كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في التسويق

كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في التسويق ما الذي يخطر ببالك عندما تسمع أحدهم يقول “الذكاء الاصطناعي“؟ قد تفكر بروبوتات واعية ومتمردة، تحارب البشر لتحكم الأرض، أو ربما تتخيل روبوتات مسالمة لكنها تستحوذ على كل وظائف البشر. يختلف تصور كل شخص للذكاء الاصطناعي وفقاً لمعلوماته حول هذا الموضوع، أو مدى مشاهدته لأفلام الخيال العلمي.

شبكة تك عربي

لكن ما هو الذكاء الاصطناعي بالتحديد؟ وما أهميته في التسويق الإلكتروني؟ ماذا عن تقنياته المستخدمة حالياً؟ هل سيتم استبدال المِهَنييّن بروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في التسويق؟ سنجيب عن جميع هذه الأسئلة في هذا المقال.

دعنا نبدأ بتعريف مفهوم الذكاء الاصطناعي..

مفهوم الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي (AI, Artificial Intellegence)، هو سلوك وميّزات مُعيّنة تتسم بها البرمجيات الحاسوبيّة، وتَجعلها تحاكي قدرات البشر الذهنية وتعمل بأنماط عملها. تشكّل القدرة على التعلم والاستنتاج وردّ الفعل، على أوضاع لم تُبرمج في الآلة بعض أهم خصائص الذكاء الاصطناعي. إلاّ أنَّ هذا التعريف يثير الجدل نظراً لعدم توفر تعريف مُحدد للذكاء.

التعريف الأكثر قبولا للذكاء الاصطناعي هو؛ أنه فرع من علم الحاسوب، يقوم بدراسة وتصميم ما يسمى بـ “العملاء الأذكياء”، والعميل الذكي (IA, Intelligent Agent) هو نظام يدرك ويستوعب بيئته، ويتخذ القرارات والإجراءات التي ترفع من احتمالية نجاحه في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.

الذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني 

التسويق بالذكاء الاصطناعي هو الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين رحلة العميل. يمكن استخدامه أيضاً لزيادة عائد الاستثمار (ROI)، من الحَملات التَّسويقية، يتم تحقيق ذلك باستخدام تحليلات البيانات الضخمة، والتَّعلم الآلي، والعمليات الأخرى، لاكتساب نظرة ثاقبة على الجمهور المستهدف.

على نطاق أوسع ، يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات التي تعتمد عادة على البشر. إنّ إنشاء المحتوى وإعلانات الدفع لكل نقرة (PPC)، وحتى تصميم الويب كلها تطبيقات ممكنة في التسويق عبر الذكاء الاصطناعي.

أهمية الذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني 

يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط الحملات التسويقية وتحسينها، كما يمكن أن يقضي على مخاطر الخطأ البشري.

بالنسبة للمسوّقين، ومندوبي المبيعات، وأي متخصصين يعملون عبر الإنترنت ، فإن لأدوات الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لتحسين وظائفهم اليومية، ومساعدتهم على أن يصبحوا أكثر استهدافاً وكفاءة في وظائفهم اليومية، والسماح لأعمالهم بالكشف عن اتجاهات العملاء التي كان من المستحيل اكتشافها سابقاً.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق

بعد أن تعرفنا على الذكاء الاصطناعي وأهميته في التسويق دعنا الآن نلق نظرة على العمليات التي يستخدم بها:

  • إستراتيجية التسويق: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الجمهور المستهدف

يعد تقسيم المجموعة المستهدفة جزءاً مُهمّاً من جميع الأنشطة التسويقية. من الصعب إقناع المستهلك، إذا كنت لا تعرف من تريد أن تقنعه بالتحديد.

في الماضي، كان المُسوقون يحددون هدفاً عاماً، ويَطرحون على أنفسهم أسئلة مثل: “هل نريد مستوى أعلى من الوعي، والالتزام، والاحتفاظ، والأرباح، أو أي شيء آخر؟” ثم يقومون يدوياّ بتقدير المجموعة المستهدفة المثلى للحملة.

اليوم، يسمح الذكاء الاصطناعي والتحليلات التَّنبؤيَّة للمسوِّقين، بتحديد أفضل مجموعة مستهدفة بدقة، حيث أصبحت العملية أسرع وأكثر كفاءة. يساعد الذكاء الاصطناعي أيضاً في تقسيم المجموعة المُستهدفة إلى شرائح جديدة تتميز بنفس السِّمات.

يتيح هذا النهج للمستخدمين تقديم عرض أكثر تخصيصاً لعملائهم، وبالتالي إنشاء رابطة شخصية فريدة يصعب تحقيقها بدون الذكاء الاصطناعي.

كيف تبدو هذه العملية برمتها عملياً؟ يمكن لمتاجر ملابس وأدوات السفر، التي تقسم عملائها إلى قسم عشاق عطلات التخييم، وقسم عشاق المشي الجبلي، استخدام التجزئة بالذكاء الاصطناعي، لتحديد العديد من أنواع العملاء المحددة.

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في التعرف على مجموعة من “عشاق التخييم الراقي”، الذين يبحثون عن خيام مريحة ومستوى عالٍ من الراحة، أو “عشاق التخييم التكنولوجي” الذين يشترون المعدات الأكثر تقدماً من الناحية التقنية.

بمجرد تحديد هاتين المجموعتين، يمكن تطبيق حملات فردية عليهما، مع التركيز على مزايا صانع القهوة أثناء السفر، المفيدة لـ “عُشَّاق التخييم الراقي”، أو ساعة جديدة مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتي ستجد إعجاباً لدى “عشاق التخييم التكنولوجي”.

ستصبح المعلومات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي أكثر دقة، وستكون العلاقات التي أقيمت مع العملاء أكثر استدامة.

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضاً، في تحديد الإجراءات التي يمكن للعملاء من القطاعات الفردية اتخاذها بعد تلقي الرسالة المخصصة لهم. لنبدأ بالإجابة بنعم / لا على بعض الأسئلة البسيطة. على سبيل المثال؛ بعد إرسال بريد إلكتروني:

  • هل ستفتحه المجموعة المستهدفة أم لا؟
  • هل سيقرأها العميل بعناية؟
  • هل سيقرر العميل شراء منتج من العلامة التجارية؟
  • هل سيقوم العميل بإلغاء الاشتراك؟

بالإجابة على الأسئلة أعلاه ، يمكنك تخصيص محتوى الرسالة بشكل أفضل. بالنسبة للعملاء الذين لا يستجيبون عادةً لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك، يمكنك تشجيعهم على تحديث تفضيلات الاتصال الخاصة بهم بحيث لا يتلقون سوى المحتوى المفيد لهم.

بالنسبة للعملاء الذين يردون على رسائلك، يمكن أن تكون العضوية في برنامج الولاء هي الطريقة المثالية لتطوير العلاقة بينكم.

إليك بعض طرق استخدام الذكاء الاصطناعي لتقسيم العملاء بشكل أكثر دقة:

  • لخِّص خصائص جمهورك المستهدف الرئيسي.
  • استخدم الذكاء الاصطناعي لإجراء تحليل أعمق وتحديد أنواع الشخصيات الجديدة.
  • تعامل مع أنواع الشخصيات هذه على أنها شرائح فرعية وقدم لها رسائل مخصصة.

خدمة العملاء: الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء 

هناك إمكانات هائلة للشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، للاستفادة من قدرات معالجة اللغة الطبيعية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، لتقديم خدمة أفضل لعملائها وتلبية توقعاتهم.

أحدثت الدردشة المباشرة ثورة في خدمة العملاء، حيث كانت نسبة المستهلكين الذين يفضلونها وفقاً لإحصائية (HubSpot)، قريبة من نسبة الذين يفضلون الدعم المباشر عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، ومؤخراً ظهرت روبوتات خدمة العملاء لتزيد جودة وسرعة الخدمة.

يوفر روبوت الخدمة أقصر طريق لزائر الموقع للحصول على الإجابة التي يبحث عنها. 

حيث تُجيب الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على أسئلة الزوار مثل؛ ما هي أسعاركم؟ ما هو رقم هاتف شركتكم؟ اين مكتبكم؟ فيحصل الزائر على إجابة مباشرة بدلاً من الاضطرار إلى النقر والتنقل في الموقع للعثور على تلك المعلومات.

أبدى (57%) من المشاركين في إحصائية(HubSpot) اهتماماً بالحصول على إجابات مباشرة من الروبوتات على مواقع الشركات.

بالإضافة إلى روبوتات المعلومات الموجودة على موقع الشركة، يشعر الكثيرون بالراحة عند استخدام التقنيات التي تدعم الذكاء الاصطناعي، لطلبات خدمة العملاء الأكثر تعقيداً.

عند سؤالهم عما إذا كان لديهم تفضيل معين حول من يجب أن يساعدهم في الخدمة، لم يهتم (40%) من المشاركين في إحصائية (HubSpot)، بما إذا كان المساعد شخصاً حقيقياً، أو أداةً للذكاء الاصطناعي، وهذه أخبار جيدة لشركات خدمات الذكاء الاصطناعي.

سلوك العملاء: دراسة سلوك المستخدم باستخدام الذكاء الاصطناعي

تُوظف العديد من الشركات، محترفين مثل؛ علماء البيانات والمبرمجين، في أقسام التسويق، وذلك لأن مهارات هؤلاء ستصبح قريباً العمود الفقري لمعظم الحملات التسويقية.

يمثل الإنترنت مُختبراً عملاقاً لعلوم السلوك، ولكن هناك الكثير من مجموعات البيانات، التي لا يمكن للبشر وحدهم أن يقوموا بتحليلها جميعاً. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي.

باستخدام التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة، يمكن للذكاء الاصطناعي تزويد الشركات برؤى عميقة عن عملائها. لن تكون الشركات قادرة على إضفاء الطابع الشخصي على التفاعلات فحسب، بل ستكون أيضاً قادرة على التنبؤ بسلوكيات العملاء المستقبلية، بناءً على البيانات التي تم جمعها.

بالنسبة لتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية، يعني هذا توفير نظرة ثاقبة على أهم جزء من المعلومات في القطاع وهو سلوك المستهلك.

يمكن أن تدعم معلومات التنبؤ الكثير من الإجراءات والقرارات. أولاً، يمكنها مساعدة محركات التوصيات؛ مثل روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. من خلال التنبؤ بما يهتم به المستهلكون ويزداد احتمال شرائه، يمكن للشركات تقديم اقتراحات تلقائية لزيادة المشاركة والتحويلات.

وهذا لا يحدث فقط على المستوى الفردي، فبالإضافة إلى توقع عمليات الشراء بناءً على سلوك الشخص، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً، استخلاص رؤى لمختلف المواقع والبلدان والفئات العمرية والأجناس وغير ذلك.

تشمل الاستخدامات الأخرى للتحليلات التنبؤية ومعالجة البيانات الضخمة ما يلي:

  • إصلاح إدارة مخزون التوريد، من خلال التأكد من أن بائع التجزئة لديه دائماً المخزون المناسب، دون زيادة أو نقصان.
  • إجراء بحث المنافسين، ومراقبة اتجاهات الأسعار، والطلب على المنتجات.
  • فهم أنواع وكميات المنتجات الأكثر شراءاً، والأكثر تجاهلاً ، والأكثر إعادةً، والمزيد.
  • كشف أنواع مختلفة من الإِحتيال في التجارة الإلكترونية والتعامل معها.
  • تحليل السوق لتقديم أفكار للحملات التسويقية والإعلانية (مثل التسويق عبر البريد الإلكتروني).
  • قياس فعالية الجهود الترويجية الحالية وتحليل أداء الموقع.
  • كتابة المحتوى: إنتاج المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي Gpt-3

إن إنشاء المحتوى عبر تقنية GPT-3 هي تقنية مطوّرة حديثاً، وتعتبر الأفضل بين التقنيات التي سبقتها في إنشاء محتوى ذا بنية لغوية، سواء كان بلغة بشرية أو لغة آلية.

يشير GPT-3 إلى Generative Pre-trained Transformer 3 “المحوّلات التّوليديَّة المُدرَّبة مُسبقاً” وهو الإصدار الثالث من هذه الأداة.

تنشأ التقنية نصًّاً باستخدام خوارزميات مدربّة مُسبقاً، أي أنها مزودة بجميع البيانات التي تحتاجها لتنفيذ المهمة. حيث تمّ تزويدها بحوالي 570 غيغابايت من المعلومات النصية التي تمّ جمعها عن طريق(crawling) الزحف إلى الإنترنت (مجموعة بيانات متاحة للجمهور تُعرف باسم CommonCrawl)، بالإضافة إلى النصوص الأخرى المحددة بواسطة OpenAI، بما في ذلك نصوص ويكيبيديا.

يمكن لتقنية GPT-3 إنشاء أي شيء له بنية لغوية، فبالتالي يمكنه القيام بالأمور التالية:

  • يمكن لتقنية GPT-3 الإجابة على الأسئلة، وكتابة المقالات، وتلخيص النصوص الطويلة، وترجمة اللغات وأخذ الملاحظات.
  • يمكن استخدام GPT-3 لإنشاء الشِّعر والقصص، وتقارير إخبارية وحوار، باستخدام كمية صغيرة فقط من نص الإدخال، الذي يمكن استخدامه لإنتاج كميات كبيرة من النسخ عالية الجودة.
  • يمكن استخدام GPT-3 أيضاً في مهام المحادثة الآلية، والاستجابة لأي نص يكتبه شخص ما في الكمبيوتر، بنص جديد يتناسب مع السياق.
  • يمكنها أيضاً إنشاء تلخيصات نصية تلقائياً وحتى أكواد البرمجة.

التسويق عبر البريد الإلكتروني: التسويق عبر البريد الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي

لقد وسَّع الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ما يمكننا تحقيقه من خلال التسويق عبر البريد الإلكتروني، وذلك عبر زيادة التحويلات وتطوير التخصيص.

سنرى معا معلومات مفصلة حول سحر الذكاء الاصطناعي في التسويق عبر البريد الإلكتروني:

1. تحسين سطر موضوع البريد الإلكتروني

تعتبر سطور الموضوع التي تختارها لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك، واحدة من أهم أجزاء استراتيجيتك العامة.

يبرز سطر الموضوع الجيد للبريد الإلكتروني في البريد الوارد للمستلم، مما يشجعه على النقر فوق البريد الإلكتروني وقراءته. من ناحية أخرى؛ يتم تخطِّي سطر الموضوع السَّيء وتجاهله، أو الأسوأ من ذلك؛ يتم تفسيره على أنه بريد عشوائي ونقله إلى مجلد البريد العشوائي.

يستخدم الذكاء الاصطناعي الخوارزميات لإنشاء سطور موضوع تجذب معدل نقر (CTR) أعلى، حيث يقوم بتحليل نتائج كل حملة تسويقية فردية لتحسين سطور الموضوع بمرور الوقت.

2. التخصيص الدقيق

يمكن أن يعني التخصيص الفرق بين إستراتيجية ناجحة للغاية للتسويق عبر البريد الإلكتروني، وأخرى تعد مجرد مضيعة للوقت. يتم غالباً فتح رسائل البريد الإلكتروني ذات سطر الموضوع المخصص، باحتمال أكبر بنسبة 26% من الرسائل غير المخصصة، وتقدم معدلات معاملات أعلى بمقدار 6 أضعاف، وفقاً لدراسة أجرتها Campaign Monitor.

إن المستوى البسيط من التخصيص شائع للغاية، في التسويق عبر البريد الإلكتروني منذ مدة من الزمن، لكن الذكاء الاصطناعي أتى ليوسع الإمكانات بشكل كبير.

تستخدم التحليلات التنبؤية خوارزميات معقدة للتنبؤ بالسلوك المستقبلي بناءاً على التفاعلات السابقة، يمكن للمسوقين من خلالها، استخدام الذكاء الاصطناعي لاقتراح المنتجات الموصى بها، التي من المحتمل أن يهتم بها عميل معين، وإدراج هذه المنتجات في رسائل البريد الإلكتروني على أساس فردي.

3. أتمتة المحتوى

مثلما يمكن أتمتة سطور موضوع البريد الإلكتروني وتحسينها، يمكن أيضاً أتمتة المحتوى الكامل للبريد الإلكتروني.

يمكن للبرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي استخدام نسخ مكتوبة مسبقاً، وصور، وعروض ترويجية، ومقتطفات منشورات مدونة، ومحتوى منظم، وروابط، وحتى محتوى مُنشأ آلياً لإنتاج رسائل بريد إلكتروني مُحسَّنة لتحقيق معدل مشاركة مرتفع.

تقلل هذه الأتمتة بشكل كبير من الوقت والموارد اللازمة لمواصلة تشغيل حملات البريد الإلكتروني الخاصة بك.

4. تحديد التوقيت الأمثل للإرسال

إن معرفة عدد مرات إرسال بريد إلكتروني إلى عملائك، وأفضل الأوقات للقيام بذلك، هو فن بحد ذاته. يعتمد المسوقون تقليدياً على التجريب، وتحليل البيانات، وحسهم وحدسهم لمعرفة هذه التوقيتات.

الآن تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بإغناء المسوقين عن اللجوء إلى التخمين، لاختيار توقيت وتكرار حملات البريد الإلكتروني، وذلك عن طريق التحليل التلقائي لنقاط البيانات المختلفة. يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، تحديد أفضل وقت لإرسال رسائل البريد الإلكتروني، بحيث يتم فتحها وقراءتها، وتحدد ما إذا كان يجب اختيار رسائل البريد الإلكتروني الأسبوعية أو نصف الأسبوعية.

تمكنك أيضاً من أتمتة هذه العملية على أساس فردي، حيث تمكنك من إرسال بريد إلكتروني إلى كل عميل في أوقات مختلفة، لتحسين المشاركة بناءاً على التركيبة السكانية والتفاعلات السابقة.

5. تخصيص عروض البريد الإلكتروني الترويجية

يمكنك زيادة المبيعات بشكل أكبر عن طريق تخصيص عروضك الترويجية لكل عميل، باستخدام الذكاء الآلي لتحديد العرض الأمثل لكل عميل على حدة.

يمكنك الذكاء الاصطناعي من تقديم عروض ترويجية على بعض المنتجات، والشحن المجاني، والعروض المجانية الأخرى، والخصومات، والحوافز. كلها مخصصة حسب سلوك التسوق وتفاعلات كل عميل. سيكون هذا النوع من تخصيص العروض الفردي مستحيلاً بدون قوة الذكاء الاصطناعي.

6. إعادة الاستهداف

هل أضاف عميلك عناصر إلى سلة التسوق الخاصة به ولكنه لم يكمل عملية الدفع؟ تعد إعادة الاستهداف عبر البريد الإلكتروني طريقة فعالة للغاية لزيادة مبيعاتك وتقليل معدل التخلي عن عربة التسوق في متجرك.

يمكنك ضبط استراتيجية إعادة الاستهداف بقوة الذكاء الاصطناعي. قد يستجيب بعض العملاء بشكل أفضل للبريد الإلكتروني الذي يرسل لهم رسالة بعد ساعة من مغادرتهم موقعك، بينما قد لا يكون الآخرون مستعدين لإجراء عملية الشراء لمدة يوم أو يومين. يمكن للذكاء الاصطناعي التمييز بين هذه الأنواع المختلفة من العملاء، وإرسال رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بإعادة الاستهداف في الوقت الأمثل.

سلبيات الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق الإلكتروني 

للذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني فوائد كثيرة لا يمكن التقليل من أهميتها، لكن يبقى هناك بعض الجوانب السلبية له، فيفتقر الذكاء الاصطناعي إلى الإبداع، على الرغم من المحاولات العديدة لتطويره، لا يزال الذكاء الاصطناعي غير قادر على منافسة الإنسان في الإبداع، فلا يمكن لخوارزميات التعلم الآلي أن تعمل على البيانات بنفس الطريقة التي يعمل بها الإنسان.

هل سيحل التسويق بالذكاء الاصطناعي محل وظائف المسوقين وكتاب المحتوى قريباً؟

يعمل الذكاء الاصطناعي على تسهيل وظائفنا ويحقق أعمال أكثر فاعلية واستناداً إلى البيانات. ولا مفر من حقيقة أن بعض الوظائف ستستبدل بآلات وهو أساس قيام أي ثورة صناعية أو تكنولوجية، لكن الخبر السار هو؛ لن يتم استبدال بعض الوظائف بشكل فعلي، لكن قد يتم تعديلها لتلائم التقنيات الجديدة.

يتعين على مديري التسويق تفسير البيانات، ومراقبة الاتجاهات، والإشراف على الحملات وإنشاء المحتوى. كما يتعين عليهم أيضاً التَّكيف والاستجابة بشكل عملي للتغييرات والتعليقات من الشركة والعملاء، مما يحمي هذه المهنة من الاجتياح التكنولوجي.

من ناحية أخرى، يجب على الكتاب أن يفكروا ويبدعوا وينتجوا موادً أصلية. يمكن للذكاء الاصطناعي القيام ببعض من هذا من خلال اقتراحات العنوان، والأفكار، ورسائل التواصل الاجتماعي الآلية، ولكن من المستبعد أن يحلّ محلّ البشر في كتابة منشورات المدوّنات، والكتب والأفلام والمسرحيات في المستقبل المنظور.

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى