لماذا انطفأت رغبة المستخدمين بالحصول على صلاحيات الروت؟
لماذا انطفأت رغبة المستخدمين بالحصول على صلاحيات الروت؟ لفترة طويلة من الزمن كان الحصول على صلاحيّات الروت (Root) على هواتف أندرويد أمراً أساسياً لكل من يحبّ التعديل على هاتفه وتخصيصه كما يريد، فعلى الرغم من خيارات التخصيص الكثيرة التي كان يتيحها نظام أندرويد مقارنة بمنافسه الرئيسي iOS، إلّا أنّها كانت تعد لا شيء بالمقارنة مع ما كان من الممكن فعله عند عمل روت للهاتف مثل حذف تطبيقات النظام وكسر سرعة المعالج لتحسين الأداء أو تخفيضها للحفاظ على عمر البطارية وغيرها الكثير.
اقرا المزيد:سلاك تصلح واحدة من أكثر ميزاتها إزعاجًا
منذ عدّة سنوات وبعدما وصل نظام أندرويد إلى مرحلة الاستقرار بدأت جوجل بالتركيز على إضافة ميزات جديدة والاهتمام بتصميم الواجهة بشكل أكبر، بالإضافة إلى توجّه شركات تصنيع الهواتف الذكيّة للاعتناء بواجهاتها الخاصّة أكثر من السابق، حيث ساهم ذلك في جعل صلاحيّات الروت أمراً أقلّ أهميّة وفعاليّة عمّا كانت عليه في السابق. في هذا المقال سنتناول الأسباب التي أدّت إلى انخفاض شعبيّة الروت بالإضافة إلى استعراض بعض الميزات التي ما زال يوفّرها حتى الآن.
لماذا لم يعد الحصول على صلاحيّات الروت مهماً الآن؟
تطوّر النظام وازدياد استقراره
في السابق كان نظام أندرويد يعاني من عدم استقراره وتوافقه مع الهواتف والتطبيقات المختلفة، حيث كانت السيطرة على التطبيقات التي تستهلك موارد الهاتف أمراً مستحيلاً بدون عمل روت وتثبيت الأدوات اللازمة (مثل Greenify) للتحكّم بكل تطبيق ومنعه من البقاء قيد العمل حتى بعد إغلاقه. ولكن الآن أصبح النظام قادراً على تقييد التطبيقات التي تعمل في الخلفيّة بحيث لن تؤثّر على الأداء أو تستهلك من بطارية الهاتف كما كان الأمر مع إصدارات نظام أندرويد القديمة.
يجدر بالذكر أنّ هذه المشكلة مازالت موجودة حتى الآن ولكنّ أثرها السلبيّ قلّ بشكل كبير مقارنة بالسابق، حيث أنّ معظم المشاكل الحالية المرتبطة باستهلاك التطبيقات للطاقة سببها التطبيقات ذاتها وليس عدم قدرة النظام على التعامل معها بالشكل الصحيح.
معظم الميزات التي كانت تحتاج روت أصبحت متاحة بدونه
كانت ميزات الإصدارات الأوّليّة من نظام أندرويد محدودة لدرجة أنّ أخذ لقطة شاشة كان يحتاج لعمل روت!، حتى أنّ تطبيقات تصوير الشاشة فيديو بقيت لعدّة سنوات غير متاحة بدون روت أيضاً، ولكن الآن فإنّ كل إصدار أندرويد جديد يقوم بتضمين الكثير من الميزات التي كانت تحتاج روت لعملها، مثل تقسيم الشاشة والتحكّم بصلاحيّات التطبيقات أو تعطيلها بالكامل حتّى.
بالنسبة لخيارات تعديل الواجهة وتخصيصها فما زال نظام أندرويد الخام لا يتيح الكثير منها، ولكن تستطيع بكل بساطة استخدام برنامج لانشر وتحميل حزم أيقونات جديدة تتيح لك تغيير شكل الواجهة بالكامل، كما أنّ شركات تصنيع الهواتف الذكيّة وعلى رأسهم سامسونج وشاومي وهواوي أصبحت تعتني بإصداراتها الخاصة من النظام وتقوم بتضمين ميزات إضافيّة بشكل دائم.
صعوبة عمل روت للهواتف الحديثة
أصبحت عملية الحصول على صلاحيّات الروت تزداد صعوبة عاماً بعد عام، لدرجة أنّ بعض الهواتف قد تبقى لعدّة أشهر بعد إطلاقها قبل أنّ يتمكّن أحد المطوّرين من إيجاد ثغرة يمكن عمل الروت من خلالها، بينما في السابق كانت الأمور أسهل لدرجة أن بعض الهواتف كان يتم إيجاد طريقة لعمل روت لها حتى قبل طرحها في السوق بشكل واسع. الآن وحتّى في حال وجدت طريقة لعمل روت لهاتفك فإنّ العمليّة غالباً ما تكون معقّدة وغير مضمونة وقد تؤدي لحدوث مشاكل أثناء القيام بها.
تطوّر معالجات الهواتف
لفترة طويلة بقيت هواتف أندرويد تعاني من استهلاكها الكبير للطاقة بشكل دائم، وبالإضافة لكون النظام كان أحد تلك الأسباب فقد كانت المعالجات أيضاً تعاني من حرارتها المرتفعة وأدائها المنخفض وإدارتها السيّئة للطاقة، في السابق كان عمل الروت يتيح بعض الحلول مثل تقليل الجهد المطبّق على المعالج (Undervoltig) وتخفيض تردّده (Underclocking) لتقليل استهلاكه للطاقة وتجنّب ارتفاع حرارته، ولكن الآن بعد تطوّر معالجات الهواتف لم يعد لهذه الحلول تأثير كبير كما في السابق.
صعوبة تحديث النظام بعد عمل روت
بعيداً عن تحديثات النظام الرئيسيّة التي تجلب معها ميزات وخصائص جديدة فإنّ لتحديثات الأمان أهمّية أكبر في ضمان بقاء هاتفك محميّاً ضد أي برمجيّات خبيثة جديدة، ومع كون تلك التحديثات أصبحت تُرسل كل شهر فقد أصبح عمل الروت هنا يعد عائقاً حقيقياً، حيث أنّ الهاتف في معظم الأحيان لن يقبل تثبيت التحديث في حال امتلاكك لصلاحيّات الروت عليه.
بالطبع فإنّ إمكانيّة تثبيت التحديث بشكل يدوي عبر أدوات خاصة من الحاسوب ما تزال حلاً ممكناً، ولكن ذلك سيقوم بحذف جميع البيانات على الهاتف من ضمنها صلاحيّات الروت التي سيصبح الحصول عليها أصعب بعد كل تحديث جديد، وحتّى لو تمكّنت من القيام بذلك فإنّ إعادة هذه العمليّة كل شهر لا يعد فكرة جيّدة حيث أنّ تثبيت التحديث عبر الحاسوب بشكل دائم سيزيد من احتماليّة حدوث مشاكل أثناء العمليّة.
احتماليّة فقدان الضمان وتوقّف بعض التطبيقات عن العمل
يوجد عدّة تطبيقات من المحتمل ألّا تعمل على الهاتف بعد عمل روت له، مثل نتفليكس وسناب شات وبعض التطبيقات التي تستخدم المعاملات البنكيّة مثل Google Pay. بالإضافة إلى ذلك فإن عمل روت لهاتفك سيؤدّي إلى خسارة الضمان في معظم الأحيان، حيث يعتمد ذلك على العملّيّة التي قمت بعمل روت من خلالها مثل تثبيت ريكفري معدّل (Custom Recovery) أو فتح البوتلودر (Bootloader) مثلاً.
الأنظمة المعدّلة (الرومات المطبوخة) لم تعد ذات أهميّة كما كانت في السابق
تعتبر الرومات المطبوخة أحد أكبر وأهم أشكال التعديلات التي من الممكن تطبيقها على نظام أندرويد بعد عمل روت له، في السابق كانت تمتلك شعبيّة كبيرة بسبب احتوائها على كثير من الميزات بالإضافة لدعم الهواتف القديمة التي توقف دعمها. ولكن الآن فقد تراجعت شعبيّتها بشكل كبير بسبب تطوّر هواتف الفئة المتوسّطة ودعم معظمها لتحديثين رئيسيّين، بالإضافة للوقت الذي يحتاج لتطويرها ومتابعة حالتها من قبل المطوّرين الذين يعتمدون على تبرّعات المستخدمين فقط للربح منها.
معظم المستخدمين الآن أصبحوا يفضّلون الحصول على نظام مستقرّ يحصل على التحديثات الأمنيّة بشكل دوري ولا يعاني من أخطاء دائمة وهو ما أصبح يوفّره نظام أندرويد الرسمي منذ سنوات.
هل ما يزال هنالك أي فائدة حقيقيّة من الحصول على صلاحيّات الروت؟
بالنسبة للمستخدم العادي لا يوجد هنالك أي فائدة تستحق عمل الروت من أجلها في الحقيقة، حيث أنّ السلبيّات الحصول على صلاحيّات الروت أصبحت أكثر من الإيجابيّات الآن. بالطبع يوجد بعض الحالات التي قد يكون فيها الروت مفيداً للمستخدم العادي مثل تواجد هاتف قديم آخر قد ترغب في إنعاشه وإضافة أحدث الميزات إليه.
في حال كنت مطوّر تطبيقات أندرويد فإن تواجد صلاحيّات الروت على الهاتف التي تقوم بتجربة تطبيقاتك عليه قد يكون أمراً ضرورياً في بعض الأحيان، كما أنّ فنيي الصيانة قد يقومون بعمل روت للهواتف لغايات إصلاحيّة مثل إعادة كتابة رمز IMEI في حال فقدانه من الهاتف أو تثبيت حزم لغات إضافية وبعض الأمور الأخرى.
اقرا المزيد:جوجل كروم يساعدك في تغيير كلمات المرور المخترقة