هل بإمكان الساعة الذكية إنقاذ حياة صاحبها؟ هذا ما قاله الأطباء عن تخطيط القلب في ساعة أبل
هل بإمكان الساعة الذكية إنقاذ حياة صاحبها؟ هذا ما قاله الأطباء عن تخطيط القلب في ساعة أبل ، “ذات يوم شعرت أمي، البالغة من العمر 87 عاماً، ببعض الدوار، وضغطت على الزر الجانبي لساعة أبل للكشف عن تخطيط القلب، وظهر النمط المتعرج المميز لتخطيط القلب الكهربائي، وانخفاض معدل ضربات القلب من 80 إلى 40 نبضة في الدقيقة، ونصحتها الساعة بالاتصال بالطبيب، وفعلت، وفي المستشفى أظهر تخطيط القلب الكهربائي التفصيلي أن الإشارات الكهربائية في الجزء العلوي من القلب لا تنتقل بشكل صحيح إلى الجزء السفلي، وفي اليوم التالي كانت تخضع لعملية زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب”.
هذه القصة ذكرها الطبيب راندي هوتر إبستين في مقال الأمريكية؛ ما يجعلنا نتساءل: هل بإمكان الساعة الذكية إنقاذ حياة صاحبها؟ رغم أنه لا يُمكننا الإجابة بنعم أو لا صريحة، لكننا سنستعرض رأي إبستين صاحب شهادة الدكتوراه في الطب، ونماذج أخرى لحالات مشابهة.
هل بإمكان الساعة الذكية إنقاذ حياة صاحبها؟
هل يفيد تخطيط قلب ساعة أبل؟
في عام 2019 نشرت دراسة برعاية شركة أبل في تشير إلى أنها قد تساعد في رصد بعض أنواع اضطرابات ضربات القلب، لا سيما لكبار السن.
كما توجد الكثير من الدراسات الإضافية التي يجري العمل عليها آلياً، منها دراسات لتقييم إن كانت الساعات الذكية مفيدة حقاً في إنقاذ الحياة أو إن كانت متابعات وقياسات حالة الحركة مثل عدد الخطوات قد يؤدي إلى عدد أقل من النوبات القلبية أو الاضطرار إلى دخول المستشفيات.
معظم الساعات الذكية المجهزة بخصائص التخطيط الكهربائي للقلب مصممة لتسجيل معدل ضربات القلب ورصد الرجفان الأذيني؛ إذ يزيد اضطراب ضربات القلب والرجفان الأذيني من مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية التي قد تسبب الوفاة، لكن الأطباء يقولون إن العديد من الأشخاص يعانون من عدم انتظام ضربات القلب بين الحين والآخر، مع عدم وجود أي أعراض أو تأثير سريري.
لذلك نستطيع أن نقول إن الساعات الذكية تنبه المستخدم إلى اضطراب في ضربات القلب، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الاضطرابات لا تنطوي على مخاطر، إذ يقول الطبيب هارلان كرومهولز، مدير مركز بحوث وتقييم النتائج بجامعة ييل الأمريكية: “الأمر أشبه باختراع ميكروسكوب يتيح لنا رؤية كل الجراثيم والكائنات الدقيقة دون أن نعرف ما هي تلك الكائنات. إننا نرى أشياء، لكننا لسنا واثقين إن كانت خطيرة أم لا”.
كما أن بعض الساعات لا ترسل التنبيه إلى المستخدم إلا بعدما يصل عدد النبضات غير الطبيعية إلى 5 أو ما شابه، وليس بعد كل نبضة أو نظم غير طبيعي، لكن لا يعني ذلك أيضاً أن هذا الاضطراب يمثل خطورة، لكنه سيمثل خطورة لمن يعانون من حالة قلبية حالياً، أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.
لكن ترى جمعية القلب الأمريكية أن الساعات الذكية قد تكون مفيدة، بل وقد تنقذ الحياة في بعض الأحيان، إلا أن فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية لا تنصح بإجراء تخطيط كهربائي للقلب بانتظام في العيادات والمستشفيات؛ إذ تؤكد على عدم وجود دليل كافٍ يوضح فعالية الفحوصات المنتظمة للتخطيط الكهربائي للقلب، فضلاً عن المخاوف بشأن ارتفاع التكاليف والمخاطر المحتملة.
لذلك يقلق الأطباء من أن ارتداء عدد كبير من الأشخاص لتلك الأجهزة قد يرصد اضطرابات في نبضات القلب لا معنى لها؛ ما سيضع ضغطاً كبيراً على المنظومة الصحية لإجراء اختبارات متابعة غير ضرورية.
إذ يقول الطبيب جوزيف روس، أستاذ الطب والصحة العامة بجامعة ييل، وأحد أعضاء الفريق البحثي الذي أجرى تجربة سريرية عشوائية على مجموعة ترتدي ساعات أبل بمجموعة ترتدي ساعات ذكية دون خاصية التخطيط الكهربائي للقلب: “هذا ما يبقيني مستيقظاً طوال الليل! قد يعاني الشخص من اضطرابات عرضية في ضربات القلب لن تؤدي أبداً إلى جلطات أو أزمات قلبية، لكنه يقرر الخضوع لمزيد من الفحوصات والعلاجات، مثل أدوية السيولة، التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف خطير، أو أي مخاطر أخرى تفوق بكثير الفوائد الوقائية المحتملة”.
إلا أن الطبيب ستيفن لوبيتز، الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة هارفارد، وطبيب القلب بمستشفى ماساتشوستس العام، يخشى من أن يعتقد المستخدمون أن الساعات تقدم حماية عامة لصحة القلب، ويفترضون أنها، على سبيل المثال، تتحقق من علامات الإصابة بنوبات قلبية، وهو ما لا تفعله.
ويقول: “قصة الأم في بداية المقال بمثابة أمل جديد لكل تلك الأجهزة. في حالتها، أدت التقنية إلى تشخيص تباطؤ خطير في معدل ضربات القلب. لكن حتى اليوم، تركز معظم التقنيات على معدل ضربات القلب لرصد الرجفان الأذيني. لكنها تحتاج إلى دقة وصرامة أكبر من أجل رصد الحالات الصحية الأخرى بشكل صحيح”.
لكن بالنسبة لفقدان الوعي فهي المنقذ!
وبعيداً عن قصة الأم والنقاش حول ما إن كان تخطيط القلب مفيداً أو ليس عملياً دائماً، فهناك قصص تظهر مدى نفع الساعة في حالة فقدان الوعي، أبرزها قصة درّاج أنقذته خاصية “توقُّع وكشف السقوط” في ساعة أبل المتوفرة في الساعات من الجيل الرابع وما بعده، وذلك عندما سقط عن دراجته وفقد الوعي إثر ارتطام رأسه بالصخور.
ففي عام 2019، انتشرت قصة شاب يدعى غابي بورديت، أنقذ حياة والده بفضل الإشعارات التي وصلت له من الساعة، ووفق قصته التي نشرها عبر حسابه على فيسبوك، فقد اتفق الأب وابنه على ركوب الدراجة في الجبال بحديقة ريفرسايد الحكومية، وقبل ساعة من موعد اللقاء، وصلت رسالة من ساعة والد غابي إليه تخبره بأنه تعرَّض لسقوط قاسٍ، وأرسلت معه خريطة لموقعه، وعندما ذهب غابي إلى مكان الخريطة وجد أن والده كان مصاباً ومغشياً عليه بالموقع، قبل أن تقوم سيارة الإسعاف بنقله للمستشفى، فوصلته رسالة جديدة تخبره بالموقع الجديد لوالده في المستشفى.
وقد اتصلت الساعة بالطوارئ مع إرسال موقعه، وأرسل إلى المستشفى في أقل من نصف ساعة، وفق ما نقلته شبكة NBC الأمريكية؛ إذ تتضمن ساعات الجيل الرابع من أبل والإصدارات الأحدث ميزةَ اكتشاف السقوط، إذ تقوم بالاتصال بخدمات الطوارئ في حال سقوط صاحبها وعدم إغلاقه التنبيه في غضون دقيقة، ولتعمل الميزة يجب ملء البيانات بشكلٍ جيد، لضمان إخطار جهة الاتصال برسالة نصية وخريطة لموقع الساعة وقت السقوط.
إقرأ المزيد : أهم المكتبات الرقمية المجانية ذات المحتوى العربي