نظرية الألوان كيف تختار الألوان المناسبة لتصاميمك ، الألوان تمثل عنصر رئيسيًا في أيّ تصميم ولها التأثير الأكبر على نفسية من يشاهدها، مما يحتم وضع بعض اللوائح والتنظيمات لاستخدامها، والتي تمثل مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها للحصول على تصميمات ذات ألوان مقبولة وتطفي عليها بعض الجانب الإبداعي. هذه التصميمات من الممكن أن تكون صورًا أو تصاميم جرافيك وتصميم ويب أو في التصميم الداخلي حتى في الرسم والتلوين، فهي تدخل في كل شيء تُستخدم فيه الألوان.
حيث تساعد المصممين والفنانين في اختيار الألوان المناسبة لتصاميمهم. بالرغم من أنه في بعض الأحيان يكون هناك جانب إبداعي يتفرد به المصمم عن غيره، إلا أن هناك قواعد ونظريات لا يجوز تخطيها. في هذا المقال سأصحبك في رحلة للتعرف على ماهية نظرية الألوان التي تساعد على فهم التراكيب اللونية وأهميتها والمفاهيم الخاصة بها، وكيف تطور من تصاميمك بواسطتها.
ما هي نظرية الألوان؟
نظرية الألوان لم تكن موجودة بالشكل الذي نشهده اليوم، ولا حتى الألوان. فقد كان اللون الأزرق موجودًا في العصور القديمة لدى المصريين، ثم تلتها مجهودات الرسام “ليوناردو دافنشي” لاكتشاف مبادئ الألوان، وبعد ذلك ظهر كتاب (Opticks) في عام 1704 التابع لـ “إسحاق نيوتن”، الذي كان نقطة انطلاق للكشف عن نظرية الألوان.
ببساطة نظرية الألوان هي مجموعة القواعد واللوائح التي تقيد استخدام الألوان في إنشاء المرئيات المختلفة، وتساعد المصممين على فهم تكوينات الألوان، وماهو اللون المناسب لتصاميمهم.
مكونة من مجموعة من المفاهيم منها الأنموذجات اللونية، والتي تتمثل في RGB الذي يتكون من اللون الأحمر والأزرق والأخضر، وCMYK مشتملًا على اللون السماوي والوردي والأصفر والأسود.
تهدف في النهاية لإخراج مزيج من الألوان المتناسقة الجذابة والمريحة للعين.
كما أنها تشتمل على جانب فني متمثلًا في اجتهادات الرسامين قديمًا مثل “ليوناردو دافنشي” والمصممين في عالمنا اليوم، كذلك لديها جانب علمي يتناول انعكاسات الضوء وتركيبات وأبعاد الألوان.
وهو ما قام به “إسحاق نيوتن” لتتمخض منه مجموعة من مفاهيم نظرية الألوان من ضمنها النموذجين الذين ذكرتهم أعلاه إضافة لعجلة الألوان وغيرها.
أهمية نظرية الألوان
نظرًا للقواعد التي تقدمها نظرية الألوان، بالتأكيد لديها أهمية كبيرة للمصممين في مختلف المجالات، خاصةً في تصميم الجرافيك والهوية البصرية، فهي تدخل في تحديد الألوان المناسبة للتصاميم، لتعزيز التناغم والانسجام فيما بينها، بالإضافة إلى تأثيرها على جاذبية التصاميم، ومن أهمية نظرية الألوان:
أولًا: تحقيق التوازن البصري وتماسك التصميم
من خلال عجلة الألوان -سنتحدث عنها لاحقًا- تتيح نظرية الألوان مجموعة من الألوان الأساسية (الأحمر، الأخضر والأزرق) والألوان الثانوية التي تكون نتيجة خلط لونين أساسيين، بالإضافة إلى الألوان الفرعية عند خلط لون ثانوي ولون أساسي. وناتج هذه الألوان يتيح مجموعة من القواعد والخيارات لاختيار الألوان المناسبة للتصميم، التي دائمًا ما تكون متماسكة ومتناسقة فيما بينها، إضافةً إلى تعزيز مبدأ الجاذبية لكامل التصميم أو جزءًا معينًا، و محاولة إطفاء بعض العاطفية لدى المشاهد.
ثانيًا: تحقيق التأثير العاطفي
الألوان بطبيعتها تؤثر على نفسية وعواطف الأشخاص الذين يرونها، وهو ما يعرف بعلم نفس الألوان. عمومًا نظرية الألوان تتيح نوعين من الألوان، منها ما يُطفي طابعًا بالحزن والهدوء وهي الألوان الباردة، والنوع الآخر مشتملًا على ألوان الفرح والإثارة التي تسمى الألوان الحارة.
فعندما يرى الناس الصورة أو التصميم، تتكون لديهم مباشرةً عواطف بناءً على اللون المستخدم. على سبيل المثال، إذا نظرت إلى صورة الطفل الحزين في الأسفل سترى أن الرسام استخدم اللون البني الذي يشير إلى الوحدة والحزن على الخلفية ولون الملابس، وإذا ما استخدم اللون الوردي أو البرتقالي سيكون الطفل فكاهيًا أو سعيدًا من الوهلة الأولى.
ثالثًا: تحدد الطابع الشخصي للعلامة التجارية والفنان
المصممون الذين يفهمون نظرية الألون، والذين أدركوا أن الألوان هي أداة يمكن استخدامها، مثل الفرشاة أو برنامج الفوتوشوب. سيكون لديهم فرصة لتكوين الألوان الخاصة بهم إذا ما كانوا رسامين، والتي ترمز إلى معاني محتدة يضعنها هم. أيضًا نفس الأمر في العلامات التجارية، إذ بإمكانها إتاحة خليطًا من الألوان أن يُميزها عن غيرها من العلامات التجارية، ويسمح لها بإيصال رسالتها إلى جمهورها المستهدف، وذلك وِفق قواعد وأسس موضوعة وليس باختيار ألوان بشكل عشوائي.
رابعًا: تضمن الحصول على أفضل التصاميم
من الممكن لأيّ مصمم أن يختار الألوان الخاصة بالتصميم الخاصة به بشكل عشوائي، أو باستخدام خبراته الإبداعية من منظوره الشخصي حتى من دون التفكير في معانيها وتأثيراتها على المشاهدين؛ ما يخلق تصميمات أقل جاذبية من الشخص الذي يفهم نظرية الألوان ويختار ألوانه وِفق قواعد مدروسة (نظرية الألوان). وفي بعض الحالات يؤدي تجاهل نظرية الألوان إلى أخطاء كارثية خاصةً عند تصميم الهويات البصرية عمومًا.
المفاهيم الأساسية لنظرية الألوان
نظرية الألوان لديها العديد من المفاهيم التي تحكم عملية اختيار الألوان واستخدامها في التصاميم
وتعمل على تقسيمها للعديد من الأجزاء، كل منها يصلح لاستخدامه في مجال محدد
كما تجمعها في مجموعات متناسقة لاستخدامها معًا في الأعمال الفنية المختلفة، ومن مفاهيمها:
أولًا: أنموذجات الألوان
يرجع تحديد أنموذجات الألوان إلى ديناميكية الضوء، أو كيف ننظر إلى هذه الألوان.
وإذا كُنت مصممًا وتستخدم برامج التصميم الجرافيكي سيكون هذا واضحًا بالنسبة لك.
فهناك نوعان من الأنموذجات الأساسية التي تقسم الألوان حسب تكوينها مؤثرة على طريقة استخدامها وتكوين عجلة الألوان وهي:
1. نموذج RGB
اختصارًا لـ (red (R) ،green (G) ،blue (B، فهو مكون من اللون الأحمر، الأخضر والأزرق. وفي هذا النموذج ينعكس اللون مع الضوء الخارج من المصابيح أو الشاشات، أي أنه يُعاد إنتاج اللون بواسطة الضوء.
لذا نجده يُستخدم في الأجهزة الإلكترونية من الهواتف والحواسيب والتلفاز وأيضًا في المصابيح الملونة.
2. نموذج CMYK
هذا النوع من الألوان يختلف عن RGB في أنه هو الذي يعكس الضوء لا أن ينتقل بواسطة الضوء، يُستخدم في المطبوعات المختلفة بعيدًا عن الشاشات الإلكترونية
مكونًا من أربع ألوان رئيسية وهي: (Cyan, Magenta, Yellow, Black) أيّ اللون (السماوي والوردي والأصفر والأسود).
وبالتأكيد كل ما ذُكر يؤثر على طريقة انتقاء ألوان تصاميمك المختلفة. فإذا كنت تريد أن تصمم تصميمات رقمية -تُعرض على شاشة الهاتف أو التلفاز أو الحاسوب- فمن الأفضل اختيار نموذج RGB
وأما للمطبوعات أو أيّ تصميم فيزيائي على سبيل المثال اللافتات، المجلات، الكتب، فالخيار الأمثل هو نموذج CMYK، وإذا لم تتبع هذه القاعدة ستحصل على تصميمات فيزيائية باهتة، وتصميمات رقمية مشبعة أكثر من اللازم.
وزيادةً على ذلك، هناك العديد من الأنموذجات الأخرى التي لم تحصل على الكثير من الشعبية مثل HSL وHSV وRYB. وللتعرف على درجات تكوين كل نوع من الألوان أوصيك بموقع Color Hex الذي يمنحك تكوينات لونية مختلفة، مع إضافة رمز كل لون على حدة والنموذج الخاص به.
ثانيًا: عجلة الألوان
عجلة الألوان تمثل جوهر نظرية الألوان، إذ تحدد الطريقة التي تُختار بها الألوان لتكون متناغمة ومتماسكة. تم اختراعها من قِبل “إسحاق نيوتن” في عام 1666
ومن اسمها تدل على أنها عجلة دائرية مكونة من مجموعة من الألوان، سواء باستخدام نموذج RGB أو CMYK أو RYB والتي تبدو كالآتي:
عجلة الألوان تُقسِّم الألوان إلى ثلاث أنواع حسب النموذج المحدد، وبخلطها مع بعضها البعض تتكون لدينا ألوان جديدة، وهي:
1. الألوان الأساسية
تمثل نقطة بداية عجلة الألوان، وهي اللون (الأحمر والأصفر والأزرق)
في نموذج RYB و(الأحمر والأخضر والأزرق) في نموذج RGB. والتي تنتج من دون خلطها مع أي لون آخر.
ولكن عند مزجها مع بعضها البعض تنتج لنا ألوانًا أخرى أكثر تنوعًا ومختلفة من حيث الدرجات.
2. الألوان الثانوية
تم اكتشافها بواسطة إجراء العديد من التجارِب، التي تعمل على خلط الألوان الأساسية مع بعضها البعض لتخرج لنا بألوان ثانوية متنوعة
على سبيل المثال عند خلط اللون الأحمر مع الأصفر يُنتج اللون البرتقالي الذي يعد لون ثانويًا
والأمر كذلك لباقي الألوان. لتصل محصلِّة الألوان الثانوية إلى أربع هي اللون (الأخضر والبرتقالي والبنفسجي والنيلي)
الذي نحصل عليه بخلط جميع الألوان الأساسية مع بعضها البعض.
3. الألوان الفرعية
تعد الأكثر عددًا وتنوعًا، تُنتج من خلط لون رئيسي مع لون ثانوي. على سبيل المثال
مزج الأحمر مع الأخضر يعطينا اللون البني بدرجاته المختلفة، لتمثل في الآخر عجلة ألوان مكتملة مكونة من 12 لونًا
كما تراها في الأعلى، وما يُميزها هو التعدد والاختلاف في درجات اللون.
كيفية اختيار الألوان المناسبة لتصاميمك من عجلة الألوان؟
ربما تتساءل عن كيف يختار المصممون والفنانون الألوان الخاصة بهم، ولا سيما أن عجلة الألوان ما هي إلا مجموعة من الألوان المرتبة في شكل دائرة.
ولكن أقول لك أن هناك مجموعة من الطرق التي بواسطتها تُختار الألوان المناسبة للتصاميم، التي دائمًا ما تكون متناغمة فيما بينها، وهي:
1. نظام الألوان الأحادية
لاختيار ثلاث درجات مختلفة من كل لون، وهذا النوع من الألوان يضمن الحصول على تصميمات هادئة ومتناغمة.
على سبيل المثال، استخدام اللون الأبيض والرمادي والأسود، أو درجات اللون البيج بتغيير التشبع.
2. الألوان المتجاورة
تُحدد ثلاث ألوان متجاورة من عجلة الألوان، باختيار لون رئيسي واللونين المجاورين له، مثل اللون (الأزرق والأزرق الفاتح والسماوي)، وهذا النظام دائمًا ما يُطفي على التصميم المزيد من الأريحية والهدوء، لأن الألوان متطابقة مع بعضها ولا تُحدِث ذلك الشذوذ مقارنةً باستخدام اللون الأزرق والأحمر معًا.
3. نظام الألوان التكميلية أو المتقابلة
هي الألوان التي تكون متقابلة مع بعضها البعض، مثل (الأحمر والأخضر، والأصفر والبنفسجي)
ودائمًا ما يُطفي المزيد من الحيوية على التصميم، مع تجنب الإفراط في استخدامه بكثرة حتى لا يصبح التصميم مزعج.
4. نظام الألوان الثلاثية
لخلق تصاميم أكثر جرأة وقوة، يتم اختيار ثلاث ألوان تمثل مثلثًا على عجلة الألوان
مثل اللون (الأحمر، والأخضر والأزرق). ويمكن أن تكون متناقضة، أو مكملة لبعضها البعض أو أحادية اللون.
5. نظام الألوان الرباعية
باختيار أربع ألوان ذات مسافات متساوية فيما بينها، أو أربع أزواج من الألوان المكملة لبعضها
ودائمًا ما يُفضل استخدام اللون الأساسي بشكل زائد في التصميم مع لمسات صغيرة من الثلاث ألوان الأخرى.
6. الألوان الباردة والحارة
من المفاهيم الأساسية لنظرية الألوان، وتمثل جزء أساسي في علم نفس الألوان، إذ تؤثر على الحالة المزاجية للأشخاص، وتُستخدم باعتدال لإخراج تصاميم رائعة، وتتكامل أيضًا مع أنظمة الألوان.
إذا ما نظرت إلى صورة نظام الألوان المكملة، ستجد أنهما لونين الأول بارد وهو اللون الأخضر، واللون الأحمر الذي يمثل اللون الحار أو الدافئ، وبالمثل لبقية أنظمة اختيار الألوان.
ويمكن تقسم عجلة الألوان إلى قسمين أحدهما ألوان حارة والأخر ألوان باردة، وهي كالآتي:
أولًا: الألوان الحارة
هي اللون الأحمر البرتقالي واللون الأصفر، أو جميع الألوان التي تقع بين اللون الأحمر والأصفر.
ودائمًا ما تُطفي بعض الإثارة والابتهاج والقوة إلى التصاميم، وفي بعض الحالات تُطفي بعض العدوانية والغضب.
وتشير إلى لون الشمس والنار.
ثانيًا: الألوان الباردة
هي اللون الأخضر والأزرق والبنفسجي، التي تمثل الألوان الطبيعية من لون الماء والسماء والأشجار، وتعمل على تحسين الحالة المزاجية وتُطفي بعض الهدوء.
كما أنه يوجد بعض الألوان المحايدة التي لا تظهر في عجلة الألوان والتي لا تعد مع الألوان الحارة ولا الباردة مثل اللون (الرمادي والأبيض والأسود).
ختامًا، نظرية الألوان تقدم قواعد مهمة للتطوير من تصاميمك، حيث تحدد لك كيفية اختيار الألوان المناسبة وضمان التناسق فيما بينها
إضافةً إلى تبيين التأثيرات المختلفة للألوان بتقسيمها إلى ألوان باردة وحارة
ومن خلال خلط الألوان مع بعضها البعض وضبط درجة التشبع وقيمة اللون ستحصل على العديد من الخيارات لإنتاج تصاميم جذابة مفعمة بالحيوية.
إقرأ المزيد : كاميرا كوالكوم التي تعمل دائمًا تعد كابوسًا للخصوصية