بعد فشلها في الواقع، شركة HTC تستعد للنهوض في الميتافيرس، عن طريق الكشف عن أول هاتف مخصص لذلك في أبريل!
بعد أن هجرتها الأضواء وأصبحت علامة تجارية منسية للهواتف المحمولة، لجأت إلى البلوك تشين لتستعيد تألقها ولكن خاب أملها ولم يحالفها الحظ في لفت الأنظار إليها فقررت أن تقتحم عوالم الميتافيرس لترضي تطلعاتها في استعادة مجدها الغابر، تراها ستنجح أم أنها أحلام يقظة لشركة يعتبرها الجميع “بحكم الميتة”؟
سم الشركة التايوانية HTC وبرزت في زمن نوكيا وموتورولا وبلاك بيري كواحدة من أكبر شركات تصنيع الهواتف الذكية في العالم واشتهرت بهواتفها الرائدة والمحببة، ولكن كحال نظيراتها لم تستطع العمل بالوتيرة التي حددتها أبل والشركات الصينية التي تعمل مع أندرويد، فقلّصت الشركة أعمالها وفي عام 2017 باعت قسم الهواتف الذكية إلى جوجل مقابل 1.1 مليار دولار، وحوّلت تركيزها إلى الواقع الإفتراضي، دون أن تعلن انسحابها من السوق أو تتخلى بشكل نهائي عن الهواتف المحمولة، فهي لا تزال تبيع هواتف بأسعار معقولة في أسواق محددة، ولكن ما كشفت عنه الشركة التايوانية في مؤتمر MWC أثار الدهشة وأظهر أنه ربما يكون لدى الشركة طموح في إطلاق جيل جديد من الهواتف الذكية يمهد لها طريق العودة بقوة ومنافسة الشركات المهيمنة على سوق الهواتف المحمولة واستعادة نجاحها الأولي الذي جعل منها علامة تجارية عالمية.
في مؤتمر MWC كشف الإعلان الرئيسي لـ HTC لأول مرة عن نسختها الخاصة من الميتافيرس تحت اسم “Viverse” وهو مزيج من كلمتين الأولى “Vive” وتعني الحياة والثانية “Verse” وتعني فصول الحياة، تعبر الشركة من خلاله عن رؤيتها للميتافيرس، حيث تدمج الواقع الافتراضي والواقع المعزز و 5G والبلوك تشين والذكاء الاصطناعي و NFTs في منصة ميتافيرس مفتوحة المصدر تحمل مفهومًا مشابهًا لما تعد شركات أخرى مثل فيسبوك ومايكروسوفت بتقديمه؛ عالم افتراضي يتيح للمستخدم خوض مغامرات مثيرة و مشاركة الخبرات وحضور الاجتماعات والاستمتاع بتجارب أخرى من المنزل، وصرحت “شير وانغ” المؤسس المشارك ورئيسة شركة HTC أن Viverse توفر تجارب سلسة يمكن الوصول إليها على أي جهاز وفي أي مكان، بالإضافة إلى أنها بيئة آمنة للأطفال والكبار على حد سواء.
HTC تستعد لإطلاق أول هاتف ميتافيرس الشهر القادم
على خطى Qualcomm و Meta و Apple التي اتجهت نحو الاستثمار في الميتافيرس وتطوير أجهزة مصممة للوصول إليه، تسعى HTC أن تكون لاعبًا رئيسيًا في هذه الصناعة، ولكن ما تخطط له يبدو غريبًا ومختلفًا تمامًا عما قدمته شركات أخرى.
خلال مؤتمر MWC كشف “تشارلز هوانغ” المدير العام لشركة HTC في آسيا والمحيط الهادئ، أن الشركة تستعد لإطلاق هاتف ذكي جديد ومتطور في أبريل 2022 وهو “هاتف ميتافيرس”وأضاف أن الشركة تعد عشاق الميتافيرس بأن هاتفها المقبل سيلبي كافة احتياجاتهم وأبقى جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الابتكار الجديد طي الكتمان، و لكن من خلال مصطلح “ميتافيرس” يمكننا التنبؤ أن الهاتف سيأتي بميزات أو تطبيقات مدمجة للحصول على تجربة AR / VR أفضل.
أتى إعلان HTC عن “هاتف ميتافيرس” بعد محاولات شركات كبرى في السوق العالمي للهواتف الذكية الاستفادة من AR / VR ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل وانتهت بتخلي كل منها عن جهودها في هذا المجال؛ ففي عام 2019 توقفت جوجل عن دعم منصة Daydream VR للهواتف الذكية مع Android 11 ثم تبعتها سامسونغ -أكبر منتج للهواتف المحمولة- وأوقفت مشروع Gear VR في غضون عام واحد فقط من إنشائه. فإذا كانت شركتين بهذا الحجم قد فشلتا هل هناك ما يستحق المغامرة من HTC أم أنها ستنجح حيث فشل الآخرون؟
هل نحتاج إلى هاتف مخصص للميتافيرس؟
المعلومات القليلة التي أفصحت عنها HTC حول “هاتف ميتافيرس” الجديد جعلت الجميع يتساءل عن نيتها الحقيقية من هذه الخطوة، تراها فقط تتطلع لاستعادة مكانتها بين أفضل الشركات المصنعة للهواتف الذكية في العالم أم أنها تخطط لما هو أبعد من ذلك؟
إن فكرة تصنيع “هاتف ميتافيرس” بحد ذاتها محيّرة ومثيرة في نفس الوقت، ولكن لنكن صريحين وموضوعيين، إن كانت أي شركة ستقوم بهذا الأمر فإن HTC هي الأجدر بذلك، ويرجع السبب في ذلك إلى خبرتها في مجال الـ VR وكونها أحد روّاده وتجاربها التي لا تشوبها شائبة في هذا المجال تشهد لها بذلك.
ولأنها تقوم بتصنيع ما هو -تقنيًا- أحد أفضل نظارات الواقع الافتراضي في السوق هناك العديد من التكهنات بأن الشركة ربما تنوي إنشاء نظام بيئي تتيح للمستخدمين من خلاله الاستمتاع بتجربة متكاملة عبر أجهزتها المختلفة وهذه خطوة جريئة من شركة طموحة، حيث كانت HTC قد أعلنت في أكتوبر العام الماضي عن نظارتها المميزة للواقع الافتراضي Vive Flow والتي أتت بتصميم يشبه النظارات الشمسية، مزودة بشاشتي LCD مقاس 2.1 إنش ودقة 1600×1600 بكسل لكل عين بالإضافة إلى كاميرتين أماميتين لدعم الحركة وتتبع اليد، وما يميزها عن باقي النظارات الموجودة في الأسواق هو عدم احتوائها على جهاز تحكم إنما يتم التحكم بها عن طريق أي هاتف ذكي يعمل بنظام أندرويد.
HTC تعشق التحدي واقتحام المجهول
هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها الشركة التايوانية بالمجازفة وتعليق آمالها على المجهول، حيث في بداية ظهور شبكة فيسبوك الاجتماعية، وقبل أن تنال الشهرة التي وصلت إليها، رأينا HTC في ذلك الوقت تقوم بطرح هواتف تأتي بزر مخصص لهذه الخدمة، ولا يمكننا أن ننسى طبعًا هاتف HTC First، الذي كان يأتي بنظام أندرويد مبني على واجهة معدلة تتيح تصفح فيسبوك مباشرةً من النظام نفسه.
وفي هذا الوقت لم تكن تلك الأفكار محببة، حيث لم نجد أي شركة أخرى تحاول منافسة HTC في صناعة هواتف مخصصة لفيسبوك، بل ولم تحقق الشركة النجاح المطلوب؛ ولكن أوضحت لنا استراتيجية عملها كشركة تقدم كل ما هو جديد وغير اعتيادي وتراهن على نجاحه، حتى لو انتهى الأمر بالفشل.
لا يمكن تعليق الآمال على HTC
إلى جانب تركيزها على الواقع الافتراضي، واصلت HTC تجاربها مع الهواتف الذكية، وفي آخر أعمالها استهدفت -على وجه التحديد- المستخدمين المهتمين بتقنية البلوك تشين والعملات المشفّرة وذلك عندما كانت البلوك تشين لا تزال صناعة ناشئة حيث أصدرت HTC عام 2018 هاتفها Exodus 1 المدعوم بشريحة Qualcomm Snapdragon 845 الرائدة في ذلك الوقت، وتلاه في 2019 هاتف Exodus 1s لكن للأسف ضاعت جهود الشركة سدى ولم تحقق النجاح الذي توقعته أو أملته وفشلت في لفت الانتباه وجذب العملاء إليها بل إنها بالكاد وجدت مشترين لكلا الطرازين، ومن يدري ربما يكون هاتف ميتافيرس هو تجربة مشابهة لما حدث مع هواتف البلوك تشين ليس أكثر، فكما ذكرنا سابقًا، تعشق HTC القفز إلى المجهول.
كما أن HTC لم تكشف حتى الآن أي تفاصيل حول “هاتف ميتافيرس” القادم ولا نملك أي فكرة عن معالجه وذاكرته ومواصفاته الأخرى، ولأن الهواتف التي طرحتها الشركة مؤخرًا كانت متوفرة في أسواق محددة، ليس من المؤكد بعد ما إذا كان الهاتف الجديد سيباع حصريًا في أسواق محددة كذلك أم سيكون متاحًا على مستوى العالم، لذا سيكون من الصعب مبدئيًا تعليق آمالنا على المجهول.
من السابق لأوانه الحكم على ظاهرة الميتافيرس إن كانت ستنجح وتغير شكل التواصل والتفاعل بين الناس كما توقع لها الكثيرون أم أنها ستتلاشى قبل إنطلاقتها، وبرغم أن تاريخ HTC الحديث للهواتف المحمولة لا يبشر بالكثير من الأمل لكن لا يزال هناك مستخدمون يتذكرون هواتف Touch Diamond و Nexus One و One M8 المميزة وهم على استعداد لمنح الشركة المزيد من الفرص لتقديم هاتف رائد تحقق الشركة من خلاله نجاحًا كسابق عهدها ويأملون أن يكون هذا الهاتف هو “هاتف ميتافيرس” القادم.
اقرأ المزيد: مارك زوكربيرج: كلنا سنعيش بـ”ميتافيرس” فى المستقبل ونترك الواقع
اقرأ المزيد: ميتا تعلن عن نموذج ذكاء اصطناعي من الجيل التالي للدردشة مع المساعدين الافتراضيين