المراجعات المزيفة للمنتجات في كل مكان على الإنترنت، فكيف تتجنبها؟ منذ بداية الإنترنت، رأي الكثيرون المستقبل الهائل الممكن لهذه التقنية في تسهيل التجارة وتحويلها بشكل جذري سواء للمنتجات أو الخدمات. لكن التجارة عبر الإنترنت لم تلاقي مصير التجارة عبر الهاتف أو حتى التلفزيون، بل باتت عملاقاً مستقلاً بحد ذاتها. لكن ومع كل النجاح والانتشار الهائل للتجارة الإلكترونية اليوم، فهي لا تزال تعاني من مشكلة أساسية: الثقة. حيث أن الثقة بأن ما تشاهده هو ما سيصلك، وبأنه جيد كما الادعاء ليست متاحة دائماً.
اقرا المزيد:كيفية تتبع نومك باستخدام Apple Watch
يقدر اليوم أن حجم السلع المباعة رقمياً كل عام يتجاوز عتبة 4 ترليون دولار أمريكي. ومع هذا الرقم الهائل من المنطقي أن العديد من المستخدمين قد وجدوا طريقة لحل أو على الأقل التعامل مع أزمة الثقة. وهذا الحل هو المراجعات (Reviews) الخاصة بالمنتجات والخدمات، وبالطبع تلك ذات التصنيف الأعلى تباع أكثر. لكن وكما أي شيء آخر وجد المحتالون العديد من الطرق المتنوعة للاحتيال على المراجعات.
اليوم هناك عدد هائل من المراجعات المزيفة سواء كانت مجرد تقييمات عالية مع كلمات بسيطة، أو حتى مراجعات تخوض بالتفاصيل. والأمر يزداد سوءاً مع اكتشاف المحتالين طرقاً أحدث وأكثر إبداعاً للخداع. لذا وفي هذا الموضوع سنتناول أفضل الطرق التي تساعدك على تمييز المراجعات المزيفة وتجنبها. وبالطبع الأمل هو تجنب صرف المال على منتجات سيئة وإثراء المحتالين بفعل ذلك.
تجنب المراجعات الموجودة على مواقع البائعين\المصنعين
هذا الأمر لا يتضمن المتاجر العالمية الكبرى مثل Amazon وسواها، بل نتحدث عن البائعين عبر مواقعهم المستقلة تماماً. حيث تقوم العديد من الشركات بالبيع من مواقعها وتضع العديد من المراجعات والتعليقات على المنتجات. لكن المشكلة هي أن نسبة كبيرة من هذه الشركات لا تلتزم بالشفافية حقاً، وعادة ما تعدل أو تضيف مراجعات جديدة حسب ما تحتاجه. حيث أن المواقع لديها سلطة كاملة على المحتوى المنشور ضمنها، وإضافة عشرة أو مئة أو حتى ألف مراجعة مزيفة ممكن بسهولة.
بالمحصلة: التقييمات الموجودة على موقع البائع غير موثوقة لأن التلاعب بها سهل بشدة. لذا وفي حال كان ذلك ممكناً ابحث عن المنتجات على متاجر أخرى أو منصات تجارة مثل أمازون. حيث أن المراجعات على منصات لا تتبع للبائع عادة ما تكون أكثر موثوقية ويتطلب تزييفها جهداً أكبر.
تحقق من كون المراجعات المقدمة من مشترين مؤكدين
لعل واحدة من أفضل ميزات المراجعات على موقع أمازون هي كونها تذكر كون صاحب المراجعة قد اشترى المنتج أم لا. حيث يصبح تزييف المراجعات سهلاً جداً دون الحاجة لتأكيد الشراء. لكن بالنظر إلى المشترين المؤكدين فقط يمكن تشكيل فكرة أفضل من آراء أشخاص حصلوا على المنتج حقاً ولم يقوموا بتقييمه بطلب من البائع مثلاً.
المراجعات القصيرة غير موثوقة
عندما يقوم البائعون بشراء المراجعات المزيفة لمنتجاتهم، عادة ما يقومون بالأمر بالجملة (بالمئات أو حتى الآلاف). وبالنتيجة عادة ما يكون من الصعب على مزوري المراجعات تقديم مراجعة مفصلة وواضحة وغير مكررة للمنتج لعدد كبير من المرات. وبالنتيجة يتم تقديم العديد من المراجعات المختصرة بشدة مثل الاكتفاء بكلمات “جيد،” “ممتاز،” “سعره مناسب،” إلخ. لذا لا تثق بهذا النوع من المراجعات لأن احتمال كونها مشتراة وليست حقيقية ممكن جداً.
انتبه إلى توقيت المراجعات الإيجابية
عندما يقوم البائعون بشراء مراجعات مزيفة لمنتجاتهم، فهم عادة ما يستقبلونها خلال إطار زمني محدد نادراً ما يتجاوز شهراً واحداً. لذا وفي حال كانت المراجعات الإيجابية متركزة ضمن حيز زمني ضيق مثل شهر أو أسبوع واحد، فاحتمال زيفها راجح بشدة. بالطبع من المهم ملاحظة أن المراجعات قد تكون متركزة (إيجابية وسلبية) في وقت معين نتيجة اهتمام مفاجئ للزبائن. لذا من المفيد النظر إلى المراجعات وإن كانت فترة تركز المراجعات الإيجابية تتضمن قفزة مشابهة للسلبية أم أن الفترة تضمن مراجعات إيجابية فقط.
المراجعات المتوسطة هي الصديق الأفضل لك
بطبيعة حال يبحث البائعون الساعون للاحتيال إلى الحصول على أعلى تقييم ممكن، لذا يطلبون تقييم 5 نجوم مع تجنب ذكر العيوب الموجودة. لذا وفي حال كان لديك أي شك بكون المراجعات الإيجابية مزيفة اتجه نحو تلك المتوسطة من نجمتين حتى أربعة. حيث من المرجح أن تحصل على تقييم أكثر توازناً للمنتج أو الخدمة هناك مع ذكر لما هو جيد وسيء معاً. وبالطبع تعد هذه النصيحة مفيدة حتى في حال عدم الشك بالتزوير، فقراءة المراجعات السلبية والمتوسطة مهم جداً قبل الشراء.
الجواب-للأسف-هو لا أبداً. حيث أن المراجعات المزيفة ستكون موجودة ومن الممكن أن تخدعك حتى مع كل الاحتراس والتحوط. وفي الفترة الأخيرة ظهرت عدة قضايا مثيرة للاهتمام تتضمن تزييفاً متقدماً وغير معتاد للمراجعات على متجر أمازون. حيث تبين أن عدة شركات تقوم بتقديم حافز مالي على شكل حسم أو حتى استعادة سعر المنتج للمشترين الذين يكتبون مراجعات إيجابية ويتركون تقييماً عالياً للمنتج.
بالطبع يعد التحفيز على المراجعات الإيجابية مقابل عائد مادي أو معنوي مخالفاً لقواعد معظم المنصات، كما أنه غير قانوني في معظم البلدان. لكن وبالنظر إلى صعوبة إثبات واكتشاف حالات المراجعات المزيفة بهذه الطريقة فهي مستمرة دون توقف للأسف. وحتى مع حالات اكتشاف وحظر كل حين، فالمراجعات لن تصبح يوماً معياراً مثالياً للتأكد، ولو أنها أفضل ما نمتلكه اليوم.
اقرا المزيد:أهم تحديثات فورتنايت الموسم السابع