أجهزة قابلة للارتداء يتحكم بها العقل

أجهزة قابلة للارتداء يتحكم بها العقل يعاني مليار شخص أو نحو 15% من سكان العالم من شكل من أشكال الإعاقة، في حين يعاني 2-4% منهم من صعوبات كبيرة في ممارسة حياتهم اليومية. انتشار الإعاقة يرتفع في البلدان النامية، فيما يعاني خُمس المجموع العالمي من المعوقين، أو ما بين 110 ملايين و190 مليون شخص، من إعاقات بالغة. تساعد الروبوتات القابلة للارتداء الأشخاص المصابين بالشلل على المشي مرة أخرى.

اقرا المزيد:افضل أدوات تحميل الصوت من اليوتيوب

على مدى السنوات القليلة الماضية، حدثت تطورات كبيرة في هذا المجال، ما أعطى الأمل للأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي والاضطرابات العصبية والسكتات الدماغية. يتزايد استخدام هذه الأجهزة في أثناء إعادة التأهيل، وأصبحت فوائدها أكثر انتشاراً، حسب موقع Sciencedaily.

يمكن أن تساعد الروبوتات، مثل بدلة Exo-Suit من ReWalk، وEkso NR من Ekso Bionic، وCybderyne’s Hybrid Assisted Limbs، حتى الأشخاص الأكثر سكوناً وعدم قدرة على الحركة، وتحسين نوعية حياتهم.

بدوره قال عالِم الروبوتات بجامعة هارفارد والذي يعمل مع ReWalk، كونور والش، لموقع CNBC: “أعتقد أن مجال الروبوتات القابلة للارتداء يمر بوقت مثير للغاية، كانت موجودة منذ 20 عاماً، ولكن في السنوات الخمس إلى العشر الماضية، تسارعت الأبحاث”.

أجهزة قابلة للارتداء يتحكم بها العقل

في أواخر عام 2020، قدمت شركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك، 3 خنازير بدا أنه لا يمكن تمييزها.

ومع ذلك، زُرع في دماغ الخنزيرة جيرترود أحدث إصدار من رقائق Neuralink للتواصل بين الدماغ والحاسوب، أو BCI. بدت تماماً مثل أي خنزير آخر بدون مثل هذا الجهاز.

في أثناء مراقبة جرترود، رأى المشاهدون عرضاً لنشاط دماغها في الوقت الفعلي. قال ماسك: “إذا استمر الجهاز بالخنزير، حيث استمر هناك لمدة شهرين وأصبح قوياً، فهذه علامة جيدة على أن الجهاز سينفع البشر”.

على الرغم من أن الحدث المباشر كان مليئاً بالادعاءات المسرحية والوعود الغريبة، مثل القدرة على “تخزين الذكريات كنسخة احتياطية واستعادتها” لاحقاً، فإن التطورات تحمل وعوداً بتطوير عقود من العمل على علاجات جديدة للمرضى الذين يعانون من إصابات وحالات عصبية، مثل مساعدة الشلل، وقد تساعدهم على التحكم في فأرة الكمبيوتر أو تحريك طرف اصطناعي بمجرد التفكير.

وشركة Neuralink هي إحدى الشركات المتعددة التي تطور أجهزة BCI، أي (المخاطبة بين الدماغ والكمبيوتر).

كان نهج Neuralink هو إنشاء نوع جديد من الأقطاب العصبية وروبوت جراحي “لخياطة” BCI في الدماغ.

بدورها أعلنت شركة NextMind، في سبتمبر/أيلول 2021، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية سريعة النمو، اليوم، أن منتج BCI الخاص بها والحائز جوائز تمكَّن من التحكم في الوقت الحقيقي في سيارة تم تقديمها في معرض IAA Mobility في ميونيخ.

وسيتيح المَنتج للبشر التحكم في السيارة باستخدام أفكارهم فقط، حسبما نشر موقع Business Wire.

وعملياً، تترجم هذه البرامج إشارات دماغ الشخص إلى نشاط عصبي عبر الأوامر التي تتلقاها، فتُحول النيات إلى أفعال.

أما الطريقة الأكثر شيوعاً للحصول على هذه الإشارات، فهي أجهزة ElectroEncephaloGraphy ،EEG، التي تتطلب عادةً غطاء جمجمة قطب كهربائي ثقيل وشبكة متشابكة من الأسلاك.

تعتمد هذه الأجهزة عموماً بشكل كبير، على المواد الهلامية والمعاجين؛ للمساعدة في الحفاظ على ملامسة الجلد، وتتطلب أوقات إعداد طويلة، وتكون عموماً غير مريحة للاستخدام.

غالباً ما تعاني الأجهزة أيضاً ضعفاً في الحصول على الإشارات، بسبب تدهور المواد أو القطع الأثرية للحركة، “الضوضاء” الإضافية التي قد تنتج عن شيء مثل صرير الأسنان أو وميض العين. تظهر هذه الضوضاء في بيانات الدماغ ويجب تصفيتها.

مخاوف أخلاقية

ومع ذلك، فإن التداعيات المحتملة لهذا الابتكار الجديد تثير قلق بعض علماء الأخلاق، إذ لاحظوا غياب قوانين تنظم كيفية تطبيق تقنية الدماغ على المنتجات الاستهلاكية، وكيفية التحكم بما ستفعله شركات التكنولوجيا بالمعلومات التي تحصل عليها من عقل الإنسان.

وحسبما قال مدير مركز التكنولوجيا العصبية في جامعة كولومبيا، رافائيل يوست، لصحيفة Washington Post: “إذا دخلت التكنولوجيا إلى عقلك، فإنها تخترقك كإنسان، والدماغ هو ما يجعلك إنساناً”.

ويرأس رافائيل فريقاً بحثياً اكتشف في عام 2019، أنه قد يكون من الممكن ليس فقط فك تشفير الأفكار بل حقن الذكريات فيها أيضاً.

هذه التكنولوجيا التي تعِد المستخدمين بالتنفيذ، إذا ما فكر الإنسان في حركة ما أو أمر ما فستكون خطوة هائلة بمجال الإلكترونيات الاستهلاكية إلى جانب العلاجات الطبية، ولكن مع ضرورة تطوير وتنفيذ قيود أخلاقية؛ لحماية المرضى والمستهلكين العاديين على حد سواء.

اقرا المزيد:آبل تؤجل إطلاق Universal Control حتى ربيع 2022

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك
Exit mobile version