إمكانية الوصول في وسائل التواصل الاجتماعي
إمكانية الوصول في وسائل التواصل الاجتماعي ، في عصرنا هذا تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في حياة الأفراد اليومية. يتمّ اِستخدامها لجميع جوانب الحياة.
ولكن هل مشاركاتك الاِجتماعية في متناول الجميع؟
هل تعرف من أين تبدأ إذا قال لك أحدٌ ما، أنَّك بحاجة إلى تنفيذ نهج يسهل الوصول إليه لاِستراتيجيتك الاِجتماعية؟
في مقالنا هذا، سنحدِّد ماهيَّة “إمكانيّة الوصول” في عالم وسائل التواصل الاِجتماعي، ولماذا يجب عليك تنفيذها في اِستراتيجية وسائل التواصل الاِجتماعي الخاصة بك!
ماذا يقصد بإمكانية الوصول وما سبب أهميتها؟
إمكانية الوصول، في جوهرها، تدور حول الأشخاص. يصل الأشخاص إلى المحتوى والخدمات بطرق مختلفة جداً، لأنَّ الناس مختلفون تماماً. يعتمد البعض على التكنولوجيا المساعدة لاِستخدام وسائل التواصل الاِجتماعي، وهو بالضبط من تستهدفه إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاِجتماعي. وهذا يشمل جميع الأشخاص في المجتمع، على اِختلاف أعمارهم، وحالاتهم الإدراكية والصحية؛ كالأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر، أو الأشخاص الصم أو ضعاف السمع، أو الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة أو صعوبات التعلم الإدراكي، أو أي نوع آخر من الصعوبات. جميعهم يجب أن يكونوا قادرين على “الوصول” إلى المحتوى الخاصّ بك بشكل فعال.
التفكير في هؤلاء الناس مهم. بخلاف ذلك، ستهمل جزءاً كبيراً من جمهورك، وبالتالي ستفقد مجموعة من المشاركة وفرص تحسين محركات البحث أيضاً.
والآن… من أين نبدأ؟
إمكانية الوصول إلى الصور
تعمل الصور بشكل جيد حقاً عبر وسائل التواصل الاِجتماعي، لهذا السبب تركِّز الكثير من الشركات على إضافة صور ومرئيات جميلة إلى مشاركاتهم.
لكن كما سبق وذكرنا، ليس بالنسبة للجميع، يختلف الأشخاص من حيث تلقيّهم للمعلومة. قد تضيع رسالتك إذا لم تستخدم تبايناً كافياً في المرئيات، أو الألوان التي تتداخل معاً بسهولة.
هناك تحديّات محدَّدة تأتي مع اللون والتباين. على سبيل المثال، يجب ألَّا تعتمد على اللون وحده لنقل رسالة. لذلك دعونا نلقي نظرة أقرب على هذا.
قم بتسمية معلوماتك
بالنسبة لشخص مصاب بمرض “عمى الألوان”، قد يَفقد المعلومات الأساسية الموجودة في هذا المخطط، أو قد يتغير معناها بالنسبة له.
في الصورة أدناه، نجد أنّها تعمد على قدرة المستخدم على رؤية اللون الأحمر مقابل الأخضر. كما تعتمد على إدراكه أنَّ اللون الأخضر أمر جيد ويشغل أكثر من نصف الرسم البياني في هذا السياق.
يعتمد هذا على السياق الثقافي أيضاً، لكون اللون الأحمر سلبياً والأخضر إيجابياً، لكن هذا ليس عالمياً كما يعتقد البعض. كما أنَّها ليست شاملة لاِحتياجات الجميع.
كيف يمكننا إصلاح هذا؟
لجعل هذا المخطط أكثر سهولة، نحتاج إلى تسمية المعلومات الأساسية التي نريد توصيلها. وإلّا فلن يتمكَّن الأشخاص من المشاركة.
ليكن المخطط أدناه مثالاً… ليعطي هذا الرسم جواب عن وجود نوع من المحتوى عبر موقعك، والقسم الأخضر يدلّ على جوده، بينما الآخر لعدم وجوده.
- تؤدِّي إضافة بعض التصنيفات إلى الرسم البياني إلى تسهيل فهم الرسالة التي نحاول إيصالها.
- يفيد هذا أيضاً الأشخاص الذين يتخطون مشاركاتك. يجدون كل المعلومات في نظرة خاطفة على الصورة!
التباين في صورك
لا تحتاج فقط إلى التأكُّد من تصنيف المعلومات التي تريد نقلها، بل تحتاج أيضاً إلى التفكير في الألوان التي تستخدمها وعلاقتها ببعضها البعض.
من الخطأ اِفتراض أنَّ كل شخص يرى الصور بنفس الطريقة التي يرى بها الشخص ذو الرؤية 20/20. لكن التفكير في التباين يمكن أن يساعد.
هناك عدد من الأدوات التي يمكنك اِستخدامها للتحقق من نسب التباين.
وهناك العديد من الإرشادات التي يمكنك اِستخدامها للتأكُّد من أنَّ نسبة التباين في النص والرسومات كافية مقابل الخلفية.
نحن نشجعك بشدة على اِستكشاف هذه الأدوات المختلفة! إذا كنت تستخدم نصَّاً، فلاحظ أنَّ هناك حدّاً أدنى لنسب التباين بناءً على أحجام الخطوط.
النص البديل للصورة
يعد وجود نص في صورك من أسهل الطرق لتوصيل رسالتك. ومع ذلك، لا يمكن الوصول إلى هذا النص لبرامج قارئة الشاشة. لذلك، من أفضل الممارسات تضمين نص بديل وحتى تسمية توضيحية لصورك، لإمكانيَّة قراءة كل من النص البديل والتعليقات التوضيحية بصوت عالٍ بواسطة التقنيات المساعدة.
تنقسم الصور إلى ثلاث فئات مختلفة: إعلامية، وعملية، وزخرفية.
إذا نشرت صورة عبر وسائل التواصل الاِجتماعي بغرض نقل المعلومات، فيجب أن تحاول دائماً تضمين نص بديل يصف الصورة وما بداخلها.
هناك بعض أفضل الممارسات التي يجب وضعها في الاِعتبار عند كتابة نص بديل:
- اِكتب جمل مناسبة واِجعلها قصيرة. بشكل عام، يُنصح بـ [125 – 140] حرفاً، يشكّلون تغريدة قصيرة فعالّة!
- اِجعل جملتك بسيطة، ولكن جمّلها بإضافة السياق الخاصّ بك.
- اِنتبه إلى أنّ كل منصة اِجتماعية تتعامل مع النصوص البديلة بطرق مختلفة.
سنوضِّح كيفية العثور على النص البديل عبر كلّ منّصة:
تويتر Twitter
بعد كتابة تغريدتك، اِنظر إلى أسفل يمين الصورة. سترى زر (ALT). هنا، يمكنك كتابة الوصف الخاصّ بك وحفظه. بمجرد الحفظ، سيُظهر بعد ذلك أن تغريدتك لها سمة بديل. يجب القيام بذلك قبل أن تغرد، حيث لا يمكنك تعديل أي شيء بعد النشر.
انستقرام Instagram
في اِنستقرام، تكون هذه الإعدادات مخفية في الإعدادات المتقدمة.
عكس تويتر، يسمح لك انستقرام بتعديل النص البديل بعد النشر. لذلك، إذا نسيت إضافة نص بديل، فيمكنك إعادة إدخاله مع الاِستمرار في تضمينه.
فيسبوك Facebook
في فيسبوك، يتولى الذكاء الاِصطناعي إضافة نص بديل لك. لكن سمات الذكاء الاصطناعي البديلة نادراً ما تكون جيدة.
صحيح أنّه يقدّم جملة تحدّد ما هو موجود في الصورة، لكن سيفتقر إلى السياق الخاصّ بك. لهذا السبب من الأفضل التدرب على كتابة نص بديل بنفسك
إمكانية الوصول إلى الفيديو
أصبحت مقاطع الفيديو، وخاصة مقاطع الفيديو القصيرة، أكثر شهرةً ورواجاً، ومن المرجح أن يستمر هذا الاِتجاه في النمو.
على سبيل المثال، أضاف فيسبوك نسخته من تيك توك إلى خلاصة الصفحة الرئيسية، لأنَّ الفيديو شائع جداً! لكن هل تعلم أنَّ أكثر من (80%) من مقاطع الفيديو الموجودة في فيسبوك تُشاهد بدون صوت؟
هناك الكثير مما يجب مراعاته عند التعامل مع مقاطع الفيديو من حيث إمكانية الوصول.
من أسهل الأشياء التي يمكنك القيام بها إضافة تسميات توضيحية أو ترجمات. تُستخدم هذه المصطلحات بالتبادل عبر وسائل التواصل الاِجتماعي، لكنها تُستخدم لأسباب محددة.
هل تعرف الاِختلافات بينهما؟ لنستعرضها الآن!
- التسميات التوضيحية Closed captions:
- نقل جميع الأصوات الأساسية: الحوار والموسيقى والمؤثِّرات الصوتية والإشارات الصوتية.
- مخصصة للجماهير الذين لا يمكنهم سماع الصوت.
- الترجمات Subtitles:
- نقل الحوار فقط.
- مخصصة للجماهير الذين يمكنهم سماع الصوت ولكنهم لا يفهمون – فكر في الترجمات.
ما الفرق بين إضافة تسميات توضيحية مفتوحة أو مغلقة؟
يمكن تشغيل التسميات التوضيحية المغلقة وإيقاف تشغيلها. بينما المفتوحة هي في الواقع جزءاً من الفيديو، لذا لا يمكن إيقاف تشغيلها. الأمر متروك لك فيما تريد تضمينه.
بغض النظر عن اِختيارك، ستمنح متابعيك اِختيار الطريقة التي يريدون بها اِستهلاك المحتوى الخاصّ بك عبر وسائل التواصل الاِجتماعي؛ مع الصوت أو بدونه.
النصوص Transcripts
النصوص هي مصدر رائع للاِستفادة منه! فهي لا تصف حوار الفيديو فقط، بل تصف أيضاً الأصوات والمرئيات. ناهيك عن أنَّها توفر لمتابعيك خياراً في كيفية اِستهلاك محتوى الفيديو الخاص بك.
يمكن أيضاً تنسيق النصوص بطريقة ملائمة لمحسّنات محرّكات البحث، كما أنَّها تمنحك الفرصة للاِرتباط بصفحات وموارد أخرى.
أفضل الأدوات للتسميات التوضيحية على وسائل التواصل الاجتماعي
بدأت المنصات في التعامل مع إمكانية الوصول إلى الوسائط الاِجتماعية بجدية أكبر عن طريق إضافة أدوات لجعل مقاطع الفيديو الخاصّة بك أكثر سهولة.
يقوم تيك توك مثلاً، بإنشاء الترجمات تلقائياً. قد لا تكون هذه الترجمات مثاليةً دائماً، لكنّها نقطة اِنطلاق جيّدة.
بدأ اِنستقرام أيضاً في إضافة تسميات توضيحية إلى مقاطع الفيديو التي تمّ كتم الصوت فيها في “الخلاصة” الخاصة بك.
اعتبارات أخرى تساعد في تعزيز إمكانية الوصول
على الرغم من أننا ناقشنا مجموعة من الموضوعات المهمّة بالفعل، إلا أنّه لا يزال هناك بعض الأشياء الأخرى التي يجب مراعاتها عندما يتعلق الأمر بإمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاِجتماعي، إليك أهمّها:
الرموز التعبيرية Emojis
هل تعلم أنَّ الرموز التعبيرية لها وصف (Unicode) خاصّ بها؟
هذا الوصف هو ما يُقرأ بصوت عالٍ عند اِستخدام الأشخاص لقارئات الشاشة. لا يوجد بالضرورة أي خطأ في اِستخدام الرموز التعبيرية، ولكن يتمّ إساءة اِستخدامها في بعض الأحيان. خاصّةً من وجهة نظر إمكانية الوصول.
بينما تكون الرموز التعبيرية ممتعة، تأكَّد من اِستخدامها في نهاية نسختك. إذا كانوا بين الجمل، فتأكَّد من أنَّ لديهم سياق. اِسأل نفسك، هل وصف الرموز التعبيرية منطقياً في هذه النسخة؟ 🤔
الهاشتاقات Hashtags
يتمّ اِستخدام الهاشتاقات بطرق مختلفة. اِستخدام الهاشتاقات مهمّ عندما يتعلّق الأمر بإمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاِجتماعي.
إذا كنت تكتب باللغة الإنجليزية فيفضّل بدء كل كلمة بحرف كبير، فهذا يُسهلّ قراءتها على الجمهور، وأيضاً على برامج قراءة الشاشة. مثلاً، يمكنك كتابة SEOForEveryone# بدلاً من seoforeveryone#.
من الجدير بالذكر أيضاً أنَّه يفضَّل كتابة الاِختصار كاملاً بأحرف كبيرة، مثلاً SEO#.
خطوط مخصصة
يبدو أن تويتر بشكل خاص يمر بمراحل اِستخدام الخطوط المخصصة وإضافة كلمات بلون غامق (Bold) لتبدو جذابة. لسوء الحظ، فهي ليست ملائمة لسهولة الوصول.