هل إيقاف تشغيل الحاسوب يوفر الكهرباء؟ أم أن تأثيره هو عكس ذلك؟ عند التفكير بطرق تخفيض استهلاك الكهرباء، وبالأخص للشركات والأعمال، قد يبدو المنطقي هو فصل الأجهزة التي لا يتم استخدامها من التيار الكهربائي بغرض التوفير. لكن وبينما الأمر يبدو مثالياً للتطبيق على مختلف أنواع الأجهزة فالأمور لا تبقى نفسها بالنسبة لبعض الأجهزة مثل الحواسيب، وهناك في الواقع حجة قوية ضد إيقاف تشغيلها أصلاً.
اقرا المزيد:نيتفليكس تريد تسليط الضوء على محتواها عبر N-Plus
في هذا الموضوع سنستكشف الطريقة الأفضل لتوفير الكهرباء عندما تكون الحواسيب تبقى متروكة لساعات طويلة دون استخدام، كما هو الحال في المكاتب حيث تستخدم الحواسيب خلال أوقات الدوام الرسمي وتترك على حالها طوال ساعات الليل.
ما هي الخيارات المتاحة أصلاً للحواسيب؟
في الحواسيب اليوم هناك عدة أوضاع متاحة لتركها وبشكل أساسي هناك 3 خيارات هي:
إيقاف التشغيل
في هذا الوضع يتم فصل الحواسيب عن الكهرباء بشكل كامل وإنهاء تشغيله دون حفظ أية عمليات أو ملفات كانت موجودة قبل إيقاف التشغيل. الميزة الأساسية هي توفير الطاقة بالطبع، لكن العيب الأساسي هو الوقت الطويل اللازم للعودة لوضع العمل والذي يزداد مع وجود مهام وبرامج لازمة للعودة إلى الإنتاجية من جديد.
وضع السكون (النوم)
في هذا الوضع يتم إيقاف عمل جميع أجزاء الحاسوب من حيث المبدأ باستثناء جزء وحيد: ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) التي تبقى مزودة بالطاقة لأن فقدان الطاقة يعني أنها ستخسر محتواها ويفقد الوضع غايته الأساسية التي هي القدرة على العودة السريعة للعمل.
بالطبع فكون الوضع يستهلك الطاقة أثناء كون الحاسوب خارج العمل يعني أن الوضع ليس مثالياً حقاً من هذه الناحية، لكن هناك بالمقابل مكسب كبير من كون الحاسوب يعود للعمل كما كان دون فقدان التقدم أو إغلاق البرامج خلال ثوانٍ فقط.
وضع الإسبات
يشابه هذا الوضع وضع السكون من حيث كون محتوى ذاكرة الوصول العشوائي يبقى سليماً ويمكن إعادة الحاسوب للعمل كما كان تماماً خلال وقت قصير. لكن الفرق هنا هو أن وضع الإسبات لا يتضمن إبقاء ذاكرة الوصول العشوائي فعالة طوال الوقت حقاً بل يتم بدلاً من ذلك نسخ محتواها كما هو إلى القرص الصلب أو وحدة تخزين SSD بشكل مؤقت، وعند تشغيل الحاسوب من جديد يتم استعادة محتوى الذاكرة من مكان التخزين وإعادة الحاسوب إلى حالة العمل السابق.
هل إيقاف التشغيل موفر للطاقة أكثر من سواه؟
من حيث المبدأ يقوم إيقاف التشغيل بإلغاء أي استهلاك للطاقة خلال فترة الإيقاف، مما يعني أنه أوفر للطاقة مقارنة بوضع السكون في حال كان هذا هو مبدأ المقارنة الوحيد. لكن عندما يتم النظر إلى الحالة بشكل أوسع يظهر أن وضع الإسبات أفضل حتماً من إيقاف التشغيل لسبب بسيط: كل من الوضعين لا يتضمن أي صرف للطاقة أثناء تفعيله، لكن وضع الإسبات يعيد المستخدم إلى العمل بشكل أسرع بكثير من إيقاف التشغيل.
المشكلة الأساسية هي أن وضع الإسبات لم يعد متاحاً بشكل مباشر اليوم، حيث أن خيارات الطاقة عادة ما تكون 3 فقط: السكون، إيقاف التشغيل وإعادة التشغيل. حيث أن وضع الإسبات يأتي اليوم كخطوة تالية لوضع النوم ويتم تفعيله تلقائياً عندما يترك الحاسوب دون تشغيل لمدة محددة من الزمن.
مع كونه غير قابل للوصول بشكل مباشر، فوضع الإسبات سيستهلك بعض الطاقة دون شك خلال فترة وضع النوم، وهنا يصبح الأمر معتمداً على المقارنة: أيهما أكبر، الطاقة التي يستهلكها الحاسوب لتشغيل ذاكرة الوصول العشوائي فقط (كمية متناهية بالصغر عادة) أم تلك التي يستهلكها الحاسوب عند تشغيله من الصغر والتي عادة ما تعتمد على عدة عوامل أهمها البرامج التي يجب أن تعمل مع الحاسوب منذ البداية.
بالمتوسط، عادة ما تستهلك الحواسيب كمية طاقة أكبر عندما يتم تشغيلها من الصفر مقارنة بالطاقة المستهلكة خلال ساعتين أو ثلاثة من وضع السكون، كما أن هناك توفيراً كبيراً من حيث الإنتاجية أيضاً، حيث أن العودة إلى الحاسوب كما كان قبل تركه تماماً تجعل العودة للعمل أسهل من تشغيل الحاسوب وانتظار إقلاعه ومن ثم تشغيل تطبيقاته المختلفة وفتح الملفات التي يريدها المستخدم.
بالمجمل وفي معظم الحالات يكون استخدام مزيج وضع النوم والإسبات أفضل بوضوح من إيقاف تشغيل الحواسيب الدوري سواء من حيث استهلاك الطاقة أو الوقت اللازم للعودة إلى العمل والإنتاجية، ومع أن الكثيرين متمسكون بإيقاف التشغيل فالأمر ناتج عن الاعتياد فقط فهو ليس أوفر من حيث استهلاك الطاقة.
اقرا المزيد:تيك توك توسع تكاملها مع التطبيقات الخارجية