باقي المبلغ اللازم لإتمام الصفقة – قرابة 13 مليار دولار – فدعمته قروض من مصارف تشمل “مورغان ستانلي” و”بنك أميركا” ومؤسسة “ميتسوبيشي فاينانشل غروب” المصرفية اليابانية ومصرف “ميزوهو” الياباني و”باركليز” ومصرف “سوسييتيه جينيرال” الفرنسي ومصرف “بي إن بي باريبا”.
ووفق الوثائق المقدّمة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، تبلغ مساهمة “مورغان ستانلي” وحدها نحو 3,5 مليار دولار.
هذه القروض مضمونة من قبل “تويتر”. وستتحمّل الشركة، وليس ماسك نفسه، المسؤولية المالية لسدادها.
كافحت شركة “تويتر” حتى الآن لتوليد الأرباح، وعملت بخسارة تشغيلية خلال النصف الأول من العام 2022، ما يعني أنّ الدين الناتج عن عملية استحواذ ماسك عليها يمكن أن يضيف المزيد من الضغط المالي الذي ترزح تحته.