لماذا يسمى البريد المزعج باسم Spam؟ تعرف على تاريخ البريد غير المرغوب به
لماذا يسمى البريد المزعج باسم Spam؟ تعرف على تاريخ البريد غير المرغوب به جرب فتح أي صندوق بريد إلكتروني تستخدمه بشكل دوري، وستجد دون شك تصنيفات عديدة للرسائل الواردة، وواحدة منها هي تصنيف “Spam” المستخدم للرسائل المزعجة غير المرغوب بها. ومع أن هذا المجلد قد لا يتضمن عدداً هائلاً من الرسائل اليوم، يجب ألا تدع ذلك يخدعك لكون الرسائل المزعجة قد اختفت أو تناقصت حتى بمرور الوقت.
اقرا المزيد:ما هي تجارة إحالة الشحن؟ ولماذا تمتلك سمعة سيئة للغاية؟
اليوم يقدر أن هناك 122 مليار رسالة بريد غير مرغوب به ترسل كل يوم، وهذا الرقم هائل كفاية ليشكل أكثر من 85% من كامل رسائل البريد الإلكتروني التي يتم إرسالها. لكن ولحسن الحظ فالنسبة الأكبر من هذه الرسائل لا تصل إلى غاياتها أصلاً بفضل التقنيات الحديثة التي توظفها شركات البريد الإلكتروني.
من أين حصل البريد غير المرغوب به على تسمية Spam؟
في الواقع فكلمة Spam لا تعني مزعجاً أو غير مرغوب به في اللغة الإنجليزية، بل أنها ليست كلمة إنجليزية أصلاً في الواقع، بل علامة تجارية لنوع من اللحم المعالج والمعلب في الولايات المتحدة، حيث تباع منتجات Spam (التي تبدو شبه مطابقة للحوم المرتديلا المعروفة عالمياً) تحت هذه العلامة التجارية منذ عشرينيات القرن الماضي.
لكن ومنذ الثمانينيات بدأت الكلمة تستخدم للرسائل المزعجة والكثيرة بشكل عام، ففي حينها أطلقت التسمية على النصوص الطويلة التي كان يرسلها البعض في مجموعات المحادثة، قبل أن يتوسع المصطلح ليتضمن أي نوع رسائل مزعجة موزعة على نطاق واسع ولا يهتم المستخدمون حقاً بمحتواها بل أنهم يريدون التخلص منها.
بالطبع ستسأل نفسك: ما الرابط بين الرسائل غير المرغوب بها وعلامة تجارية للحوم المعلبة؟ والجواب هو مقطع كوميدي قصير من السبعينيات لفرقة كوميدية بريطانية كانت تسمى Monty Python، حيث تضمن المقطع الكوميدي شخصين يطلبان قائمة الطعام، لترد عليهما النادلة بقائمة أطعمة تتضمن جميعها لحوم Spam، وكلما تقدمت أكثر ضمن القائمة كررت اسم Spam في اسم الطعام أكثر وأكثر، بينما يحاول الزبونان الحصول على أية وجبة لا تتضمن هذه اللحوم.
بالنتيجة وجد مستخدمو الإنترنت الأوائل تشابهاً كبيراً بين الرسائل المزعجة والمكررة غير المرغوب بها من جهة، والوجبات التي تتضمن Spam في المقطع الكوميدي من الجهة الأخرى، وبسرعة بات المصطلح مستخدماً لوصف أي بريد أو حتى مكالمات مؤتمتة وغير مرغوب بها.
من أين تأتي رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب بها؟
هناك العديد من المصادر المختلفة لهذه الرسائل في الواقع، وهي متنوعة بين غايات خبيثة للغاية وأخرى مزعجة فقط دون محاولات احتيال، وتتضمن المصادر الممكنة لهذه الرسائل:
- الرسائل التسويقية غير المرغوب بها من الخدمات الإلكترونية.
- رسائل الإشعارات العديدة والمتكررة من مصدر وحيد.
- رسائل القوائم البريدية التي لا يمكن للمستخدم الخروج منها بسهولة.
- الرسائل الآتية من عناوين بريد إلكتروني مخترقة بهدف توزيع برمجيات خبيثة.
- رسائل الاحتيال التقليدية مثل “الأمير النيجيري” وادعاءات المساعدة أو الإرث المختلفة.
في الواقع تأتي الغالبية العظمى من رسائل البريد الإلكتروني المهملة من بوتات تقوم بإرسالها آلياً وليس من بشر حقيقيين، حيث عادة ما يستغل المسوقون والمحتالون على حد سواء قوائم عناوين بريد إلكتروني جاهزة عادة ما تأتي من اختراقات سابقة أو من شركات مختصة بجمع بيانات المستخدمين، ومن ثم يتم توجيه سيل من الرسائل إلى هذه العناوين بسرعة قبل أن يتم اكتشاف عناوين الإرسال الجديدة وتصنيفها على أنها غي مرغوب بها.
لماذا لا نغرق في سيل من الرسائل غير المرغوب بها اليوم؟
مع كون 85% من رسائل البريد الإلكتروني غير مرغوب بها أصلاً، قد يكون من المستغرب أننا لا نشاهد هذه الرسائل أكثر في الواقع، حيث أن نسبتها تعني أننا يجب أن نصادف أكثر 17 رسالة غير مرغوب بها مقابل كل 3 نريد أو نهتم لرؤيتها.
الواقع هو أن الغالبية العظمى من الرسائل اليوم لا تصل إلى المستخدمين أصلاً، حيث تطورت خدمات البريد الإلكتروني الحديثة لحجب كم هائل من عناوين الرسائل المزعجة المعروفة مسبقاً، وبالإضافة إلى ذلك فقد باتت هذه الخدمات تستخدم تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتمييز سلوك الرسائل المزعجة وإيقافها منذ البداية حتى ولو أرسلت من حسابات تبدو شرعية وآمنة تماماً.
في الماضي كانت الأمور مختلفة للغاية، وكان من الشائع أن يكون الدخول إلى البريد الإلكتروني مزعجاً للغاية نظراً للعدد الهائل من الرسائل الترويجية والاحتيالية، وحتى أنها كانت منتشرة كفاية لتوقف خوادم بعض مزودي البريد الإلكتروني في فترة من الفترات.
اقرا المزيد:4 من الهواتف الذكية البديلة لهاتف OnePlus 9 Pro بأسعار أقل