في 21 أكتوبر/تشرين الأول، استضافت جامعة إسطنبول قمة حزب العدالة والتنمية الحاكم لتكنولوجيا blockchain، التي شهدت كلمات ألقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب لجنة من الخبراء الدوليين من مختلف المجالات، تطرقت إلى الفرص المتاحة أمام تركيا لتسخير تقنيات blockchain واستخدامها.
منذ إطلاقها في عام 2008، اكتسبت تكنولوجيا blockchain لأول مرة اعترافاً واسع النطاق باعتبارها العمود الفقري للبنية التحتية الأساسية للعملات المشفرة مثل Bitcoin، ولكن تُطبَّق الآن تكنولوجيا استخدام blockchain في عديد من الصناعات، من التعليم والتمويل إلى الحوكمة الرقمية والزراعة…
تحدثت TRT World مع نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عمر إليري، الذي يعتقد أن تكنولوجيا blockchain سوف “تفتح فرصاً جديدة” للبلاد وأن الوقت قد حان لنقل إنجازات تركيا في صناعة الدفاع إلى المجال المدني. وقال إليري: “نعتقد أن تركيا لديها الإمكانيات ورأس المال البشري من الشباب، وثقافة عمل تحرص على تحقيق النتائج وتحظى بالفاعلية”.
وأشار إلى أن تطبيقاتها تتجاوز مجرد التشفير، وأنه يمكن لمختلف القطاعات الأخرى الاستفادة من حلول blockchain، التي إليري إنها “سيكون لها تأثير في الخدمات اللوجستية، وتقنيات سلسلة التوريد، والتكنولوجيا المالية، وحتى الرعاية الصحية”، مضيفاً أن القمة كانت جزءاً من التوعية العامة بشأن تقنيات جديدة مثل blockchain.
“كان الهدف نقل رسالة إلى الجمهور مفادها أن [تركيا لديها] القدرة على تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، ومن أجل ذلك نحتاج إلى زيادة الوعي العامّ والمشاركة العامة”.
أهمية تنظيم سوق العمل
عندما يتعلق الأمر بالعملات المشفرة، تُعَدّ تركيا من الأسواق الأسرع نموّاً في العالم، إذ يكشف مؤشّر اعتماد العملة المشفرة العالمي لعام 2022 من Chainalysis أن تركيا من أفضل 20 دولة من حيث تبنّي العملة المشفرة.
إلى جانب قاعدة كبيرة من مستثمري التشفير، يتكون المجتمع المحلي من أندية جامعية وشركات Web3 الناشئة ومطوري blockchain والأكاديميين.
استضافت تركيا فاعليات مهمة مثل Blockchain Economy Istanbul وIstanbul Blockchain Week، وتهدف إلى تحقيق مزيد في هذا المجال.
في الوقت نفسه ظهرت مؤشرات على أن الحكومة تتّخذ خطوات نشطة نحو تبنّي تكنولوجيا blockchain.
وفي عام 2019 أعلنت السلطات التركية عن خطط لبناء بنية تحتية وطنية لتكنولوجيا Blockchain، إلى جانب خارطة طريق مفصلة للعملة الرقمية للبنك المركزي CBDC المعتمدة على تكنولوجيا Blockchain.
في نفس الوقت تقريباً، أعلن مجلس أسواق رأس المال الرقابي في تركيا عن خطط لتصميم إطار تنظيمي للعملات المشفرة، التي تمتعت لفترة بعدم الرقابة. بعد طفرة غير عادية في العملات المشفرة منذ بدء الوباء، سرعان ما بدأ التدقيق التنظيمي يدخل حيّز التنفيذ في أبريل/نيسان 2021، قبل وقت قصير من شروع بورصتي عملات تركية مشفرة بالإفلاس.
بينما شُرّع حظر المدفوعات على استخدام العملات المشفرة للسلع والخدمات، لا يزال الاستثمار مسموحاً به. تشير التوقعات إلى أنه سيُصاغ نظام ضريبي لتغطية المعاملات والأصول المشفرة في المستقبل القريب.
ولكي تزدهر منظومة blockchain الناشئة في تركيا، فإنها ستحتاج إلى قوانين تحمي المستهلكين ولا تخنق الابتكار، وهو توازن حرص إليري على تأكيده، وصرح قائلاً: “من أجل ضمان ازدهار نظام blockchain في تركيا، نحتاج إلى وضع اللوائح ذات الصلة”.
أشار إليري أيضاً إلى أن الحكومة حشدت بالفعل الموارد لدعم الشركات الناشئة (من ضمنها الشركات الناشئة في blockchain) ووضعت عدداً من البرامج التي تتراوح من فرص التمويل المباشر إلى الحوافز الضريبية غير المباشرة التي يمكن للشركات الاستفادة منها. “من الآن فصاعداً، تدرك المكاتب الحكومية تماماً هذه الفرص القادمة، وأعتقد أنه ستُوضَع اللوائح وبرامج الحوافز ذات الصلة في المستقبل”.
قال جيسون أليغرانت، كبير المستشارين التنظيميين ومدير العمليات في Fireblocks: “عندما يتعلق الأمر بالتبنّي المؤسسي، فمن الأهمية بمكان أن تتمكّن تركيا من إنشاء بيئة عمل بقواعد محددة للشركات [و] لرجال الأعمال للقدوم والاستثمار في تكنولوجيا Blockchain”. وأضاف لـTRTWorld أنه يعتقد أن Web3، وهو الإصدار اللاحق من الإنترنت ويعتمد على تكنولوجيا Blockchain وCrypto وNFTs، سيكون “طريقاً رئيسياً للمضي قدماً لبلد مثل تركيا”.
أندية blockchain الجامعية
يُعتقد بقوة أن شباب تركيا البارعين في التكنولوجيا سيوفّرون للبلاد ميزة تنافسية في سباق blockchain العالمي.
في أثناء انعقاد القمة، عُرض عديد من أندية blockchain من جامعات مختلفة من جميع أنحاء البلاد يديرها طلاب مغامرون ومتحمسون. النشاط الرئيسي الذي تشارك فيه هذه الأندية هو التعليم العامّ حول blockchain والعملات المشفرة. أحد هذه الأندية يتبع الجامعة التركية-الألمانية، إذ بدأ في مارس/آذار من هذا العام في ممارسة فاعلياته المتعلقة بتكنولوجيا Blockchain، وبات يضمّ الآن في صفوفه ما يقرب من 200 عضو.
قالت سودي نور سيلان، إحدى أعضاء النادي، وهي طالبة في قسم الاقتصاد، لـTRT World، إنهم ينظّمون فاعليات في الحرم الجامعي لشرح blockchain، “لأن الجميع يعتقد أن blockchain هو bitcoin، وهو ليس كذلك”، وأضافت: “لذلك نريد أن نشرح ذلك للناس”.
وعندما يبدأ الطلاب في الانجذاب نحو تجربة blockchain، فإن إحدى المبادرات التي يشارك فيها نادي Blockchain التابع للجامعة التركية الألمانية هي “مشروع زراعي بلا ماء”، يطبّق تقنية blockchain باستخدام أجهزة الاستشعار للحصول على مزيد من المعلومات حول النباتات. وأكدت أنهم يسعون لتطوير المشروع في الصيف المقبل.
قبل قمة blockchain الوطنية مباشرة، كان الرئيس أردوغان كشف عن مشروع مدعوم بتكنولوجيا blockchain يسمى e-Human portal، سيكون نقطة خدمة رقمية للرئاسة التركية لمشاركة البيانات المتعلقة بخدماتها وأدواتها في ما يتعلق بالوظائف والتعليم عن بُعد واكتساب المهارات.
ستسمح البوابة للطلاب والخريجين الجدد وموظفي القطاع العامّ بالوصول إلى فرص العمل والتدريب في القطاعين العامّ والخاصّ، والتدريب المعتمَد للموظفين العموميين، ومعارض التوظيف، والفاعليات والمحتوى التعليمي.
في وقت سابق من هذا العام أعلنت شركة TOGG الوطنية للسيارات في تركيا شراكة استراتيجية مع Ava Labs، مطوِّر شركة Avalanche blockchain لتطوير خدمات تنقُّل آمنة وسريعة من خلال عقود ذكية.