ما هي “البرمجيات كخدمة” ولماذا باتت واحدة من أهم المجالات التقنية اليوم؟ في حال كنت مهتماً بالتقنية أو تعمل في شركة كبرى وتعتمد التقنيات الحديثة فالأرجح أنك قد سمعت بمصطلح “البرمجيات كخدمة.” حيث يتكرر المصطلح (أو كما يختصر باللغة الإنجليزية SaaS) في العديد من الأوساط وطوال الوقت. ومن الواضح أن هناك أهمية متزايداً لهذا المجال ولو أن الكثيرين ربما لا يدركون تماماً ما هو.
اقرا المزيد:هاتف Galaxy Z Flip 3 بين الموضة والأداء الرائد
في هذا الموضوع سنحيط بالأساسيات حول البرمجيات كخدمة، بداية من تعريفها وأنواعها، وحتى ميزاتها وعيوبها. وسنتناول سبب الانتشار المتزايد لهذه التقنية في مجال العمل وبالأخص في الشركات الكبرى حيث باتت أساسية.
ما هي البرمجيات كخدمة أصلاً؟
البرمجيات كخدمة (Software as a Service) هي طريقة توزيع للبرامج عبر الإنترنت بطريقة لا تحتاج للتثبيت على الحواسيب حتى. حيث تكون البرمجية قابلة للوصول إليها عبر الويب أو تطبيق وسيط مثلاً. حيث لا يحتاج المستخدمون لتحميل وتثبيت البرمجية لاستخدامها، كما يتم تحديث البرمجية بشكل مستمر ودائم بدلاً من الحاجة لتوزيع التحديثات إلى المستخدمين.
عادة ما يتم الوصول إلى هذا النوع من البرمجيات عبر الإنترنت أو شبكات مخصصة في بعض الحالات. لكن الأساس هو أن البرمجيات لا تعمل على حواسيب المستخدمين بل في خوادم مخصصة، فيما تلعب حواسيب المستخدمين دور أداة تحكم بالدرجة الأولى.
حتى ولو لم تكن تعرف ما هي البرمجيات كخدمة، فالأرجح أنك استخدمتها بشكل أو بآخر. حيث أن منصات التعاون مثل Teams وGoogle Workspace تقع ضمن مظلة هذه البرمجيات. وكذلك هو الأمر بالنسبة للعديد من خدمات المحاسبة والتواصل بين الموظفين وتنسيق المهام. وكما هو واضح تعتبر هذه البرمجيات جزءاً مشمولاً ضمن المفهوم العام للحوسبة السحابية.
ما هي أنواع البرمجيات كخدمة؟
تقسم البرمجيات كخدمة إلى نوعين أساسيين في الواقع، ويعتمد الأمر هنا على نوع الفئة المستهدفة والخدمات المقدمة لها:
- التوزيع الرأسي: يتضمن تقديم منصة برمجية للحلول اللازمة لنوع محدد من الصناعات أو المجالات وتغطية الحاجات المختلفة لهذا النوع. حيث هناك برمجيات موجهة لشركات الخدمات المالية أو الشركات القانونية أو سواها.
- التوزيع الأفقي: يتضمن تقديم المنصة لحلول لنوع محدد من الحاجات مثل التواصل أو المحاسبة أو إدارة وتوزيع المهام. وهنا يتم توزيع البرمجيات إلى مختلف الصناعات والمجالات لكنها تفيد لجزء فقط من حاجات الزبائن المستهدفين.
ما هي الميزات الأساسية لاستخدام البرمجيات كخدمة؟
- تقليل المشاكل الناتجة عن توافقية العتاد والمشاكل الحاسوبية المختلفة، حيث يجري كل شيء سحابياً وعبر متصفح ويب من حيث المبدأ.
- تخفيض تكاليف قسم تقنية المعلومات نتيجة إلغاء الحاجة لتطوير برمجيات داخلية أو حل مشاكل التوافقية المعتادة.
- جمع البيانات بشكل أكثر فعالية وتحليلها بشكل مركزي بدلاً من جمعها من مختلف الأفراد والأقسام.
- مرونة أكبر من حيث نوع الأجهزة القابلة للاستخدام معها وسهولة تضمين أمور مثل العمل البعيد ومن المنزل.
ما هي عيوب هذه التقنية؟
- التحديثات تتم بشكل تلقائي ومن جهة الخادم، مما يزيل قدرة المستخدم على البقاء مع نسخة أقدم وربما أنسب أو أكثر استقراراً من البرمجية.
- الدفع مستمر وعلى شكل اشتراك دوري بدلاً من شراء البرمجية مرة واحدة ومن ثم استخدامها طوال الوقت.
- اتصال الإنترنت أساسي ولا يمكن العمل دونه مما يصعب العمل في الظروف الخاصة وعندما يكون هناك مشاكل في الاتصالات.
- بيانات الشركة تبقى لدى مزودي البرمجيات من حيث المبدأ. مما يعني أن فرق الحماية لا تستطيع الإفادة هنا طالما أن الاعتماد هو على أمان المنصة نفسها.
لماذا تنتقل الشركات نحو البرمجيات كخدمة مؤخراً؟
لطالما عانت العديد من الشركات من مشاكل التحديثات والتعامل معها بالشكل الصحيح. حيث لا يمكن الاعتماد على قيام الموظفين بتثبيت التحديثات بأنفسهم، وعادة ما يحتاج الأمر لإشراف من مسؤولي الشبكة وقسم تكنولوجيا المعلومات في الشركة. لكن بالمقابل توفر البرمجيات كخدمة خياراً أسهل مع تحديثات تثبت تلقائياً من جهة مزود الخدمة.
بالإضافة لذلك عادة ما تكون خيارات البرمجيات كخدمة مصممة للتعامل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل أفضل. حيث أنها توفر على هذه الشركات المال اللازم عادة لبناء تطبيقات مخصصة ومنصات داخلية أو على الأقل تنفيذ الصيانة. وبشكل تدريجي بات العرف هو استخدام البرمجيات كخدمة بدلاً من تخصيص الكثير من الموارد للخيارات البديلة.
على الرغم من وجود بعض العيوب الحقيقية في استخدام البرمجيات كخدمة، فهي لا تزال تغييراً إيجابياً بالمجمل. ووفق الإحصاءات ترى معظم الشركات والمنظمات أنها ستزيد من اعتمادها على هذا النوع من البرمجيات في المستقبل.
اقرا المزيد:سماعة AirPods 3 لا تزال قيد التطوير والإنتاج قريبا