تعرف على صفقة استحواذ شركة والت ديزني على شركة فوكس ، أعلنت شركة والت ديزني، في الرابع عشر من عام 2017، استحواذها على شركة توينتي “فيرست سنتشري فوكس –
21st Century Fox”، مقابل 52.4 مليار دولار، في إحدى كُبريات صفقات الاستحواذ في تاريخ صناعة السينما، ولتصبح البرامج التي تسيطر عليها فوكس، بدءًا من “ذا سيمبسونز”، وحتى “رجال إكس – X-Men”، و”أربعة مذهلون – Fantastic Four”، و”ديدبول – Deadpool”، مشاركة لأفلام بيكسار، وحروب النجوم، وباقي عالم مارفل. وهي الصفقةُ التي من شأنها كذلك أن تُغيِر من مجال الترفيه، والبث تحديدًا.
إقرأ المزيد : تعرف على صفقة استحواذ شركة سناب شات على Bitstrips
في الوضع الراهن، تتوزع البرامج التي تديرها كُلًا من ديزني وفوكس، عبر مختلف خدمات البث
مثل أمازون ونتفليكس، وهولو. تمتلك ديزني حاليًا معظم أسهم هولو بفضل استحواذها على نسبة فوكس البالغة 30%، علاوةً على أسهمها الخاصة بفضل امتلاكها لمجموعة “ABC”.
لن يتغير ذلك على الفور، فهناك العديد من العقود والاتفاقات القائمة التي يجب تنفيذها، والتي قد تمتد لسنواتٍ قادمة. لن تؤثر الصفقة كذلك على شبكات فوكس التليفزيونية، إذ يجدر الإشارة إلى أن الشركات الصانعة للمحتوى لا تبثه بنفسها دائمًا، فبوسع فوكس أن تصنع بعض البرامج
إلا أن ديزني تخطط لإطلاق خدمة البث الخاصة بها -والتي لا تحمل اسمًا حتى الآن- في 2019. وصرّحت الشركة بالفعل بأن أفلام مارفل، وحروب النجوم، الخاصة بها، ستُبَث عبر هذه الخدمة المستقبلية، بالإضافة إلى بعض المسلسلات الجديدة الأخرى التي تدور في نفس العوالم. كان ذلك لوحده من شأنهِ أن يُكسِب خدمة ديزني المرتقبة قوة وتميزًا لا يُقهر، أضف إلى ذلك ما ستستحوذ عليه من فوكس، وستجد نفسك أمام منافسةٍ غير مسبوقة
فكرْ في الأمر بهذه الطريقة: بامتلاك ديزني لكل برامجها الحالية -وهو عددٌ مهول من الأفلام والبرامج التليفزيونية بالفعل- بالإضافة إلى أفلام فوكس
وما تنتجه ستوديوهاتها، فإن هذا يعني حجمًا ضخمًا من المحتوى. أضِف إلى ذلك أيضًا ما أعلنت عنه ديزني من عزمها إطلاق خدمة البث باشتراكٍ شهري أقل بكثير من اشتراك نتفليكس.
ولنظرة أشمل للقوى الهائلة التي تكتسبها ديزني حاليًا، فإليك عينة مما ستحصل عليه ديزني باستحواذها على فوكس: عالم رجال إكس، بما يضمه من أفلام ديدبول، وولفرين، والأفرع الناجحة مثل أفاتار، و”كوكب القرود – Planet of the Apes”، و”ألين – Alien”، و”داي هارد – Die Hard”، بالإضافة إلى الأفلام الأكثر عائليةً مثل “عصر الجليد – Ice Age”، و”ألفين والسناجب – Alvin & The Chipmunks”، وهناك أيضًا برامج قنوات ناشيونال جيوغرافيك بأكملها، إضافةً إلى بعض المسلسلات التليفزيونية مثل “العائلة الحديثة – Modern Family”، و”قصة رعب أمريكية – American Horror Story”، و”فيلاديلفيا دائمًا مشمسة – It’s Always Sunny in Philadelphia”.
إقرأ المزيد : تعرف على صفقة استحواذ جوجل على آد موب
ولا تقتصر هذه الصفقة على الآثار الإيجابية الواقعة على ديزني، بل تمتد كذلك لتشمل سحب البساط من تحت أقدام المنافسين
الذين يعتمدون على محتوى ديزني وفوكس، لإكمال برامج البث خاصتهم. وفي حين لجأت كُلٌ من نتفليكس، وأمازون، وهولو، وغيرها، في الأعوام الأخيرة إلى إنتاج المحتوى الأصلي، تفاديًا لهذه المشكلة بالذات، فإن خسارة البرامج المميزة القادمة من الاستوديوهات الضخمة، من شأنهِ أن يضع مزيدًا من الضغط على مختلف خدمات البث، فنتفليكس لم تتفوق على القنوات التليفزيونية فقط بامتلاكها مسلسل “ليليهامر – Lilyhammer”. والأهم هو أن ذلك يوضح مستقبل تجزئةِ البث، وهو مستقبلٌ لا يضم محطة واحدة يمكن الحصول على كل شيء عبرها.
يقول دان رايبورن، محلل البث البث الإعلامي لدى فروست آند سوليفان: “يدرك صناع المحتوى حاليًا أنه بوسعهم الوصول إلى المستهلكين مباشرةً دون الحاجة إلى خدمة أو بث مُجمع. هل سيكون ذلك منافسًا لنتفليكس أو أمازون؟ بمرور الوقت، نعم سيصبح كذلك”.
وذلك القول يعكس الحقيقة بالفعل، إذ إن الأعوام الأخيرة شهدت تقديم العديد من الشركات الإعلامية عروضًا مباشرة للمستهلكين، مثل إمكانية المشاهدة المستمرة لشوتايم، و”CBS”. في هذا المناخ، يزداد الضغط الواقع على نتفليكس وأمازون وأشباهها لمواكبةِ المنافسين، وتوسيع محتواها الأصل
ويضيف رايبورن أنّ لحاق أي عروض مباشرة للمستهلكين بركب خدمات البث التليفزيونية الحالي، “سيستغرق بعض الوقت”، مُحذرًا من أنه على الرغم من امتلاك خدمة بث واحدة لكل أفلام وبرامح ديزني وفوكس، إلا أنها ستصبح جزءًا آخر من السوق الحالي سريع التشظي والذي يزيد من إزعاج المستهلكين. “نريد خياراتٍ متعددة، إلا أن الجانب السلبي لذلك هو شدة التشظي الذي تصيب السوق. ليس هناك خدمةٌ مجمعة لكل شيء، ولن يكون هناك شيئًا كذلك في الواقع”، يقول رايبون.
وربما هذا هو الواقع بالفعل، إذ تمتلك كل من خدمات البث المميزة الحالية برامجها الناجحة والتي لا يمكن أن تختفي دون الاشتياق إليها، ولن يتخلى المشاهدون عنها فقط لوجود خدمة جديدة بعرضٍ متميز على الأرجح. إلا أن الصفقة الأخيرة مازالت تشير إلى تغييراتٍ ضخمة في مستقبل خدمات البث. وعلى الرغم من أن الحلبة مازالت تحت سيطرة نتفليكس وأمازون، إلا أن هناك زائر جديد قد يغير من مستقبل كل شيء.
إقرأ المزيد : تعرف على صفقة استحواذ جوجل على Postini