كم ينفق العالم وشركات البرجمة على الألعاب؟ معظمها مجانية ولكنها تربح الملايين منذ أن اقتحمت عالم الترفيه في السبعينيات من القرن الماضي، تحولت ألعاب الفيديو لواحدة من أكثر وسائل الترفيه جذباً للمستخدمين دون اعتبارات تذكر للسن، فممارسة الألعاب الإلكترونية اليوم لم تعد حكراً على صغار السن كما كانت سابقاً، ولهذا السبب كانت الاستثمارات في عالم الألعاب هدفاً كبيراً أمام عمالقة التكنولوجيا للتنافس على واحد من أكبر الأسواق التجارية، وعناصر التنمية الاقتصادية في العالم.
اقرا المزيد: كيف يمكن تنزيل خدمات جوجل على أجهزة هواوي؟
وبما أن قاعدة مستخدمي الألعاب الإلكترونية في تزايد يومي، أصبح التنافس على إخراج أفضل لعبة جزءاً كبيراً من مجهودات تلك الشركات الكبرى، ولهذا سوق الألعاب أصبح جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الشعبية المعاصرة حول العالم، عندما تتم ترجمة هذه الشعبية إلى أرقام، ستجد أن الأمر ليس مجرد تجاره ترفيهية فحسب.
أرباح الألعاب في العالم اليوم
في الأعوام الـ10 الماضية نَمَت أرباح سوق الألعاب الإلكترونية بشكل تصاعدي غير مسبوق، وبحسب آخر إحصائية مكتملة للعام المنقضي 2021 فقد وصلت القيمة السوقية لأرباح سوق الألعاب إلى 93.2 مليار دولار تقريباً، وقد يرتفع الرقم إلى 100 مليار،
وجاء في الإحصائية نفسها أن نسبة 52% من إجمالي أرباح السوق لألعاب الهواتف الذكية فقط، أي أكثر من منتصف الأرباع العالمية، وهو ما يشير وبقوة إلى تنامي سوق الألعاب على الهواتف الذكية على حساب ألعاب الأجهزة المستقلة Console Games مثل بلايستيشن وإكس بوكس وغيرها.
كيف تتربح الشركات من الألعاب المجانية؟
أثارت لعبة Diablo Immortal على الهواتف الذكية دهشة العالم عندما تسبب انتشارها السريع والكبير في حصد ما يقرب من 100 مليون دولار خلال شهرين فقط من طرحها أول يونيو/حزيران 2022، رغم أنها مجانية التحميل، فكيف تتحقق الأرباح إذاً؟
مع النمو التصاعدي الحاد في عدد مستخدمي الهواتف الذكية في العالم، والذي وصل من 3.6 مليار هاتف ذكي عالمياً عام 2016 إلى 7.5 مليار هاتف ذكي عالمياً؛ كان لابد أن تنتشر تطبيقات الألعاب بقوة، وبعدما كانت شركات تطوير الألعاب تعرض لعبة بعينها في متجر التطبيقات بأسعار تتراوح من 2 إلى 10 دولارات عام 2010 و2011؛ انخفض الاهتمام بشراء الألعاب، وتوجهت أبصار المستخدمين إلى الألعاب المجانية حتى ولو بقدرات محدودة.
ولهذا اتجهت أغلبية شركات البرمجيات إلى المطورين المستقلين، وتعلمت من أساليبهم في الربح؛ والتي كانت تتلخص في طرح لعبة مجانية تحصد الكثير من التحميلات، ومن ثم يقوم المطور في المقابل بفتح باب الإعلانات لمنتجات أخرى تُعرض أثناء أو قبل اللعب، وبهذه الطريقة ربح المطور مستخدماً مجانياً، وربح من المعلنين مبالغ كبيرة.
بعدها توجهت الشركات الكبرى للنموذج المجاني الذي لا يكلف المستخدم شيئاً لتحميله، ولم تكن أرباح الإعلانات كافية أحياناً للشركات، فكانت تستعيض عنها بما يعرف في عالم الألعاب باسم التحديثات المشتراة In App purchases، والتي تتلخص في إتاحة متجر داخلي لكل لعبة يوفر تحديثات وتغييرات على الشخصيات أو الخرائط أو ملحقات اللعبة لتطويرها وترقيتها إلى مستويات أحدث، وبهذا تضمن الشركة أن اللاعب الذي سوف يتعلق بلعبة معينة سيضطر لاحقاً للدفع من أجل الترقية واجتياز المستويات فيها.
الصين تقترب من ابتلاع نصف الكعكة!
في آخر الإحصائيات السنوية للعام الماضي 2021 جاءت الصين في المرتبة الأولى لأرباح الألعاب على الهواتف بحوالي 32 مليار دولار، وبينما جاءت أمريكا في المركز الأول برقم أرباح 15 مليار دولار، إلا أن الفجوة بين المركزين كبيرة، وتخبر بكل بساطة أن الصين تبتلع هذا السوق بشكل تدريجي متصاعد.
أما بالنسبة لأرباح سوق الألعاب بأكمله فتأتي الصين أيضاً في المقدمة، بإجمالي أرباح سوق الألعاب الإلكترونية للهواتف والأجهزة المتخصصة بحوالي 45.5 مليار دولار لعام 2021، وهو الرقم الذي يشكل نسبة حوالي 49% من الرقم الإجمالي المذكور للسوق بأكمله 93.2 إلى 100 مليار دولار.
ومن بين تلك الأرقام لم يكن الشرق الأوسط والدول العربية خارج الحسبة، فبحسب آخر تقارير سوق الألعاب في المنطقة.
كانت أرباح سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمعروفة اختصاراً في العالم باسم منطقة MENA هي 1.76 مليار دولار، وجاءت أكبر 3 دول في توليد الأرباح بالترتيب: السعودية، والإمارات العربية، ومصر، وبحسب الإحصائية من المتوقع صعود هذه الأرباح إلى 3.14 مليار دولار بحلول عام 2025، وبزيادة تقدر بحوالي 13.8% سنوياً.
الدول الأكثر تربحاً من الألعاب
ربما لم ينته عام 2022 بعد، ولكن لا يعني هذا أن الأرقام التقريبية لمبيعات وأرباح الألعاب صعبة التوقع؛
إن أكثر 10 دول ربحاً من سوق الألعاب لعام 2022 جاء كالتالي بالترتيب:
- الصين: بإجمالي أرباح 50.18 مليار دولار
- الولايات المتحدة: 47.62 مليار دولار
- اليابان: 22 مليار دولار
- كوريا الجنوبية: 8.48 مليار دولار
- ألمانيا: 6.8 مليار دولار
- المملكة المتحدة: 5.7 مليار دولار
- فرنسا: 4.2 مليار دولار
- كندا: 3.6 مليار دولار
- إيطاليا: 3.1 مليار دولار
- البرازيل: 2.6 مليار دولار
اقرا المزيد: واتس آب يختبر chatbot جديد لإعلام المستخدمين بالميزات الجديدة