أكد الدكتور عبدالرحمن زريق في حديث حصري إلى موقع تك عربي، أن الشركات الناشئة الأردنية تحتاج إلى عمل كبير قبل الوصول إلى المثالية في المستوى والأداء، فيما تحدث أيضاً عن الطريقة المثلى للنجاح واجتناب الأخطاء.
وشارك السيد زريق في مؤتمر الشركات الأردنية الناشئة، الذي أقيمت فعالياته في التاسع عشر والعشرين من شهر تشرين الثاني / أكتوبر في العاصمة عمان، حيث سلط الضوء على عوامل تساعد على تنمية الشركات الناشئة.
من هو د. عبد الرحمن زريق؟
هو المستشار الرئيس للابتكار وريادة الأعمال في الجامعة الألمانية الأردنية، وسفير الابتكار ومدرب عالمي معتمد في إدارة الابتكار من معهد GIM، حيث يتمتع بخبرة في بناء القدرات الابتكارية وريادة الأعمال في الشركات باستخدام استراتيجية المحيط الأزرق والتفكير التصميمي، وبدء التشغيل الخال من الهدر، وابتكار نموذج الأعمال وأطر تصميم عرض القيمة.
وهو أيضًا رئيس لجنة صندوق دعم البحث العلمي والابتكار (الابتكار وريادة الأعمال) في الأردن، وقدم الدكتور زريق استشارات للعديد من الشركات في الأردن والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
ومع أكثر من 20 عامًا كرائد أعمال متسلسل وخبير في الابتكار، أسس زريق شركات ناشئة مختلفة في صناعات متنوعة، كما أن هدفه كان دائماً بمساعدة الشركات والمؤسسات على النمو من خلال الاستفادة من قدرات الابتكار والريادة داخل الشركات باستخدام عمليات وأطر عمل قوية ومتطورة ، وأيضًا خلق ثقافة التميز وتعزيز التحالفات التعاونية بين الشركات وشركائها.
العديد من الشركات الناشئة تجد صعوبة في بداية مشوارها، وبعضها يفشل للأسف، برأيك ما هي الخطوات التي يجب السير عليها لتكوين منظومة ناشئة ناجحة.
يجب إيجاد المشكلة التي يعاني منها السوق وما تحتاجه الأسواق من منتج، المسألة لا تتعلق بما يدور في رأسك وإنما الشيء الذي يريده المستهلك في الدرجة الأولى.
النقطة الأولى هي إيجاد مشكلة حقيقة في السوق والبدء بمعالجتها، لا أقول هنا أنها مشكلة صغيرة بل كبيرة، من خلال تقديم منتج مقنع وعال الجودة، أما النقطة الثانية هي في المهارات وإدارة المنتج، بحيث يتم التعامل مع شخص مؤهل يستطيع تحمل المسؤولية.
ما أريد التأكد عليه هي أن الشخص الذي يتمتع بالمهارات، يستطيع العثور على مشكلة في السوق المستهدف كما قلنا سابقاً، وبناءً على ذلك يستطيع أن يجد لها الحل المناسب وتقديم الأفكار اللازمة للتسويق.
نريد أن نسأل، ما هي الأخطاء الشائعة التي تقع بها الشركات الناشئة؟
من أكثر المراحل المثيرة في الجدل داخل الأردن، والتي نتحدث عنها دائماً في المؤتمرات الخاصة بالشركات الناشئة هو أن البعض يعثر على مشكلة ومن ثم يضع الحل، وبطبق الفكرة مباشرة، وهذا خطأ فادح.
الحل هنا سيكون من خلال دراسة متعمقة واجراء عدد من الاختبارات ومن ثم الدخول في مرحلة نطلق عليها اسم البناء على أساس علمي، من خلال شيء يسمى التحقق من صحة المنتج ونموذج العمل ، وهذا أكبر تحدٍ لأي شركة.
ما رأيك في الشركات الناشئة في الأردن .. هل هي مستوى الطموحات؟
للأسف لا، الشركات الناشئة في الأردن ليست عالية المستوى بالنظر إلى دول الإقليم، وعلى سبيل المثال، هناك محاولات من هنا وهناك لتمنية هذا الجانب، ولكن ما يحدث من تطورات ليس هو ما نطمح إليه.
الآن هناك شيء جديد يتنامى في ساحة الشركات الناشئة وهو نموذج العمل (business model)، وهو عبارة عن شيء يشبه المنافسة، بحيث تتم عملية التنقل من منافسة إلى منافسة وحصد جوائز وأموال بهذه الطريقة.
كيف يمكننا الاستفادة من العقول الأردنية الشابة على مستوى التكنولوجيا وإدارة الأعمال؟
صحيح لدينا العديد من المواهب والعقول في الأردن ولكن المشكلة أن ليس هناك حاضنة أو تجمّع لهذه العقول، في دول الخارج هناك رعاية لهذه الفئات وبالتالي نحن مطالبون بانشاء مؤسسة ترعى مستقبل هؤلاء.
إذا وصلنا إلى هذه المرحلة من إنشاء مبادرات وهيئات ترعى هذه العقول، وتعمل على صقل مواهبهم كما تفعل العديد من الجهات في الخارج، فنحن سنحقق قفزة نوعية على طريق تنمية اقتصادنا في جميع الجوانب.