ماذا بعد مرور عشر سنوات على إطلاق آبل لسيري
ماذا بعد مرور عشر سنوات على إطلاق آبل لسيري عندما كشفت شركة آبل عن المساعد الشخصي سيري في عام 2011 كان للأمر وقع كبير. حيث إن تلك التقنية كانت جذابة جدًا في ذلك الوقت وكأنها تأتي من المستقبل.
اقرا المزيد:افضل المواقع للحصول على نماذج جداول اكسل جاهزة
وقد كشفت آبل عن تلك التقنية بالتزامن مع الكشف عن هاتف آيفون 4s. وحينها أوضح فيل شيلر أحد مدراء شركة آبل أن هذه التقنية تعتمد بشكل أساسي على الجمل السهلة والبسيطة، مثل: “اتصل بوالدي”، “اتصل برقم 555-222″، “شغّل بيتهوفين”.
وحينها أوضح أن الشركة ترى أن المستخدم قد لا يحتاج للحديث مع هاتفه الذكي عن أمور أخرى. أو أن يوجه له أسئلة صعبة الإجابة. وقد أتى الإعلان عن سيري في وقت عصيب بالنسبة للشركة. حيث تزامن مع وفاة ستيف جوبز، وتولي تيم كوك منصبه، والذي لم يكن معروفًا حينها.
وبعد مرور عشر سنوات على إطلاق هذه الخاصية، والذي وصفت حينها بأنها ستغير مسار المنافسة، لم تحقق ما كان مرجوًا منها. حيث أن شيلر نفسه قد وصفها بأنها مخيبة للآمال. في حين أن كل مستخدم منّا لديه كثير من القصص والذكريات حول سيري.
وذلك ليس بسبب ذكائها أو تقديمها للمساعدة، بل بسبب غبائها الشديد. والذي يظهر عندما تخطئ في تنفيذ أحد الأوامر البسيطة أو عندما لا تفهم الطلبات الواضحة. وفي وقتنا الحالي لا تلعب آبل دورًا كبيرًا في المنافسة في سوق أنظمة المساعدة الذكية. وذلك لأن مساعد جوجل الشخصي قد أثبت نجاحه على الهواتف الذكية، ومن ناحية أخرى فقد أثبت أليكسا من أمازون قدراته في أجهزة المنزل الذكي.
آبل ومساعدها الشخصي سيري
عندما تم إطلاق سيري في عام 2011 حصدت الكثير من التقييمات الإيجابية. وذلك نظرًا لأنها كانت تقنية ثورية في ذلك الوقت. لكن في الوقت الحالي فإن التقييمات لا تظل إيجابية، وهو أمر مؤسف خصوصًا أن آبل كان لديها عشر سنوات كاملة لتطور سيري.
وقد عانى سيري عمومًا من مشكلات كثيرة في فهم التعليمات التي يوجهها المستخدم. مثلًا، عندما يقول المستخدم لسيري: “أرسل رسالة لأحمد، ومحمد، وعلاء تقول فيها موعد الاجتماع يوم الثلاثاء” قد يفهمها سيري كالتالي: “أرسل رسالة لأحمد تقول فيها محمد، وعلاء موعد الاجتماع يوم الثلاثاء”.
وكان سيري أول مساعد شخصي يتم إطلاقه عمومًا، لكن الشركات المنافسة لم تصبر كثيرًا على آبل. حيث أطلقت سامسونج مساعدها الشخصي في 2012 وجوجل قد أطلقت هي الأخرى مساعدها في نفس العام. وفي 2014 أطلقت مايكروسوفت مساعدها كورتانا وفي نفس العام تم تقديم أليكسا من أمازون لأول مرة.
وفي السنوات التالية لم تعط التقييمات والمراجعات آراءًا إيجابية عن سيري. وقد تم وصفها بضعف القدرات وصعوبة الفهم.
ولعل المشكلة الرئيسية في سيري هي أنه لم يوسع من أفقه خلال كل تلك السنوات. حيث إنه قادر على إجراء المكالمات أو إرسال الرسائل. لكن أداءه كان ضعيفًا فيما يخص الرد على الأسئلة المعقدة أو حتى التعامل مع الأوامر المعقدة.
ويرى بعض الخبراء أن السبب الرئيسي وراء تأخر تطوير سيري هو احترام آبل للخصوصية. حيث إن الشركة لا تجمع البيانات كما تفعل جوجل والتي تعتمد بشكل رئيسي على جمع بيانات المستخدمين. إلا أن هذا السبب قد لا يكون مقنعًا بالنسبة للكثيرين.
وحتى وقتنا الحالي لازال وضع سيري صعبًا. حيث إن تطورها بطيء جدًا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن آبل لا تجرأ على التخلي عن خدمة بهذا الحجم. وقد تركز آبل بشكل أكبر على تطوير سيري في السنوات التالية، خصوصًا بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
اقرا المزيد:أهم المشاكل التي ظهرت في آيفون 13