آبل توقف تحديث تيليجرام بسبب خاصية تجعل الوجوه التعبيرية في أنظمة iOS تبدو مملة! إذا كنا نعلم شيئًا واحدًا عن سياسة وفلسفة شركة آبل فهو أنها لا تحب المنافسة حقًا، سواء كانت تلك المنافسة تتمثل في صناعة منتج شبيه بمنتجاتها، كالمعركة التي دوّنها التاريخ بين سامسونج وآبل، أو حتى برمجيات تقدم خدمات أو خصائص بشكل أفضل من تطبيقاتها الأساسية، وهذا بالضبط ما حدث مع تطبيق المحادثة الشهير تيليجرام عندما أعلن الرئيس التنفيذي والمؤسس له، بافل دوروف أن آبل تعلق تحديثًا ضخمًا للتطبيق وتعيق طرحه على متجرها لمدة أسبوعين ودون سبب واضح من جانب الشركة في البداية.
إقرأ المزيد : كيف يمكن إنشاء “حدث شخصي” على فيس بوك في 9 خطوات
لم يتقبل دوروف التأخر غير المبرر في نشر تحديث تيليجرام من طرف آبل، الأمر الذي دفعه للتحدث علنًا وانتقاد الشركة الأمريكية، وغيرها من الشركات التقنية التي تقوم بعمليات مراجعة “غامضة” على التطبيقات ضمن إجراء “فرض على جميع تطبيقات الهواتف الذكية نتيجة لاحتكار كبرى الشركات التكنولوجيا”.
وبعد تصريحات دوروف التي تسببت في إثارة “الضجة الإعلامية” وتوجيه الأنظار إلى الشركة الأمريكية في إعاقتها لتحديث مهم لتطبيق تيليجرام، والذي وصفه حرفيًا بأنه “سيحدث ثورة في كيفية تعبير الأشخاص عن أنفسهم في المراسلة”، تواصلت آبل مع شركة تيليجرام، وطلبت منها حذف خاصية أساسية ضمن ذلك التحديث والتي كانت السبب وراء إيقاف آبل تحديث تيليجرام وتعليق نشره على متجر آب ستور.
كانت تلك الخاصية التي اعترضت عليها آبل “Telemoji”، هي إضافة جديدة عملت عليها تيليجرام لتحسين الوجوه التعبيرية الموجودة في التطبيق، وتغييرها من الصور الثابتة التي اعتدنا عليها، إلى أخرى متحركة تنبض بالحياة، والتي تمكن رؤيتها عبر فيديو أرفقه الرئيس التنفيذي للشركة عبر قناته الرسمية على تيليجرام.
وفي الحقيقة، فإن النقطة التي طرحها دوروف عندما تحدث عن “إثراء النظام البيئي لآبل” عبر طرح خاصية Telemoji هي نفس الدافع الذي أدى إلى اعتراض آبل ورفضها لطرح هذه الخاصية عبر متجر تطبيقاتها؛ والسبب أن كلا الشركتين تستخدمان نفس حزمة الوجوه التعبيرية، وبالتالي فإن أي تعديل في هذه الحزمة يعني منافسة آبل بشكل واضح، وتقديم خدمات أفضل بشكل واضح، وهو ما يتنافى مع فلسفة آبل التي تحدثنا عنها في مقدمة المقال.
جدير بالذكر أن آبل تعلن بشكل صريح ضمن سياسة متجر تطبيقات آبل (تحديداً في الفقرة 5.2.5) أن مطوري الطرف الثالث لا يسمح لهم بإنشاء تطبيقات “تشبه إلى حد مربك” منتجات آبل الحالية، وبناءً عليه فإن الشركة الأمريكية تعتقد أن تيليجرام خالفت بشكل واضح هذه القاعدة بمحاولتها التعديل على الوجوه التعبيرية المملوكة بواسطة العلامة التجارية آبل.
وبناءً عليه، أُجبرت شركة تيليجرام على حذف التطويرات التي قامت بها على حزمة الوجوه التعبيرية التابعة لآبل؛ من أجل الموافقة على التحديث، وبالتالي ستظل مجبرًا على استخدام الوجوه التعبيرية التقليدية؛ ولكن لحسن الحظ أن التحديث لا يقتصر على ذلك وحسب، حيث قدمت تيليجرام حزمًا مختلفة من الوجوه التعبيرية المتحركة التي يمكن تحميلها واستخدامها أو حتى إنشاء حزمة خاصة بك، ولكن للأسف، فإن هذه الخاصية متاحة فقط لأولئك المشتركين في خدمة تيليجرام بريميم.
وقد أدت تلك التقييدات المفروضة من طرف آبل في التأثير على مستخدمي أندرويد أيضًا، فكذلك طرح التحديث على متجر جوجل بلاي بدون التعديل المذكور على الوجوه التعبيرية الافتراضية، ولا نعلم إن كان ذلك من طلب آبل أيضًا، أم أنه قرار من شركة تيليجرام نفسها لتوحيد التجربة على المنصات المختلفة.