رغم ترويجها من المشاهير، إحذر شراء هذه العملة الرقمية الاحتيالية
رغم ترويجها من المشاهير، إحذر شراء هذه العملة الرقمية الاحتيالية في السنوات الماضية تحولت العملات الرقمية من مجال محدود بخبراء الحوسبة والإنترنت ومجال ضيق إلى مجال عام مفتوح للجميع. حيث باتت أخبار العملات الرقمية تظهر على القنوات التلفزيونية في الأخبار الاقتصادية، وباتت موجودة في أذهان الكثير من العامة. لكن هذا الأمر قد تسبب بمشكلة حقيقية وكبيرة: هناك العديد من غير الخبراء ممن يسمعون أخبار العملات الرقمية ويريدون الدخول إلى مجالها بشدة. والمشكلة هنا هي أن سوق العملات الرقمية غير منظم أبداً، والاحتيال منتشر بشكل هائل ضمنه.
اقرا المزيد:هل يؤثر شحن الهاتف ليلًا في عمر البطارية على المدى الطويل؟
الآن يبدو أننا على موعد مع عملة احتيالية جديدة تحمل اسم Ethereum Max، لكنها ليست كالعملات الاحتيالية الأخرى. بل أن العملة قد حصلت على بعض الترويج من المشاهير وعلى رأسهم نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان. حيث نشرت الشخصية المثيرة للجدل قصة على حسابها الذي يتابعه 210 مليون شخص:
يترجم نص القصة المنشورة إلى حساب كارداشيان إلى التالي:
هل أنتم مهتمون بالكريبتو؟؟؟؟
هذه ليست نصيحة اقتصادية، بل مشاركة لما أخبرني به أصدقائي عن عملة إيثيريوم ماكس!
قبل بضع دقائق أحرقت عملة إيثيريوم ماكس 400 تريليون عملة- حرفياً 50% من محفظة الإدارة الخاصة بهم كمنحة لكامل مجتمع إي-ماكس.
وتحت المنشور يمكن ملاحظة أنه ترويجي بوضوح وحتى أنه يتضمن علامة #AD لتأكيد ذلك. وبالنظر إلى كون الحساب الناشر هو واحد من الأكبر على إنستجرام مع أكثر من 200 مليون متابع، فهذه قد تكون أكبر حدث ترويج فردي في تاريخ العملات الرقمية. لكن قائمة الترويج لا تتوقف هنا في الواقع.
حملات ترويجية مثيرة للشكوك
استخدام حساب شخصية مثل كيم كارداشيان لترويج منتج تقني\مالي هو واحد من أكثر الأمور المضللة دون شك. حيث أن متابعي النجمة التلفزيونية ليسوا معروفين بخبرتهم المالية والاقتصادية عادة. لكن هذه الحملة أهون في الواقع من الحملات الترويجية السابقة المثيرة للشك بشدة. حيث كان هناك حملتان ترويجيتان أساسيتان، وكل منهما تمتلك تشكيلتها الخاصة من المشاكل.
كانت الحملة الأولى متعلقة بعدة نوادي ليلية في ولاية فلوريدا الأمريكية. حيث تم ادعاء أن العملة الرقمية ستكون الوسيط الوحيد من هذا النوع للاستخدام في هذه النوادي وستكون مدعومة كما المال التقليدي. لكن وعلى الرغم من نشر إدارة العملة عن التعاون، فهو لم يتحول إلى واقع وسرعان ما تهربت الشركة المشغلة للنوادي من الأمر. حيث نشرت بأن استخدام إيثيريوم ماكس قد تم تعليقه لأسباب تقنية دون خط زمني واضح لتحويل الدعم إلى واقع.
الحملة الثانية متعلقة بمباراة الملاكمة الأخيرة التي جمعت بطل الملاكمة الشهير فلويد مايويذر مع شخصية يوتيوب المثيرة للجدل لوجان بول. وهنا ادعت إيثيريوم ماكس أنها العملة الرقمية المتاحة لشراء التذاكر لمباراة الملاكمة التي شغلت الإنترنت لبعض الوقت. لكن لاحقاً تبين أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول الامر.
ما علاقة إيثيريوم ماكس بعملة إيثيريوم؟
يوحي اسم إيثيريوم ماكس بأنها عملة مشتقة أو مرتبطة بعملة إيثيريوم الشهيرة، وحتى أن غير الخبراء قد يخلطون العملتين معاً. لكن الواقع هو أن هذه العملة ليست مشتقة من إيثيريوم ولا ترتبط بها أبداً، وبالطبع فهي ليست إيثيريوم نفسها. بل من الواضح أنها تحمل الاسم للحصول على الترويج الإضافي وربما لخداع غير الخبراء باستخدام اسم عملة شهيرة ومعروفة.
من حيث المبدأ لا تمتلك العملة الكثير من الوثائق المتعلقة بالتقنية التي تستخدمها، بل أنها لا تمتلك تقنية ثورية أو جديدة أصلاً. بل أنها مصنعة مع الحد الأدنى من البرمجة بالاعتماد على منصة تسمح بصنع العملات الرقمية بسهولة لبعض الاستخدامات المخصصة. وبالنتيجة يبدو أن الأساس الوحيد للعملة هو التسويق فحسب، وتركيز الفريق هو نشر العملة وزيادة شهرتها ولو أنها دون أي فائدة.
لماذا تبدو العملة أشبه باحتيال من كونها عملة حقيقية؟
العوامل المتعلقة بالناحية الاحتيالية للعملة عديدة ومتنوعة بشكل لا يمكن إنكاره في الواقع. ومع أن الجزم بكونها احتيالية 100% غير ممكن بعد، فمن الممكن صنع تخمين مدعوم بالدليل بأنها كذلك. حيث أن هناك عوامل واضحة للأمر مثل:
- التسمية التي تحاول الاستفادة من شهرة عملة إيثيريوم وسمعتها الكبيرة كثاني أكبر عملة رقمية في العالم.
- الترويج الذي يستهدف العامة وبالأخص قليلي الخبرة في مجال العملات الرقمية والعالم المالي.
- عدم وجود أي تقنية جديدة أو مفيدة تبرر وجود العملة أصلاً بل اعتماد ما يشبه قالباً مسبقاً لإصداره.
- تأجيل مشروع التعاون المزعوم مع النوادي الليلية دون أي مخطط واضح لتسييره حقاً.
- منصة بيع بطاقات مباراة الملاكمة كانت مضللة وادعاء كونها عملة مدعومة مزيف تماماً. حيث تمت العملية بإنشاء موقع وسيط يستقبل العملة من المستخدمين ويحولها إلى دولارات ليشتري بها البطاقات ويقدمها. أي أنه كان مجرد سمسرة فحسب دون أي تعاون أو دعم رسمي من أي نوع.
بإضافة كل هذه العوامل معاً إلى كون العملة لا تزال حديثة العهد بشكل استثنائي، حيث عمرها حوالي شهر من الزمن فحسب، نحصل على استنتاج واضح بأن هناك شيئاً خاطئاً بشدة في الأمر. ومع أن وجود الاحتيال ليس مؤكداً (بعد) فهو مرجح بشدة ومن الحكيم الحذر من الأمر.