يعد مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات من المجالات الواسعة جدًا والمعقدة والديناميكية، مجال تطوير البرمجيات هو جزء لا يتجزأ من هذه الصناعة، حيث يتأثر المجال بالعديد من العوامل، بما في ذلك ظروف السوق، والتعقيدات المتزايدة، والتغيرات في اتجاهات التكنولوجيا، والتحديات المتغيرة التي تتم مواجهتها أثناء تطوير البرامج بشكل يومي.
وإذا ما قمنا بالمقارنة بين تطوير البرمجيات العامة والمخصصة، سنجد أن صناعة البرمجيات المخصصة تواجه الكثير من التحديات مقارنة بالبرامج العامة، ولا سيما أن البرمجيات المخصصة يجب أن تتوافق مع رغبة وهدف العميل، والذي قد يغير من طلباته من وقت إلى آخر، هذا بجانب مشاكل الميزانيات المحدودة التي غالباً ما تشكل عائق أمام الكثير من الشركات عند تطوير برامج جديدة، وغير ذلك من التحديات التي نستعرضها بالتفصيل فيما يلي.
5 تحديات في تطوير البرمجيات المخصصة
من المهم جداً على شركات تطوير البرمجيات المخصصة أن يكون لديهم فهم ودراية بجميع أشكال التحديات الرئيسية التي غالباً ما يواجهونها خلال أعمال تطوير البرامج، وذلك لكي يكون لديهم خطة وبرنامج محدد للتعامل مع مثل هذه المشاكل، كما يساعدهم أيضًا على زيادة الكفاءة في مشاريعهم وتعزيز موثوقية تطوير البرمجيات لديهم، وفيما يلي سنعرض خمسة من أهم هذه التحديات وأكثرها انتشاراً.
1. متطلبات البرامج غير الواضحة والمتغيرة باستمرار
من أهم المشاكل والتحديات التي تواجه العاملين في تطوير البرامج المخصصة هي نقطة جمع المتطلبات من العميل، ولكن المشكلة هنا تكمن في المتطلبات غير الواضحة التي يطلبها العميل، والتي ينتج عنها في النهاية تطوير البرنامج بشكل مختلف عن المطلوب، المشكلة الثانية فيما يتعلق بمتطلبات البرامج هي تغيير المتطلبات من وقت إلى آخر، بحيث أن العميل في يوم ما يطلب شيء، وفي اليوم التالي يطلب شيئًا آخر، وفي اليوم الثالث شيء ثالث وهكذا، وهذا التغيير في المتطلبات يشكل عبء كبير على مطوري البرامج، كما أنه يتسبب في زيادة وقت التطوير وتكلفته.
2. تحديد التكنولوجيا المناسبة
بعد توضيح متطلبات منتجك، والموافقة على الخطة، فإن الخطوة التالية هي وضع قائمة مختصرة بالأدوات التكنولوجية التي تريد استخدامها في هذا البرنامج، حيث تتوفر في الوقت الحالي الكثير من الأدوات واللغات البرمجية التي تستخدم في تطوير وبناء مختلف أشكال البرامج، وهذا قد يشكل هاجس لدى الكثيرين في اختيار اللغات التي تتناسب مع المشروع الخاص بهم من بين كل هذه الوسائل، ولذا أنت بحاجة لمناقشة فريق التطوير في ذلك الأمر حتى لا تتوقف كثيراً في هذه النقطة.
3. إدارة المشروع غير الفعالة
إن مدير المشروع الجيد مؤهل بما يكفي لتحقيق التوازن بين الجودة وسرعة الأداء والحد من تعدد المهام إلى الحد الأدنى الذي لا مفر منه، حيث تختار بعض المنظمات توظيف مدير مشروع مخصص يكون مسؤولاً عن اتخاذ القرار ويمارس السيطرة على تقدم المشروع، ولكن العيب الرئيسي لهذه الاستراتيجية هو أنها تعمل بشكل جيد فقط إذا كان مدير المشروع والفريق بأكمله ينتمون إلى نفس البلد ويتشاركون نفس الخلفية الثقافية، وأيضاً لديهم أخلاقيات عمل مشتركة.
4. التكاليف المخفية
خلال العمل على المشروع غالباً ما تتغير بعض الأعمال أو بعض البنود الخاصة بالاتفاق، وهذا التغيير قد يتسبب في زيادة في تكاليف المشروع، سواء على المستهلك أو على الشركة القائمة بالعمل، ومن هنا تظهر هذه المشكلة التي تعد من أهم التحديات التي تواجه العاملين في بناء البرامج المخصصة، ولذا للتخلص من هذه المشكلة بالنسبة للعميل يجب أن يطلب من البائع إنشاء مستند يسرد جميع المتطلبات الخاصة بالخدمة، والمعروف أيضًا باسم مستند متطلبات العمل.
5. سرية المعلومات
من أهم التحديات التي قد تعوق عملية بناء أو إنشاء البرامج والتطبيقات المخصصة هو نقطة سرية المعلومات، ولا سيما أنك عندما تتواصل مع شركة لتطوير المشروع الخاص بك، يتعين عليك مشاركة فكرة عملك مع الشركة، وهذه النقطة قد تكون بها بعض المخاطرة ولا سيما عند التعامل مع الشركات الغير موثوقة، ولذا يجب خلال عملية التعاقد أن يتم توقيع اتفاقية عدم إفصاح، وهو يعد عقد قانوني بين الطرفين، كما أن هذا الاتفاق يحدد المعلومات التي سيتم مشاركتها، ويجب الحفاظ على سرية جميع المعلومات المشتركة.