بلغت خسائر إحداها 500 مليون دولار.. أشهر عمليات الاختراق الرقمي التي كلفت ضحاياها مليارات
بلغت خسائر إحداها 500 مليون دولار.. أشهر عمليات الاختراق الرقمي التي كلفت ضحاياها مليارات ، صار الأمن الإلكتروني والحماية ضد الاختراق واحدة من أولويات العالم، سواء كانوا أفراداً أو شركات، وأضيف إلى الوعي الجمعي للبشرية المزيد من الأعباء والمتطلبات برفع درجات الوعي، وبرغم كل هذا لم تتوقف جرائم الاختراق الرقمي، فالعالم شهد بالفعل أشهر عمليات الاختراق الرقمي التي كلفت ضحاياها مليارات.
إقرأ المزيد : مايكروسوفت تسعى لمعرفة أكثر تطبيقات ويندوز المفضلة للمستخدمين
وهو الأمر الذي جعل مؤسسات وشركات الأمن المعلوماتي والإلكتروني تتسابق وتتنافس بشكل كبير، لتتمكن من مكافحة هذا الشكل من أشكال الجرائم، ولكن مع ذلك خسر ضحايا الجرائم الإلكترونية مبالغ طائلة، بخلاف الأضرار المعنوية. تابِع تقريرنا لمعرفة أكبر الخسائر المادية فداحةً في العصر الرقمي:
اختراق شركة Sony
في النصف الثاني من عام 2014 تمكنت مجموعة من المخترقين، أطلقوا على أنفسهم اسم Guardians Of Peace “حراس السلام” من زرع برمجية خبيثة Malware في خادم شركة سوني اليابانية الشهيرة.
وتردّدت الأنباء آنذاك حول كون سبب الاختراق هو طرح الشركة فيلماً أمريكياً من إنتاجها، يسخر من رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وهو فيلم The Interview الكوميدي، واتهمت الصحف الأمريكية الرئيس الكوري الشمالي بأنه وراء هذا الهجوم.
عملية الهجوم الإلكتروني على بيانات سوني مكّنت المخترقين من السيطرة على بيانات شديدة الأهمية لاستراتيجيات الشركة التسويقية، بخلاف تسرّب العديد من المراسلات الشخصية للقائمين عليها، وحتى الكثير من الأفلام التي أنتجتها الشركة. وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز عام 2014؛ فإن تقدير الخسائر المادية لشركة سوني يصل إلى 100 مليون دولار بحساب تكلفة استعادة النظام الأمني الإلكتروني بالكامل.
الهجوم على Anthem الأمريكية للتأمين
في فبراير/شباط من عام 2015، فوجئ جميع عملاء شركة Anthem الأمريكية للتأمين الصحي في أمريكا، والذي بلغ إجمالي عددهم 80 مليون مستخدم بتسريب جميع بياناتهم الشخصية على الإنترنت، وهو ما سبب الفزع والارتباك لدى الجميع، خاصة أن هذه البيانات المسربة عرضة لاستغلالها من قبل أي محتال في عمليات الاحتيال وسرقة الهوية Identity Theft.
ولم يستطع عملاء الشركة فعل أي شيء حيال هذا التسريب الذي تضمن أسماءهم، وعناوينهم، وأرقام الضمان الاجتماعي الخاصة بهم، وحتى تاريخهم المرضي وأسماء البنوك الذين يتعاملون معها.
وبالطبع انهالت الدعاوى القضائية على الشركة المنكوبة، التي فتحت تحقيقاً فورياً للوقوف على نقاط الضعف الأمنية، التي مكنت مجموعة من القراصنة المجهولين من اختراق قاعدة بياناتها، وتسريب أهم ما بها؛ وهو بيانات المستخدمين الحساسة، وفي تقدير لموقع Cent التكنولوجي الأمريكي بلغت الخسائر المادية للشركة إثر هذا الهجوم ما يقرب من 100 مليون دولار.
اختراق قاعدة البيانات المالية لمجموعة متاجر Target
في عام 2013 اخترقت قاعدة البيانات المالية لمجموعة Target التجارية المسؤولة عن سلسلة متاجر التسوق الشهيرة في أمريكا، وسُرقت بيانات حسابات بطاقات الدفع والائتمان الخاصة بحوالي 40 مليون أمريكي، وأسفر الهجوم الرقمي عن سرقات متعددة لملايين الدولارات من هذه الحسابات.
وإثر هذه الخسارة الفادحة وتهديد مستقبل إحدى أكبر سلاسل المتاجر في أمريكا، رفع عدد من ممثلي مجلس الشيوخ الأمريكي طلبات رسمية للتحقيق في الواقعة، بجوار الدعاوى الشخصية التي رفعها المتضررون، ولم يكن أمام الشركة سوى الدخول في هذه المعركة، وتسوية هذه القضايا المتراكمة عليها.
في عام 2015 حكم على الشركة بدفع أولى دفعات التعويضات الناتجة عن هذا الهجوم، واستمرت الدفعات حتى عام 2017، ووصل إجمالي المبالغ المدفوعة إلى 300 مليون دولار، ولكن ما أنقذ الشركة الكبرى ودفعها للنهوض مرة أخرى هو مبلغ 252 مليون دولار -وهو ما مثّل النسبة الكبيرة من التعويضات- حصلت عليه الشركة بمثابة مستحقات بوليصة تأمين رقمي كانت قد اشترتها قبل الاختراق.
الهجوم على قاعدة بيانات العسكريين المتقاعدين الأمريكية
كانت هذه العملية من أولى الجرائم الإلكترونية ذات التأثير الكبير في تاريخ أمريكا، ففي عام 2006 بدأت مجموعة من القراصنة الأجانب غير المعروف جنسياتهم في فك التشفير الضعيف لقاعدة بيانات العسكريين المتقاعدين في أمريكا، وسرقوا بيانات شخصية لما يقرب من 26 مليون عسكري متقاعد.
ولكن بعد تأمين قواعد البيانات، حدثت موجة أخرى من الهجمات في أعوام 2010 و2013، وأسفر إجمالي الخسارة عن تسريب بيانات ما يقرب من 500 مليون حساب شخصي، وقُدرت الخسائر الناتجة عن الهجوم ما بين أعوام 2006 و2013 بمبالغ تتراوح ما بين 100 إلى 150 مليون دولار تقريباً، وقدر البعض وصول الخسارة إلى 500 مليون دولار مع استمرار دعاوى التعويضات.
أشهر عمليات الاختراق الرقمي: فدية NotPetya أو فيروس Ransomware
الاختراق الأسوأ على الإطلاق، وعلى نطاق دولي، والذي نتجت عنه أعلى خسارة مادية في التاريخ الحديث عُرف باسم اختراق برمجية NotPetya الخبيثة، الذي عرف أيضاً باسم فيروس Wannacry، وفيروس Ransomware، وهو الاسم الأكثر تداولاً في السنوات الخمس الأخيرة.
في عام 2017، بدأ الفيروس الإلكتروني في عملية اختراق لشركات في أوكرانيا وروسيا، عبر فيروس متطور يعمل بتقنية فريدة، ألا وهي “خطف البيانات” عن طريق برمجية تتحكم بالكامل في الجهاز، مع إطلاق توقيت عد تنازلي لدفع فدية مقابل إعادة البيانات، أو تدميرها بالكامل إلى الأبد.
وفي أواخر عام 2017 بدأ العالم الرقمي يستشعر الخوف من هذا الهجوم، الذي تخطى حدود أوروبا الشرقية، وسرعان ما وصل بحلول 2018 إلى أكثر من 150 دولة، بينما كانت الجهود الأمنية الرقمية تحاول إيجاد وسائل أمنية تكافحه.
وصلت مبالغ خسائر هذا الهجوم إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار، ولكن قلّت الخسائر مع عام 2019، بعد تطوير العديد من الآليات والبرامج التي تتمكن من مقاومته، عن طريق الاكتشاف والتحذير المبكر.
وبينما قد تخيفك كل هذه الخسائر، إلا أن الأمن الإلكتروني الآن صار أمراً سهلاً، ويمكن التعامل معه بمجرد تثبيت مكافح فيروسات مشهود له بالكفاءة، فالآن لم يعد الأمن الرقمي ترفاً، بل صار أمراً حتمياً في عصر الجرائم الرقمية ذات الخسائر الفادحة.