ما الذي يحدّد نجاح تطبيقات الهواتف الذكية؟ في عصر تتقدّم فيه عجلة التطور ازداد اعتماد الإنسان على هاتفه المحمول أكثر ممّا مضى، حيث يقضي معظم المستخدمين أوقاتهم يتنقّلون من تطبيق إلى آخر يتبادلون المعلومات ويبحثون عن حلول للمشاكل التي يمكن أن تواجههم، ومع ازدياد شعبية تطبيقات الهواتف المحمولة نجد أن التوجّه السائد اليوم هو تصميم تطبيقات الهواتف وتطويرها وفق خطط أو أنماط معيّنة تخدم أكبر قدر من المستخدمين.
اقرا المزيد:طريقة تغيير الصوت في تيك توك
ولكن لا تحظَ جميع تطبيقات الهواتف بالقبول لدى المستخدمين، فهناك تطبيقات منسية في المتاجر لا يكترث المستخدم لأمرها ولا يهتم لوجودها، بينما هناك تطبيقات أخرى يبحث عنها المستخدمون بشكل محدّد، فما السر في ذلك؟
ما هو تصميم وتطوير تطبيقات الهواتف الذكية؟
بشكل مبسّط يتمحور مفهوم تصميم تطبيق حول تحويل فكرة ما إلى واقع، الهدف من هذه الفكرة هو تقديم حل فوري لمشكلة تواجهنا أينما كنّا، وذلك عن طريق واجهة مستخدم تفاعلية وجذابة مزوّدة بخيارات مختلفة بناءً على المشكلة التي يحاول التطبيق حلّها، بينما التطوير هو أن ترفع من كفاءة تصميمك وذلك بتحسين أدائه وتعديل ميّزاته وابتكار طرق جديدة تقدم حلولاً ناجعة حتى يبقى التطبيق قريباً من المستخدم ويلامس احتياجاته لأطول فترة ممكنة.
عوامل نجاح تطبيقات الهواتف
تشترك تطبيقات الهواتف الرائدة بملامح رئيسية تقتضي أن يكون التطبيق مختلفاً ليس في شكله وخياراته وواجهته التفاعلية فحسب وإنما في الوظائف والخدمات التي يقدمها، فإن كنت تعمل على بناء تطبيق وتطويره نقدم لك فيما يلي شرحاً مبسّطاً لأبرز عوامل نجاح تطبيقات الهواتف.
بساطة التطبيق وسهولة استخدامه
نميل نحن البشر إلى الأشياء البسيطة التي توفّر لنا الراحة، وهذا الأمر ينطبق على تطبيقات الهاتف المحمول، فلا شك أن التطبيقات سهلة الاستخدام تحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين، قدّم للمستخدم تطبيقاً سلساً بعيداً عن التعقيد تكون خياراته مرتبة ومدروسة بعناية وذكاء وواجهته بسيطة سهلة الاستخدام، حتى يبقى المستخدم وفياً للتطبيق وتضمن ألّا يستبدله بتطبيق آخر يقدم نفس الخدمة.
المحتوى هو الملك
إن المحتوى القيّم هو ما يقدم حلّاً للمشكلة التي يواجهها المستخدم أيّاً كان نوعها، حتى وإن كانت مشكلته الملل! ألا تذكر كم مرة لجأت إلى لعبة في هاتفك المحمول مثل Candy Crush وغيرها أثناء تنقّلك في وسائل المواصلات من مكان لآخر فكانت منفذاً لك للهرب من الملل، قد يكون محتوى التطبيق خدمياً وربما ترفيهياً ولكي تدفع المستخدم إلى تنزيل تطبيقك على هاتفه وأن تمنحه شعوراً بالرضا في كل مرة يستخدمه، فمهمتك هي أن تقدّم له حلولاً تقنية لمشكلة تواجهه بطريقة ذكية وفورية أيّاً يكن موقعه الجغرافي، وتذكّر دوماً أن ما يقدمه التطبيق من قيمة ومحتوى هو ما يدفع المستخدم للبحث عنه.
سهولة تحميل التطبيق
حتى لا يكون الفشل حليفاً لتطبيقك تذكّر أن الإنسان خُلِقَ عجولاً وأن قلة الصبر هي من طبع البشر، فاحرص ألا يستغرق تطبيقك زمناً طويلاً لتحميله وأن يكون خفيفاً قدر الإمكان حتى لا يشعر المستخدم بعدم الرضا ويبدأ بالبحث عن تطبيق آخر! مع العلم بأنّ الوقت القياسي لتحميل أي تطبيق يتراوح ما بين 15 – 18 ثانية في معظم البلدان.
جودة الأداء
تخيل أنك في مكان ما وتحتاج أن تتخذ إجراءً عاجلاً فتفتح تطبيق ما في هاتفك المحمول ويستغرق أطول من اللازم، أليس أمراً مزعجاً! بشكل عام يبتعد الجميع عن التطبيقات ذات الأداء البطيء، لذا حتى يبرز تطبيقك في سوق تطبيقات الهواتف الذكية قدّم تطبيقاً يمتاز بجودة أدائه وسرعة تنفيذه للأوامر، ولا يستغرق تحميل واجهاته والتبديل بين عملياته زمناً طويلاً، وضع في حسبانك أن التطبيقات الأفضل أداءً هي الأكثر نجاحاً.
اقرا المزيد:فرنسا تغرم جوجل 593 مليون دولار بعد فشل التفاوض مع ناشري الأخبار
الخصوصية والأمان
نحتفظ على أجهزتنا المحمولة بمعلومات وبيانات لا يستهان بأهميتها كالمعلومات المصرفية والبيانات الشخصية ومفاتيح الوصول وحتى المدفوعات، ومن المعلوم أن التطبيق غير المحمي هو تهديد حقيقي للنظام بأكمله فمع توالي حوادث الاختراق للأجهزة بات أمن وخصوصية المستخدم من أكثر الأشياء المثيرة للقلق، وحتى يثق المستخدمون بتطبيقك قدّم لهم تطبيقاً آمناً يوفّر ما يكفي من تدابير الأمان.
العمل دون اتصال
يحدث أحياناً أن نكون في أماكن يصعب فيها الاتصال بالإنترنت (بيانات أو WiFi) لذا يفضّل معظم المستخدمين التطبيقات التي تحتوي على ميّزات تعمل دون اتصال، فحتى تنال رضا المستخدمين قدّم لهم تطبيقاً يعمل في حالة انقطاع الاتصال بالإنترنت.
مرونة التطبيق
تتعدّد وتتنوّع أجهزة المستخدمين ولعل أهم عوامل نجاح تطبيقات الهواتف واستمرارية استخدامها هو القدرة على التكيّف والعمل على كل الأجهزة على اختلاف أنظمة عملها وحتى تلك الأجهزة القابلة للارتداء، فالتطبيقات الفعّالة والناجحة تعمل كما هو متوقع منها بغض النظر عن نوع الجهاز الذي يتم تشغيلها عليه.
دعم العملاء وخدمات الصيانة
إنّ الوصول إلى المستخدم ومعرفة شكواه واحتياجاته يعني وجود نظام دعم عملاء فعّال للغاية، فلا ينبغي أن يفتقر تطبيقك إلى هذه الخدمة، وعلى هذا النظام أن يعمل بحرفية ليعالج المشاكل التي تعيق المستخدم وتحول دون استفادته من استخدام التطبيق، حيث يفتقد المستخدمون في بعض الأحيان للمعرفة التقنية، لذا جنّبهم ارتكاب الأخطاء المحتملة بعدة طرق مساعدة، وقدّم في تطبيقك مفتاح خروج للطوارئ حتى يكون المستخدم قادراً على الرجوع للخلف بعد قيامه بأي إجراء خاطئ يتخذه، واحرص على تطوير تطبيقك وصيانته بشكل دوري مع إعلام المستخدمين بشكل مسبق عن الصيانة المخطّط لها لتمكينهم من استخدام تطبيقك بأعلى أداء.
التسويق
لكثرة ما يحيط بنا من معلومات ومنتجات أصبح من الصعب الآن أكثر من أي وقت مضى أن نجذب انتباه المستخدمين لتطبيقنا، ولهذا يلزمنا أن نحدّد أدوات تسويق مناسبة تروّج للحل الذي نقدّمه، وحتى تضمن استخداماً منتظماً لتطبيقك لا يكفي أن تسوّق له عند إطلاقه فقط، بل عليك أن تلتزم خطة أو حملة تسويقية فعّالة تمتد من مرحلة ما قبل الإطلاق حتى ما بعدها وأن تطور هذه الخطة حتى تتلاءم مع احتياجات المستخدمين بشكل دائم وأهدافك في كل مرحلة.
ففي يومنا هذا تغيّرت وسائل التسويق التقليدية وأصبح بإمكانك إطلاق حملتك التسويقية من خلال الإعلانات المدفوعة على Facebook وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى منصات تسويق أخرى متوفرة على الإنترنت. ومن المهم أن تتذكر أن تسوّق دائماً للقيمة والتجربة التي يقدّمها التطبيق للمستخدم وليس التطبيق نفسه.
خطوات عليك الالتزام بها منذ اليوم
بالتأكيد أنت تطمح أن يكون تطبيقك رائداً ومتفوقاً على التطبيقات المنافسة لكن الطريق إلى تحقيق هذا الطموح لن يخلو من بعض التحدّيات لذا نقدم خطوات لا بد من الالتزام بها قبل إطلاق تطبيقك في الأسواق حتى تضمن له الريادة.
حدّد الهدف والنتائج المرجوة
اسأل نفسك ما هو هدفك من التطبيق؟ هل هو خدمي أم تسويقي ربحي؟ ما الذي تتوقعه وترجوه من التطبيق؟ من المهم أن تكون لديك إجابات واضحة على هذه الأسئلة فهذه الخطوة مفصلية في بناء تطبيقك ويجب أن تكون جميع أفكارك واضحة منذ البداية.
حدّد الشريحة المستهدفة
إن نجاح تطبيقك يتوقّف على استخدام الشريحة المستهدفة للتطبيق، لذا عليك أن تعرف ميول واهتمامات المستخدمين وأن تفهم دوافعهم وسلوكياتهم معتمداً في ذلك على كل مصادر المعرفة المتاحة، قم بالاستطلاعات اللازمة واجمع بيانات ديموغرافية وجغرافية عن المستخدمين (كالجنس والعمر و البلد والموقع) سيساعدك هذا في تحديد الشريحة الأمثل لجمهورك المستهدف، ابدأ البحث عن مشكلات تواجه المستخدمين واختر المشكلة التي يمكنك حلها، واحرص أن تجعل كل مستخدم يشعر بأن التطبيق مُصَمّم له وأنه يخاطبه على وجه الخصوص باختيار ميزات وخدمات تلامس احتياجاته بدقة وعناية.
تحديد المنافسين
تضج المتاجر بمئات بل بآلاف التطبيقات، الأمر الذي يحتّم عليك أن تكون على دراية بالتطبيقات المنافسة لتطبيقك وأن تعرف مواصفاتها والخدمات التي تقدمها والميزات التي تفتقر إليها وأن تبحث عن نقاط الضعف والقوة فيها حتى تبني تطبيقاً قادراً على جذب العملاء ومنافسة باقي التطبيقات.
تجارب الأداء قبل أن إطلاق التطبيق
تساعدك تجارب الأداء قبل إطلاق تطبيقك على أن تتأكّد من جودته وتضمن رضا المستخدم عنه، فمن المهم أن تكتشف عيوب تطبيقك قبل أن تصل إلى المستخدم ويلاحظها هو ويقوم بعد ذلك بإلغاء تثبيت التطبيق، ويحدث هذا الأمر مع عدد كبير من المستخدمين ولا بد أنه حدث معك مرة واحدة على الأقل، حيث قمت بتحميل تطبيق وحين اكتشفت رداءة أدائه قمت بإلغاء تثبيته واستبدلته على الفور بتطبيق أفضل منه، ولا تنسَ اختبار أداء بطارية الهاتف أثناء تشغيل التطبيق لأن أبرز مشكلات الأداء التي يعاني منها المستخدم هي ارتفاع درجة حرارة الهاتف واستنزاف البطّارية أثناء استخدام التطبيق.
راقب المستخدمين بحذر
بعد أن قمت بالاستطلاعات وجمعت البيانات اللازمة وحدّدت الشريحة المستهدفة، الآن عليك أن تلتزم استراتيجية تسويقية ذكية تستهدف من خلالها هؤلاء المستخدمين وذلك باختيار السوق المناسب للتطبيق والترويج له عبر الدعايات والإعلانات المدفوعة، مع تحديد ميزانية كافية لهذه الاستراتيجية التسويقية بحيث تضمن أن يتواجد تطبيقك أينما تواجد المستخدمون.
أخيراً، ليس هناك خلطة سحرية لنجاح تطبيقك إنما استراتيجية ذكية تبدأ من فكرة التطبيق مروراً بتصميمه انتهاءً بتطويره، فعليك ألا تقلّل من أهمية هذه المراحل وأن تحسن التخطيط والتنفيذ في كل مرحلة منها.
اقرا المزيد:بـ90 يورو فقط.. مواصفات هاتف ويكو الجديد Y62