ما هي لغة تصميم “ماتيريال يو” التي أطلقتها جوجل في تحديث أندرويد 12 انطلاقًا من رؤيتها بأن الواجهات يجب أن تُصمَّم من قبل مستخدميها وأن تتبع أذواقهم وتفضيلاتهم، وأن التطبيقات يجب أن تتكيّف مع مختلف أشكال وأحجام الشاشات دون المساس بالأسس الوظيفية لها، قدمت عملاقة التكنولوجيا جوجل لغة التصميم ماتيريال يو (Material you) لتعبّر من خلالها عن فلسفتها التصميمية القائمة على البساطة وقابلية التخصيص والتكيّف لتضمن للمستخدم تجربة أكثر كفاءة ومتعة.
اقرا المزيد:هل يمكن حذف متابعين تويتر دفعة واحدة ؟
أحدثت ماتيريال يو ضجة كبيرة في المجتمع الرقمي الذي اعتبرها نهجًا جديدًا للتصميم والذي سيعمل على تطوير جميع منتجات جوجل وأنظمتها. فما هي هذه الثورة الجديدة في عالم التصميم؟ وهل تعرف ما يكفي عنها؟
ما هي لغة التصميم ماتيريال يو؟
ماتيريال يو هي لغة التصميم الجديدة المقدمة من جوجل والتي تم الإعلان عنها رسميًا في مؤتمر Google I/O هذا العام لتظهر لأول مرة مع إصدار أندرويد 12 وعلى هواتف بيكسل بوجه التحديد، وهي الجيل الجديد من لغة ماتيريال ديزاين (Material Design) التي طبقتها جوجل على واجهات المستخدمين منذ عام 2014، والآن أتت ماتيريال يو لتفتح أمام المستخدم أفقًا واسعًا وعالمًا جديدًا من التخصيص حيث لا حدود للإبداع.
ما هو هدف جوجل من ماتيريال يو؟
مع استمرار النمو التكنولوجي وظهور المزيد من الأجهزة بشاشات مختلفة الحجم والشكل وزيادة الاعتماد عليها في مجالات متعددة في الحياة وردًا على نهج “مقاس واحد يناسب الجميع” الذي عفا عليه الزمن، أرادت جوجل أن تجعل واجهات أجهزتك بمختلف أشكالها (هاتف محمول، جهاز لوحي، ساعة ذكية، جهاز قابل للطي إلخ..) تتفاعل وتتكيّف معك لتقدّم لك تجربة مميزة تجعلك أكثر ارتباطًا بها، ولعل الاقتباس التالي من جوجل “ماتيريال يو صُمّمَت من أجلك” يشرح الفكرة الكاملة وهدف جوجل من هذه الثورة في مجال التصميم، ألا وهو تقديم واجهة مستخدم تتكيف مع كل مستخدم وتعبر عن شخصيته.
ما الذي اختلف في لغة التصميم الجديدة؟
إن جوجل على دراية تامة أن لكل مستخدم ذوقه واحتياجاته وتفضيلاته المختلفة عن غيره، فلماذا لا تمنحه ميزة تخصيص واجهة المستخدم الخاصة به لتتماشى مع ذوقه؟ في السابق ومنذ عام 2014 بالتحديد كان التركيز ينصب على السماح للتطبيقات بالتعبير عن هويتها من خلال التصميم متعدد الأبعاد. لكن كانت المشكلة مع هذا التصميم أنه لم يترك مجالًا للإبداع أو التعبير، فلم يكن المستخدم يشعر بأن جهازه خاص به أو أنه يعكس شخصيته، بينما تعود ماتيريال يو إلى المستخدمين أنفسهم لتستوحي تصاميمها من أذواقهم وتفضيلاتهم واحتياجاتهم الفردية لتكون واجهاتهم نابضة بالجمال والحياة وبعيدة عن الرتابة والنمطية. وبالتالي مع ماتيريال يو أنت لم تعد مجرد مستخدم فقط بل أصبحت مشاركًا بذوقك وتفضيلاتك في منظومة التصميم.
ما هي آلية عمل ماتيريال يو؟
أليس من الرائع أن يكون جهازك قادرًا على استخراج ألوان الخلفيات لديك ودمجها تلقائيًا وتطبيقها على كامل النظام لديك؟ حسنًا مع ماتيريال يو بات هذا الأمر متاحًا. يستخدم نظام التصميم الجديد محركًا يعمل بتقنية “استخراج الألوان” لتحليل خلفيات الشاشة الخاصة بكل مستخدم والتعرف على ألوانها، ومن ثم اختيار لون أساسي ولون ثانوي آخر مكمل له ومتناغم معه، ليتم تطبيقهما على كافة أنحاء الواجهة بما في ذلك الشاشة الرئيسية، شاشة القفل، التطبيقات الأصلية وتطبيقات الجهات الخارجية والويدجيت وغيرها. وبهذه الطريقة تسمح ماتيريال يو بتصميم واجهة مستخدم لكل مستخدم من اختياره.
ولكي يتم تطبيق الألوان في كافة أنحاء الواجهة، فقد كان من المهم خلق عناصر يمكن تلوينها، ولهذا فقد تم إعادة تصميم عناصر الواجهة بحيث تحتوي على أشكال سميكة يمكن تطبيق الألوان فيها.
ما الخصائص التي تقدمها؟
إن الآلية التي تعمل بها ماتيريال يو تضيف لمسة جمالية ملحوظة لا يمكن إنكارها على واجهة المستخدم لديك، فتناسق الألوان من المعالم الجمالية لأي تصميم، ولكن لا تعتمد الواجهة الجديدة على ذلك وفقط، وإنما تأخذ بعين الاعتبار سهولة الوصول لعناصر الواجهة بل وتعتبرها مهمتها الأساسية في المقام الأول، فأي تصميم لا يمكن أن يرقى إلى الكمال ما لم يلبي إمكانية وصول متقدمة، كما نرى في واجهة سامسونج One UI التي تبنت هذا الأمر منذ قديم الأزل.
يوفر لك نظام ماتيريال يو تحكمًا غير مسبوق في تاريخ أنظمة أندرويد من حيث التباين والحجم والخط وخصائص أخرى لعناصر مختلفة على نظام التشغيل خاصتك.
كما ستلاحظ أن أشكال وأحجام والأزرار باتت أكبر مما كانت عليه في السابق وذلك لتتمكن من التحكم بواجهة المستخدم بأكملها بيد واحدة ولمس أي عنصر وتحريكه باستخدام إبهامك فقط، بالإضافة إلى إمكانية تلوين هذه العناصر كما أوضحنا سابقًا.
بالإضافة لذلك، فقد اهتمت لغة تصميم ماتيريال يو بشكل التطبيقات المصغرة (widgets)، فستلاحظ أنه تم إعادة تصميم جميع التطبيقات المصغّرة لخدمات جوجل لتصبح عملية أكثر، وبتصميم عصري وهي إضافة مرحّب بها جدًا؛ خصوصًا لأن التطبيقات المصغّرة في أندرويد كانت لا تنال الاهتمام الكافي من المطورين، ولعل السبب في هذا الاهتمام المفاجئ هو دعم أبل للتطبيقات المصغرة في أنظمة iOS.
اقرا المزيد:أفضل تطبيقات التأمل لمساعدتك على الاسترخاء