ها قد أصبح الكل يعرف عن الميتافيرس، بعد الإعلانات التشويقية لشركة ميتا (فيسبوك قديمًا) والتي ركز فيها مارك زوكربيرج على الفضاء الافتراضي ثلاثي الأبعاد الذي يمكن أن يقلب موازين الإنترنت، أصبح مصطلح الـ Metaverse حديث الجميع. هذا لا يعني طبعًا أن الميتافيرس مرتبط بفيسبوك وأن الشركات التقنية الأخرى لا تهتم لهذا المجال، فقد سبق وأعلنت شركة مايكروسوفت عن اختبار نسخة جديدة من برنامج مؤتمرات الفيديو والاجتماعات والمكالمات عبر تطبيق مايكروسوفت تيمز، والتي تتضمن وجود أفاتار رقمية، وستمكن العملاء من مشاركة محتويات برامج Office في عالم افتراضي. يوتيوب أيضًا أعلنت منذ فترة عن دخول الميتافيرس من باب الألعاب أولًا. لكن، ماذا عن شركة أبل؟ هل تدخل الشركة الأمريكية العملاقة غمار المنافسة قريبًا؟ لا نعتقد أن الإجابة بالرفض لن تكون في صالح التفاحة الأمريكية هذه المرة!
أبل تخطط لدخول عوالم الميتافيرس عبر صناعة نظارات الواقع الافتراضي
على مدى السنوات الماضية، استثمرت شركة أبل بشكل كبير في تقنية الواقع المعزز “AR”، توفرت العديد من التطبيقات التي يمكن أن تمزج بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي عبر متجر آب ستور والتي يمكن تشغيلها على أجهزة iOS المدعومة، هذه التطبيقات يمكن أن تساعد في التصميم، وتجربة السيارات، وتجربة النظارات والعديد من أشكال المحاكاة.
ومؤخرًا فقد رأينا أبل تقوم بالترويج لمؤتمراتها عبر تقنيات الواقع المعزز، فعند الدخول لموقعهم الرسمي لمعرفة تفاصيل المؤتمر القادم، ستجد أيقونة تقوم بفتح الكاميرا لديك وإظهار صورة المؤتمر بشكل مجسم -إذا كان جهازك آيفون أو آيباد- وهو ما أذهل العديد من المستخدمين عند طرح هذه الفكرة لأول مرة في العام الماضي.
والآن فمن الواضح أن أبل تهتم بالعوالم الافتراضية منذ زمن، ولم يتوقف الأمر على بعض التطبيقات أو استخدامها في الدعاية، حيث ظهرت العديد من القصص والتسريبات التي تشير إلى نية أبل في الامتداد إلى ما وراء أجهزتها الغنية عن التعريف، فقد تداول العديد من المحلّلين بعض الأدلة بخصوص سماعات رأس ذكية قادمة تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز (AR/VR)، إضافة إلى نظارات ذكية “Apple Glasses” أيضًا والتي من المفترض أن تكون بطاقة الشركة لدخول عالم الميتافيرس.
تيم كوك عن مستقبل الشركة في الميتافيرس
وفي ردٍ على استفسار بشأن موقف شركة أبل من عالم الميتافيرس الجديد، لمح تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة على نية الشركة لإطلاق نضارة مخصصة للواقع الافتراضي “Apple VR” خلال المكالمة الجماعية للربع الأول من عام 2022، وأشار كوك أيضًا إلى أن شركة آبل “ترى ما يمكن أن يقدمه هذا القطاع وتستثمر بشكل مناسب فيه”، لكنه لم يؤكد أو ينفي أي شيء حول دخول الشركة هذا السوق بشكل مباشر، ولكنه اكتفى بالإشارة إلى أن متجر تطبيقات أبل يضم أكثر من 14000 تطبيق مبني على مكتبة “ARKit” المخصصة لإنشاء تطبيقات تدعم العالم الافتراضي، والتي يستخدمها ملايين الأشخاص على أجهزة آيفون وآيباد.
وفي رواية مختلفة، أبل تكره الميتافيرس!
من جهة أخرى، كانت هناك تقارير تفيد بأن شركة آبل لن تنضم إلى قطار الميتافيرس. وفقًا لمارك غورمان، وهو مراقب بارز في شركة آبل يكتب نشرة إخبارية شهيرة باسم “باور أون” (Power On) لشبكة بلومبيرغ، لا تؤمن شركة آبل بالميتافيرس كما يروج لها زوكربيرغ، أكد غورمان أيضًا على أن الميتافيرس ستكون محظورة على كافة منتجات آبل للواقع البديل وأن الشركة لن تسمح به في سماعة الرأس AR / VR التي من المتوقع طرحها في السنين القادمة.
ونظرًا للصراعات المتواصلة بين كل من أبل وميتا، فإنه ليس من المستبعد تصديق هذا التقرير الصادر من غورمان، فبعد سياسة الخصوصية الجديدة التي طرحتها أبل في أنظمة iOS لمنع تطبيقات كفيسبوك من تتبع نشاطات المستخدمين دون علمهم، والتي أدت لخسائر فادحة لشركة ميتا، والتي اعترف بها زوكيربيرغ واتهم أبل في حدوث تلك الخسائر، من الصعب أن نفكر في سماح أبل لمستخدميها في الدخول إلى عوالم الميتافيرس التي ينوي مارك احتكارها بمنصته.
أبل قد تكون تعمل على أكثر من نظارة للواقع الافتراضي والمعزّز
انتشرت الكثير من الشائعات حول نظارات آبل المنتظرة، ورغم ان آبل لم تؤكد العمل على “نظارة ذكية” بشكل رسمي، إلا ان عددًا من المسربين يؤكدون أن الشركة تعمل على مشروعين على الأقلّ مرتبطان بالواقع المعزّز، وهنا يأتي الحديث عن سماعة رأس للواقع المعزّز والتي من المرجح ان ترى النور في أواخر العام الجاري، ثم زوجين من النظارات الذكية التي تجمع بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والتي من المتوقع طرحها في الأعوام القادمة.
أبل تعمل بالفعل على نظام تشغيل مخصص باسم Starboard
لا نعرف الكثير عن نظارات آبل الذكية حتى الآن، لكن هناك بعض التسريبات والشائعات التي أعطتنا فكرة عما يمكن أن تبدو عليه نظارات ذكية من شركة آبل أو ما أصبح يعرف باسم نظارة الواقع المعزز الذكية، وعندما نتحدث عن جهاز ذكي، لا بد من الإشارة الى نظام تشغيل ذكي وهنا يروج الحديث عن نظام Starboard (أو ربما glassOS) وهو نظام تشغيل خاص تمت إضافته في الإصدار الأخير من نظام iOS 13، حيث لاحظ بعض المطورين أكوادًا برمجيةً تدل على الواقع المعزز عدة مرات في التعليمات البرمجية والمستندات النصية، مما يعني أن الشركة قد بدأت بالفعل اختباراتها.
من المحتمل أن تأتي نظارات أبل بنظامها الجديد الذي يعمل على جلب مقاطع الفيديو والصور عبر اتصال لاسلكي من الآيفون أو الآيباد وعرضها على النظارة، ومن المرجح أيضًا أن تدعم النظارات الذكية مختلف التطبيقات مثل Maps و Find My و Quick Look مع دعم الألعاب. وكانت تقارير أخرى قد وصفت نظارة آبل المستقبلية على أنها نظارات ذكية جدًا وبإمكانها التعامل مع النصوص ورسائل البريد الإلكتروني والخرائط والألعاب عبر شاشة عالية الدقة مع عرض ثلاثي الأبعاد.
إليك كل ما نعرفه عن نظارة أبل للواقع المعزز
لا توجد مواصفات دقيقة معروفة حول سماعات أبل “Apple VR” والتي من المتوقع أن يتم الكشف عنها في هذا العام، لكن يمكننا التكهن بناءً عن ما نعرفه عن التقنية الحالية واعتمادًا على بعض التقارير والتسريبات، على سبيل المثال، سيكون لسماعة آبل على الأقل نفس مجال الرؤية (52 درجة) والدقة (47 نقطة في البوصة) مثل سابقتها HoloLens 2 التي طورتها شركة مايكروسوفت.
بل لن تدخل مجال الواقع المعزز بجهاز بسيط، وإذا كانت الشركة تخطط لإنشاء سماعات رأس حقيقية للواقع المعزز وليس شاشة عرض تعرض إشعارات أو خرائط عائمة ثنائية الأبعاد فقط -مثل Google Glass- فمن المنطقي توقع اتصال لاسلكي بين نظارات Apple وجهاز iPhone عبر شبكة Wi-Fi مخصصة. هنا تجب الإشارة إلى أن اتصال البلوتوث لن يكون خيارًا متاحًا، فالنطاق الترددي الذي يقدمه اتصال بلوتوث لن يكون كافيًا لمعالجة مقاطع الفيديو التي يتم التقاطها بواسطة كاميرات النظارات وإرسال الصور ثلاثية الأبعاد بمعدل تحديث يبدأ من 60 هرتز في الثانية وربما يصل إلى 120 هرتز باعتباره الأمثل حاليًا.
بالنسبة لعمر البطارية، وعلى الرغم من أن عشاق منتجات الشركة سيكونوا أكثر تسامحًا بشأن هذا؛ بالنظر إلى بطاريات آيفون الحالية. إلا أنه من المتوقع أن تصمد النظارات الذكية لما يزيد عن 3 ساعات. من المفترض أيضًا أن توفر الشركة نوعًا من حافظة النظارات تضم بطاريات مدمجة مع الشحن اللاسلكي والتي يمكنها تمديد وقت عمل النظارات ليوم واحد من الاستخدام المتقطع كما هو الحال مع سماعات أير بادز.
بالنسبة للتصميم، يُقال إن أحدث نموذج من Apple Glass سيبدو وكأنه زوج من النظارات البلاستيكية البسيطة، التي ستحتوي على ماسح ضوئي LiDAR على الجهة اليمنى، ربما لن تكون هناك كاميرات أخرى لأسباب تتعلق بالخصوصية (رغم أن ذلك يمكن أن يتغير مستقبلًا). وعلى الرغم من أن النظارات لن تكون خفيفة الوزن مثل نظارة Ray-Ban، إلا أنها يمكن أن تكون خفيفة بما يكفي ومريحة للعمل كنظارات يومية. قد يكون لدى نظارات آبل أيضًا إضافات مختلفة، يمكن أن تكون أذرع نظارة آبل قابلة للتبديل لتوفر كل منها غرضًا مميزًا أو تؤدي وظيفة مختلفة عن الأخرى.
ميزات نظارات آبل: قد تساعد في علاج ضعف النظر!
وفقًا لتقرير بلومبرج، ستجلب نظارات AR من آبل المعلومات من الهاتف الذكي إلى العين مباشرة، من المتوقع أن تتزامن النظارات مع جهاز آيفون لعرض بعض المعلومات مثل النصوص ورسائل البريد الإلكتروني والخرائط والألعاب على مجال رؤية المستخدم داخل النظارة. قد تفكر الشركة أيضًا في إنشاء متجر تطبيقات خاص بالنظارات لعرض التطبيقات الخارجية التي تدعم نظام تشغيلها.
بالنسبة للذين يعانون من ضعف البصر، واعتمادًا على براءة الاختراع الممنوحة لشركة آبل، فمن المرجح أن نظارات أبل لن تحتاج إلى عدسات طبية، النظارات الذكية سوف تتكيف تلقائيًا مع الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر لتصحيح البصر بشكل آلي. تشير إحدى براءات اختراع آبل الأخرى أيضًا إلى أن النظارات الذكية يمكن أن تساعد المستخدمين على الرؤية بشكل أفضل في الظلام، من خلال مستشعرات العمق التي توفر نظرة أكبر.
ورغم أن العديد من التقارير تحدثت عن شاشة عالية الدقة، إلا أن براءة اختراع جديدة من الشركة، تلمح إلى إمكانية استخدام نظام قائم على الإسقاط يرسل الصور مباشرة إلى عين المستخدم دون الحاجة إلى أي نوع من شاشات العرض.
من جهة أخرى، كانت آبل قد حصلت على براءة اختراع لحلقات ذكية، اعتمادًا على هذه الحلقات قد تتمكن نظارات آبل من تتبع حركات الأصابع واليد بشكل أكثر دقة. هذا قد يؤدي إلى الاستغناء عن أي أجهزة استشعار خارجية للحصول على معلومات صحية إضافة إلى إمكانية التحكم في النظارات عبر حركات الأصابع. ستتمكن الحلقات الذكية أيضًا من اكتشاف كل ما يحمله المستخدم بيده، وبالتالي يمكن لنظارات آبل التصرف وفقًا لذلك. فإذا كنت تحمل قلم Apple Pencil مثلًا، ستتبع النظارات حركاتك وستتمكن من ترجمتها إلى نص مكتوب بخط اليد.
تشير براءة اختراع أخرى لشركة آبل إلى “نظارات الخصوصية”، والتي يمكن استخدامها للحفاظ على خصوصية ما هو معروض على شاشة آيفون. الفكرة هنا هي أن شاشة آيفون ستكون غير واضحة ولا يمكن رؤيتها إلا من خلال زوج من نظارات آبل الذكية.
التاريخ المتوقع للإعلان عن نظارة أبل للواقع المعزّز
لا يمكن أن نتوقع أن يكون تاريخ إصدار نظارات Apple Glass الذكية قريبًا، ولكن بالنسبة لجهاز سماعة رأس آبل، فمن المتوقع أن تعلن عنه الشركة في أواخر عام 2022 أو أوائل عام 2023، وهو تاريخ يعتبر مفاجئًا خصوصًا عندما نتحدث عن شركة اشتهرت بالتأخر في مواكبة “التريندات التقنية”.
كانت التقارير الأولية من كل من Bloomberg و The Information والتي تعود إلى عام 2019 قد ذكرت أن نظارات Apple Glass قد تظهر في أواخر عام 2023 أو بعد ذلك وهي الفرضية الأقرب إلى الحقيقة باعتبار أننا في نصف الربع الأول من عام 2022 ولا حديث عن جهاز سماعة الرأس الذي من المفترض أن يكون تاريخ الإعلان عنه قبل النظارات.