بدأت الهواتف الذكية في استبدال عدد كبير من الأدوات والمنتجات الأخرى. ولعل ذلك قد ظهر بوضوح عندما أصبح المستخدم قادر على استخدام هاتفه الذكي للدفع بدلًا من بطاقة الائتمان. ولدى شركة آبل بعض الأفكار الإضافية التي ستسهل التجربة أكثر وأكثر.
وذلك حيث أعلنت آبل منذ عدة أسابيع عن إمكانية حفظ مستندات تعريف الشخصية على الآيفون واستخدامها بدلًا من النسخة الفيزيائية. وسيتم العمل بتلك الخاصية بالفعل في ثمان ولايات أمريكية قريبًا.
وتعتمد تلك الخاصية على إجراء مسح ضوئي لبطاقة تعريف الشخصية ورخصة القيادة وغيرها من المستندات. ومن ثم عرضها على من يهمه الأمر مباشرةً من خلال هاتف آيفون الخاص بالمستخدم. وبالرغم من أن الفكرة مميزة وتزيد من سهولة الحياة اليومية إلا أن الخبراء يرون فيها مخاطر كبيرة.
وتتمثل هذه المخاطر في اكتساب الشرطة لحق إجبار المستخدم على فتح قفل هاتفه. وهو حق لا تمتلكه في الوقت الحالي. وذلك حيث إن أي شرطي قد يطلب من المواطن أن يفتح قفل هاتفه ويعطيه له لكي يطالع المستند.
ولكن آبل من ناحية أخرى قد صرّحت رسميًا قائلة: “يتم عرض رخصة القيادة وبطاقة التعريف المحلية بشكل مشفر عبر الهاتف ليتمكن الطرف الآخر من مشاهدتها. وهذا يحدث دون أن يضطر المستخدم لفتح قفل الهاتف من الأساس. إلى جانب أنه ما من حاجة لإعطاء الهاتف للشرطي.”
محفظة آبل تضم المستندات الشخصية
يرى المختصون أن رجال الشرطة قد يسيئون استخدام هذه الخاصية. حيث إنهم – وعلى سبيل المثال – قد يرفضون الاعتراف بالمستند إلا عند فتح قفل الهاتف أو الإمساك بالهاتف بيديهم.
وذلك في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل تعاني من قضية إساءة استخدام رجال الشرطة لسلطتهم. وقد نصح المختصون أيضًا بالاعتماد دائمًا على بطاقة تعريف الهوية الفيزيائية عند التعامل مع الشرطة.
وقد تمت مناقشة الأمر من ناحية أخرى. وهي إيجاد العذر المثالي من رجال الشرطة المسيئين في حالة حدوث مشكلة وتحويلها للقضاء. حيث إن رجال الشرطة قد يتعذرون بأنهم احتاجوا لرؤية المستندات عبر الهاتف.
ومن ناحية أخرى فإن البعض الآخر يرى أنه لا داعي لاستخدام هذه الخاصية من الأساس. وذلك لأن المستخدم بذلك يسلّم آبل نسخة من بطاقته الشخصية ومن رخصة قيادته. وهو ما قد يشكل خطرًا حتى ولو كانت المستندات مشفرة.