فؤاد جريس في مقابلة مع تك عربي: بلوغ العالمية بالتكنولوجيا في الأردن يحتاج إلى استراتيجية

إذا تم التركيز على أن يصبح الأردن معروفاً في البرمجيات والهندسة الرقمية فإننا سنصنع الفارق

استضاف موقع تك عربي السيد فؤاد جريس، المسؤول عن تقديم وإدارة الحوار في مؤتمر Xpand 2022 الدولي لمطوري البرمجيات والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث استعرض عدد من الموضوعات التي تخص كيفية تحسين وتطوير هذه الأنظمة ورعاية المواهب التكنولوجية في الأردن.

واختتم مؤتمر إكسباند 2022 أعماله مساء يوم الأحد، وذلك بعد أن حقق نجاحاً كبيراً جداً على مستوى التنظيم وطرح الأفكار والمواضيع الجديدة على مدار يومين، حيث عقد المؤتمر تحت رعاية سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد حفظه الله في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت.

وشهد المؤتمر حضوراً واسعاً تجاوز أكثر من 1200 شخص من المهتمين بمجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات وأمن المعلومات وغيرها، كما أتاح المؤتمر فرصة تبادل الخبرات والمعرفة إضافة إلى استقطاب عدد كبير من التقنيين، الإداريين والتنفيذيين والمطورين ومهندسي البرمجيات ومدراء المشاريع والمنتجات البرمجية إضافة إلى قادة الفرق ومديري أقسام التكنولوجيا المختلفة في المؤسسات الكبرى والشركات الناشئة.

من هو فؤاد جريس؟

وفؤاد هو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للأعمال في شركة “مقسم”، وهي أكثر مجموعات الاتصالات السحابية تمتعاً بالمصداقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للشركات الصغيرة والمتوسطة.

عمل السيد فؤاد جريس سابقاً كشريك ومدير في عدد من مشاريع التفكير المستقبلي بين الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، لا سيما في الأردن، وقاد جهوداً استشارية تقنية واستراتيجية لأفضل شركات الاتصالات والبرمجيات والإنترنت مثل Google و Microsoft و Yahoo! و Verizon وغيرها.

بدأ فؤاد أول مشروع له خلال أيام دراسته الجامعية، وعاد إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2009، على أمل أن يلعب دورًا في زيادة الفرص في مجالات التكنولوجيا والمستهلكين عبر الإنترنت، وشغل منصب مدير التكنولوجيا والتحليلات في Open-Insights ، وهي شركة لاستخراج البيانات واستراتيجيات البيانات مقرها في بلفيو بواشنطن، ثم انتقل للتركيز على المنطقة كشريك في شركة “Chief Rascal” التي تعتبر من أكثر بوابات مشاركة المحتوى حيوية في العالم العربي (d1g.com) ، حيث كان مسؤولاً عن تطوير الأعمال والمنتجات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى عام 2013.

وبمبادرة من جلالة الملك عبد الله الثاني وبناءً على المخارج التقنية الأولية في المنطقة، كان فؤاد جزءاً من الفريق المؤسس الذي بدأ في أول برنامج حاضنة ومُسرع تكنولوجي في الأردن، Oasis 500، حيث كان رئيساً للمشروع وقام ببناء شبكات المستشارين والمستثمرين الملاك التي سهلت استثمار أول 50 شركة ناشئة في البرنامج، بعد ذلك، انتقل إلى إدارة محرك التوصيات وفريق البيانات في BlueKangaroo، وهي شركة بيانات ضخمة مقرها الولايات المتحدة تركز على حلول التسويق الاجتماعي.

السيد فؤاد جريس

ما هي انطباعاتك عن المؤتمر وماذا يمكن أن يضيف من سمات ترفع من كفاءة الأردن في عالم التكنولوجيا؟

إكسباند 2022 يقام للمرة الثانية في الأردن، واليوم ارتفع عدد الحاضرين والمشاركين أربعة أضعاف عن النسخة الماضية، أي قبل جائحة كورونا، ما شاهدناه في هذه النسخة من المؤتمر هو شيء مدهش وفاق كل التوقعات، ما أريد قوله هو أن عدد الحضور والاهتمام بالمؤتمر من مهندسي ومبرمجي الشركات الموجودة في الإقليم يعكس حجم هذا الحدث، العديد من هؤلاء الخبراء جاؤوا من دول أخرى إلى الأردن، وبالتالي أصبح الأردن مركزاً لهذه الشركات التي باتت تورد لنا كفاءات عالية الجودة في مجالات التكنولوجيا والبرمجيات، والحمد لله أن الأردن أصبح له إسم في هذا المجال، ونحن في إكسباند كان لنا الشرف بأن نجمع هذه النخبة من المختصين في مكانٍ واحد مرة في كل عام.

الدعم في الأردن على المستوى الرسمي والخاص لم يأتِ من فراغ! بل كان نتاج سنوات طويلة من عمليات الدراسة وإنشاء البنية التحتية وتكاتف من الجامعات والشركات والمستثمرين في المنطقة، وبالتالي استطاعت حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تجميع عدد كبير من الكفاءات من خلال بيئة تشريعية ناجحة سواء على صعيد البرمجيات ومجالات التقنية المختلفة.

السيد فؤاد جريس

ماذا ستضيف التكنولوجيا الحديثة للمواطن الأردني من ناحية المشاريع والتطوير والبنية التحتية؟

مؤتمر Xpand 2022 ليس عملية ترويجية للأردن فحسب، بل يهدف إلى توسيع آفاق المشاركين في المؤتمر والتعرف على بعضهم البعض، للمرة الأولى تلتقي شرائح عديدة من الحضور ببعضهم بعد أن اقتصر المؤتمر السابق على سبيل المثال على تواجد المدراء والتنفيديين، اليوم هناك مؤتمر خاص بالمبرمجين والمطورين الذين يستطيعون استعراض أفكارهم ومشاريعهم، وأيضاً التواصل مع المتحدثين والمختصين المتواجدين في المؤتمر  لتبادل العلم والمعرفة.

في هذا الحدث شاهدنا عدداً ضخماً من الحاضرين وهذا يدل على الاهتمام الحكومي في هذا القطاع، لكن هل تعتقد أن المواهب في بلادنا يجب أن تحظى بدعم رسمي أكبر للحفاظ عليها وتنميتها؟.

لنتحدث بصراحة، مهما قدمت الحكومة من دعم وبرامج فلن يكون ذلك كافياً، لماذا؟، لأن الفرص كثيرة وتتنامى كل يوم، البرامج التي يجب التزود بها مهمة، يجب أن نفكر بعملية تجنيس الكفاءات الموجودة في الأردن، والأهم من ذلك أن ليس هناك تقصير من أي طرف، الدعم الحكومي دائم للمواهب من جميع الوزارات من خلال تقديم البرامج، لكن يجب النظر في المقام الأول إلى وضع استراتيجية واضحة لوضع الأردن في عالم البرمجيات والتقنيات، يجب أن نسأل أنفسنا، هل نريد أن نكون في الباب الخلفي للأسواق أم في عالم الريادة؟.

السيد فؤاد جريس

ما هي الاستراتيجية التي يجب العمل عليها بالشراكة بين القطاعين العام والخاص؟.

الآن هناك برامج حكومية تدعم القطاعات التكنولوجية والتقنية بشكل عام، ولكن الأهم من ذلك برأيي أنه مهما كان لدينا من برامج فلن يكون ذلك كافياً، يجب أن توضع طريقة احترافية واستراتيجية لتحديد مسارنا في هذا المجال، الأردن يحصد جوائز عالمية في الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، ونحن ننافس عالمياً، ولكن الشيء المهم كيف يجب أن نفكر وما هي استراتيجيتنا.

والسؤال هنا هل نكتفي بما لدينا أم يجب علينا التوسع من خلال دعم الشركات لكي تصبح عالمية، إذا كان التوجه بأن تصبح الشركات عالمية ويكون لها مقر في الأردن فنحن قادرون على خلق بيئة لتوظيف الشباب، ولكن يجب أن يكون لدينا مكاتب في الخارج للتأكيد على مدى الاهتمام بالمنافسة في هذا الجانب، في الحقيقة، الأسواق المحيطة بنا كبيرة وبالتالي يجب أن نتقبل هجرة المبدعين، ولكني متأكد من عودة هؤلاء في حال خلق بيئة تساعد على المنافسة.

تايوان من كبرى الدول التي تنافس في صناعة أشباه الموصلات عالمياً، برأيك كيف يمكن للأردن أن تطور نفسها للوصول إلى العالمية في هذا المجال؟

هناك استراتيجية حكومية في تايوان من أجل رعاية أشباه الموصلات، وأصبحت مركزاً رئيسياً في هذه الصناعات، الأردن ليس لديه حالياً الكفاءة الصناعية للمنافسة مع دول مثل الصين وشرق آسيا، ولكن لو تحدثنا عن البرمجيات (software)، فإن الموضوع سيكون مختلفاً لأن التكلفة أقل، في مجال البرمجيات أعتقد أن لدينا القدرة الكاملة على المنافسة، إذا تم التركيز على أن يصبح الأردن معروفاً في التطوير وهندسة البرمجيات فإننا سنصنع الفارق، لكن ذلك يتطلب استراتيجية وتوجه لكي نتفوق، المسألة ليست في صناعة أشباه الموصلات أو أن نصبح الرقم واحد عربياً في أشباه الموصلات، بل أن نعرف مكاننا من الإعراب وأن نستطيع معرفة ما إذا كانت الشركات من حولنا ستستفيد من ذلك.

النظام العالمي الجديد هل سيكون للتكنولوجيا فقط، وهل سنشهد زوال أمور قديمة مثل النظام الورقي، وهل التجارة الإلكترونية الحديثة ستقضي على الأسواق التقليدية؟.

هناك عملية تحول، ولكن على سبيل المثال شركة أمازون بدأت على شبكة الإنترنت ومن ثم تحولت إلى فتح أسواق تجارية، الأسواق التجارية التقليدية ما زالت تحظى بالشعبية، لكن يمكنني القول أن هناك مزيج من التجارة الإلكترونية والأسواق التجارية، لا أستطيع الإجابة عما سيحدث في المستقبل ولكن التوجه هو أن تصبح التجارة الإلكترونية تقنية بشكل أكبر، ولهذا لا يستطيع أي جانب إلغاء الآخر سواء كانت بالتجارة أو غيرها.

السيد فؤاد جريس
التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى