بمناسبة رحيلها أهم ميزات ظهرت في هواتف LG الذكية قبل البقية بعد عقدين من إصدار الهواتف المحبوبة للكثير من المستخدمين الأوفياء، أعلنت شركة LG الكورية الجنوبية ما كان يتوقعه الكثيرون: هواتف LG قد وصلت إلى نهايتها. لا مزيد من الهواتف وتلك الموجودة في السوق الآن ستحصل على بعض الدعم البرمجي دون توضيح مدى هذا الدعم.
اقرا المزيد:تاتا للاتصالات وبدالة إنترنت البحرين تتعاونان لتمكين الجيل الجديد من شبكة OTN في مملكة البحرين
هذا الخبر ليس مفاجئاً حقاً عند النظر إلى أرقام الشركة المستمرة بالتراجع، حيث كان قطاع الهواتف في الشركة يخسر المال باستمرار طوال السنوات الستة الماضية، وعلى الرغم من المحاولات المتكررة فقد استمرت الحصة السوقية وعدد الهواتف المباعة من الشركة بالتقلص عاماً بعد عام.
هناك الكثير من الأسباب التي يمكن تخمينها لنهاية رحلة LG في عالم الهواتف اليوم، لكن الأكيد هو أن انعدام الميزات الجديدة ليس منها. حيث أن الشركة كانت وحتى آخر بضعة أشهر مضت من رواد التقنيات الجديدة والأفكار خارج الصندوق لتطوير عالم الهواتف الذكية، ومع أن بعض هذه الميزات الجديدة كانت مخيبة وغير مفيدة حقاً (كما هو حال إشارات اليد البعيدة) فقد كانت الشركة خلف ابتكارات مميزة دون شك وهنا أبرزها:
شاشات اللمس السعوية
عندما تم إطلاق هاتف أيفون الأصلي عام 2007، كان الهاتف محط اهتمام عالمي للعديد من الأسباب، وحتى اليوم لا يزال الكثيرون يربطون الهاتف بكونه أول من قدم شاشات اللمس السعوية (التي لا تحتاج سوى اللمس بدلاً من الحاجة للضغط كما في الشاشات الأقدم). لكن الواقع هو أن أول هاتف ذكي مع شاشة لمس كان قد سبق أيفون ببضعة أشهر وهو هاتف LG Prada.
بالطبع فهاتف Prada لم يكن لينافس هاتف أيفون أبداً من أي ناحية، وحتى شاشة اللمس ضمنه كانت أدنى قدرة كونها لم تدعم اللمس المتعدد، لكن وفي حال نظرنا إلى الأسبقية بالدرجة الأولى، فالشركة التي أضافت شاشات اللمس السعوية إلى الهواتف الذكية هي LG وليست Apple
الكاميرات ذات الزاوية العريضة جداً
اليوم بات من الصعب أن تجد هاتفاً ذكياً من الفئة العليا دون كاميرا ذات زاوية عريضة ضمنه، حيث أن هذه الكاميرات مفيدة للغاية دون شك وأهم بمراحل من كاميرات التقريب. لكن ولسنوات قامت مختلف الشركات بإضافة كاميرات مزدوجة إلى الهواتف على شكل واحدة أساسية وأخرى مع تقريب بصري، لكن LG كانت سباقة حقاً في هذا المجال.
أضافت شركة LG كاميرا ذات زاوية عريضة جداً للمرة الأولى إلى هاتفها G5 الصادر ربيع عام 2016، واحتاج الأمر أكثر من عامين حتى تقوم الشركة التالية (هواوي) بنفس الخطوة، ومن ثم تبعتها سامسونج وApple خلال عام 2019 بعدما كانت LG تفعل ذلك لسنوات عدة.
الحواف الضيقة للشاشة والتضحية بأزرار الواجهة
اليوم باتت جميع الهواتف سواء رخيصة أو باهظة تأتي مع شاشات كبيرة تغظي كامل واجهتها ودون أي أزرار على الواجهة، حيث باتت هذه اللغة التصميمية هي الشائع والأنيق اليوم، لكن وبينما انتظرت معظم الشركات حتى عامين أو ثلاثة مضت للقيام بالأمر، فقد كانت LG تضيق حواف هواتفها قبل ذلك بسنوات.
ببساطة يمكن النظر إلى هاتف LG G2 الصادر عام 2013، والذي مع أنه يمتلك حوافاً واضحة وسميكة بمعايير اليوم، فهو مختلف تماماً عن أي هاتف من جيله، وللمقارنة يمكن النظر إلى iPhone 5S أو حتى Galaxy S4 وملاحظة الفرق بتغطية الشاشة للواجهة.
الوضع اليدوي (الاحترافي) للكاميرا
بالنسبة لمعظم المستخدمين، فكاميرا الهاتف الجيدة هي تلك التي تستطيع التقاط الصور باستخدامها في أي وقت وبسهولة مع المراهنة على أن الصور ستكون جيدة على الأقل. لكن وبالنسبة للمهووسين بالتصوير فالأمور مختلفة، حيث يصبح تعريف الكاميرا الجيدة متعلقاً بالقدرة على إعدادها المتقدم لالتقاط صور مثالية من الصعب الحصول عليها بالإعدادات الافتراضية.
وكما الأمور الأخرى في هذه القائمة، كانت LG رائدة الوضع اليدوي للكاميرا حيث قدمته مع هاتف LG G3 وكان يتيح تحكماً غير مسبوق حينها مثل التحكم بتوازن اللون الأبيض وسرعة الغالق والحساسية ومكان التركيز وسواها، وهذه الأمور باتت متوقعة من أي تطبيق كاميرا لهاتف فئة عليا اليوم.
دقة QHD لشاشات الهواتف
اليوم بات من المعتاد العثور على هواتف فئة عليا تستخدم دقة شاشة QHD (1440×2560) أو WQHD (وهي الإصدار المخصص للشاشات الأطول من هذه الدقة) لكن في عام 2014 كان سقف الهواتف هو دقة 1080p أو Full HD والتي كانت لا تزال تعد خطوة هائلة في عالم الهواتف، لكن بالنسبة لـ LG لم يكن ذلك كافياً، لذا أطلقت الشركة هاتف G4 مع شاشة بدقة 1440p، ومع أن الهاتف كان يمتلك حياة بطارية سيئة نتيجة الدقة العالية لشاشته، فقد كان ذلك خطوة كبيرة لـ LG دون شك.
النقرتان لفتح الشاشة
مع هاتف G2 أزالت LG أية أزرار عن واجهة الهاتف، وبالتالي بات هناك مشكلة تتطلب الحل: كيف تسمح للمستخدمين بإبقاظ الهاتف دون الحاجة للضغط على زر القفل؟ جواب LG هو الطريقة التي تستخدم في العديد من الهواتف حتى اليوم وباتت ميزة متوقعة دائماً: نقرتان على الشاشة.
هذا الحل البسيط والفعال لا يزال هو الطريقة الأساسية حتى اليوم بعد سنوات عديدة من تقديمه، ولا يزال أفضل من الخيار الذي قدمته Apple عام 2017 بالنقر مرة واحدة لإيقاظ الهاتف، حيث أن النقرتين أفضل لتجنب إيقاظ الهاتف بالخطأ عند إمساكه أو وضعه في الجيب مثلاً
هل كان كل ما تلمسه LG ذهباً؟
بالنظر إلى كون LG كانت سباقة إلى العديد من التقنيات التي باتت منتشرة في عالم الهواتف الذكية اليوم، قد يبدو أن الشركة كانت سباقة تماماً وهذا صحيح لكن بشكل جزئي. حيث أن الميزات التي قدمتها الشركة لم تكن ناجحة دائماً، ومقابل هذه الميزات التي باتت منتشرة وثوابت ضمن عالم الهواتف الذكية هناك قائمة بالمحاولات الفاشلة للشركة لتقديم تقنيات جديدة وأبرزها ربما الهواتف القابلة للترقية وإشارات اليد الهوائية.
بشكل عام كانت شركة LG مغامرة أكثر بوضوح من سواها من حيث الميزات الجديدة والثورية، ومع أن رهاناتها على بعض الميزات قد نجحت دون شك وتحولت هذه الميزات إلى ثوابت في عالم الهواتف، فقد كانت هناك العديد من الميزات الفاشلة والفرص الضائعة التي أسهمت دون شك بانحدار LG ومصيرها النهائي.