أجرى موقع تك عربي مقابلة مع السيدة حنان شاهين على هامش مؤتمر الشركات الناشئة الأردنية Jordan StartUp Expo ، الذي أقيم في العاصمة عمّان يومي 19 – 20 أكتوبر تشرين الثاني في فندق سانت ريجيس.
والسيدة شاهين هي مهندسة معمارية ورائدة أعمال ومصممة تتمتع بالخبرة الطويلة، حيث أنشأت في عام 2014 شركة (The Atelier)، وهي أول شركة تخطيط أحداث صديقة للبيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما حصلت على العديد من الجوائز الدولية والمحلية، جنباً إلى جنب مع توسّيع عملياتها من خلال العمل مع Facebook و Zain و Societe Generale Bank وسفارة السويد وغير ذلك من الشراكات والأعمال التجارية العالمية.
ومع خبرتها كمديرة تسويق أولى للعديد من العلامات التجارية العالمية، مثل BCBG و Pinko، فقد أطلقت حنان برنامج Bloom Cart في عام 2021 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وهو أول برنامج Try Before You Buy (TBYB) الذي يعمل على أتمتة عمليات الإرجاع في التجارة الإلكترونية.
وفي أقل من 6 أشهر من تأسيسها، فازت بلوم كارت بجائزة الملكة رانيا لريادة الأعمال، وتم اختيارها كواحدة من أسرع الشركات نموًا في العالم في عام 2021 من قبل Founder Institute Silicon Valley.
مختلف الشركات الناشئة في الأردن تسير في الوقت الصحيح، ما هي النصيحة التي يمكن توجيهها لأي شخص يريد العمل في هذا المجال؟
في الحقيقة، من ينجح في السوق الأردني يمكنه النجاح في كل مكان، لأن السوق لدينا صعب ويحتاج للعمل والعمل المتواصل والحثيث، الشركات الحديثة لديها وضع خاص، حيث يتم البدء بمرحلة “نموذج مبدئي”، وعلى سبيل المثال، الشركات الناشئة لدينا تشبه الطفل حديث الولادة الذي يجب تربيته بطريقة صحيحة، لكن إذا كبر هذا الطفل وارتكب الأخطاء فإنه قادر على تصحيح مساره، لأن كلفة الأخطاء في الأردن ليست عالية جداً مثل الدول الأخرى.
ارتكاب الأخطاء بين الشركات الناشئة في الأردن يدفعها لتطوير نفسها، لماذا؟، لأن هذا ما يجعل السوق الأردني باعتقادي يشبه المطبخ، في هذا المطبخ يتم طهو الكثير من التجارب وارتكاب عدد من الأخطاء، وبالتالي هذه الأخطاء تدفعنا لإجراء عملية التحسين والتي تعتبر غير مكلفة مكلفة، العقول التي لدينا تستحق التحية رغم أن الحوافز المالية التي تحصل عليها لا تقارن مع دول مثل السعودية والإمارات وغيرها.
برأيك ما هو السبيل الأمثل لاستقطاب المستثمرين وتنمية الشركات الناشئة الأردنية؟
ليس من الضروري أن تبحث كل شركة ناشئة عن مستثمر، نحن بين الحين والآخر نسمع عبر شاشات التلفاز أو على مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك شركة ناشئة حققت نجاحاً باهراً واستطاعت حصد أرباح ضخمة، الحصول على مستثمر هو شيء يشبه عملية “الدايت”، حيث هناك من يريد أن يأكل اللحوم وهناك من يرفض ذلك.
برأيي يجب على الشركات الناشئة أن تعتمد على نفسها وترى إلى أي مدى تستطيع الوصول، ليس من الضروري البحث عن مستثمرين، أستطيع النجاح من خلال عمل نهج “التمهيد”، أي أن أقفز للأمام من دون مستثمر، وهذا الأصعب برأيي، وأحترم من قام بذلك، لأن الطريق سيكون طويلاً وشاقاً حتى تحقق النتائج المرجوة، بينما البحث عن مستثمرين هو الطريق الأقصر والأسهل للبعض.
الحصول على مستثمرين هي استراتيجية في عالم الشركات الناشئة، ولكن نصيحتي قبل البحث عن مستثمر هو التأكد مما يفكر به المستثمر وماذا يريد، المستثمر لن يقدم لك المال قبل أن يكون لديه يقين تام بعودة أرباح مضاعفة له، وأن يقتنع بنوع المنتج لديك، هل يناسبه أم لا!، هذه الفجوة ما زالت قائمة بين أصحاب المشاريع الناشئة والمستثمرين،.
هل تعتقدين أن الدعم الحكومي الأردني للشركات الناشئة كافٍ في الوقت الحالي لمساعدة الشركات الناشئة على التطور والتنامي؟
الأردن بيئة حاضنة للشركات الناشئة وتقدم دعماً مستمراً في هذا المجال، وتستقطب كل يوم العديد من الأفكار والمشاريع، ولكن السوق الأردني من ناحية أخرى ليس سهلاً على الإطلاق، لكن إذا نجحت في الوقوف وتسويق المنتج الخاص بك بطريقة سليمة، فسوف تكتسب مزيداً من النجاح والسمعة، وهذا ما يساعد على صعودك للأعلى ويفتح الباب أمام توسيع شركتك الناشئة.
المملكة الأردنية الهاشمية تصدر العقول سواء في الجانب المتعلق بالمال والأعمال والتجارة أو التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، في الحقيقة من ينجح في السوق الأردني فيمكنه النجاح في كل مكان لأن السوق لدينا صعب ويحتاج للعمل والعمل المتواصل، لذا النجاح يبدأ من كيفية التطبيق.
ما هي الأخطاء التي تركتبها الشركات الناشئة، وكيف يمكن التغلب على هذه الأخطاء؟
هي البحث عن المستثمر قبل التفكير في نوع الشركة الناشئة، أخطر الأخطاء هو البحث عن مستثمر قبل التفكير في المنتج، صناعة وترويج المنتج ربما لا يحتاج إلى مستثمرين وأموال من الخارج، إنشاء شركات ناشئة لا يكون من خلال فكرة هنا أو هناك، بل بوجود مشكلة في مكان ما، ومعالجتها من خلال منتج.
يجب الاعتراف أن الشركات الناشئة تتعرض إلى الرفض المتكرر وهذا ربما يكون سبباً في قلة قبول أية عروض، نحن يجب أن نسير على الطريق الذي يقول “فكر في المشكلة وليس الحل”، لأن الحل ممكن أن يتغير بين الحين والآخر، لهذا السبب يجب على من يبحث عن مستثمر أن يحاول التركيز على المنتج ويتحرر من هذا التعلق، وبذلك يمكن أن يجد العديد من الأجوبة التي تساعد على التطور والتحسن، ثم ستجد أن المستثمر يبحث عنك.
هل تعتقدين أن وزارة الاستثمار مطالبة بتقديم تسهيلات مالية وضريبية للشركات الناشئة حتى تستطيع الوقوف على قدميها؟
يجب أن نكون منصفين دائماً، هناك محاولات ومساعٍ دائمة من المسؤولين عن وزارة الاستثمار وصندوق الاستثمار الاردني لمساعدة الشركات الناشئة، لكن ما يحدث أن نمو الشركات يأخذ وقتاً حتى تبدأ عملية الحصاد، أي أن النجاح ليس عبارة عن “الضغط على زر”، هناك مجهود كبير من الجهات الرسمية وأقول ذلك بكل أمانة، وهناك أموال تصرف لدعم الشركات الناشئة ومؤتمرات لتطوير هذا القطاع.
الأردن بلد مصدر للأفكار والجهات الحكومية بدأت تنتبه لهذه العقول من أجل النهوض اقتصادياً وتكنولوجياً، وبدأت تحاول معالجة مشاكل البطالة من خلال تقديم التسهيلات للشركات الناشئة، هناك العديد من القطاعات التي تعاني من المشاكل ولكن مع مرور الوقت سنرى تحسناً ونمواً يساعد على توظيف الشباب ورفع الناتج المحلي، في الآونة الأخيرة تمكنت العديد من الشركات من عمل قفزة نوعية بطريقة مشرفة، وأنا سعيدة جداً بهذا النجاح.
برأيي سيكون هناك تعديل تشريعي على القوانين المتعلقة بالشركات الناشئة والاستثمار، وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة جديدة على الساحة الأردنية، بالتأكيد سيكون هناك تعديلات على كيفية سير العمل في هذه المجالات وتوسيع نطاقها، الريادة مفهوم جديد، وقوانينها جديدة، نحن بحاجة إلى مختصين في وزارة الاقتصاد الرقمي ووزارة الاستثمار، وبرأيي أن ذلك سيحدث، لأن عالم الاقتصاد يتطور يومياً ويتطلب مواكبة الأحداث أولاً بأول.