لماذا تقوم شركة آبل بتغيير طريقة عرض الرقم التسلسلي في منتجاتها؟ عادةً ما يحتوي كل منتج من منتجات شركة آبل على رقم تسلسلي فريد يتكون من سلسلة طويلة من الأرقام والحروف مرتبة بشكل محدد تتيح للمستخدمين ومقدمي الخدمات معرفة تاريخ صنع المنتج ومكانه، حيث غالبًا ما تحتاج إلى هذا الرقم للتحقق من حالة ضمان المنتج أو جدولة موعد لإصلاحه أو المطالبة بقيمة التأمين عند سرقته أو تلفه.
اقرا المزيد:مايكروسوفت تجلب ميزة Auto HDR إلى ويندوز
ويمكن العثور على الرقم التسلسلي لكل جهاز غالبًا إذا كان الجهاز مرتبطًا بحساب (معرف آبل) Apple ID الخاص بك، أو إذا قمت بشرائه في الأصل من شركة آبل، ولكن في الوقت نفسه يمكنك الحصول على الرقم التسلسلي حتى إذا كان الجهاز ليس بحوزتك مما يجعلها خطوة مفيدة بشكل خاص إذا كنت بحاجة إلى العثور على الرقم التسلسلي عند فقدان الجهاز.
ومع أهمية الرقم التسلسلي للجهاز إلا أن طريقة عرضه التي تظهر في شكل ترتيبي معين يبدو أنه أصبح عرضة للكثير من الانتقادات من مستخدمي هذه الأجهزة لسهولة تخمينه أو قراءته بشكل أكثر تحديدًا، من أجل ذلك بدأت آبل في تغيير طريقة عرض الرقم التسلسلي ليكون عشوائيًا لمنتجاتها المستقبلية بينما ستستمر أي أجهزة تُشحن حاليًا في استخدام تنسيق الرقم التسلسلي الحالي.
ولكن الآن، ووفقًا لرسالة بريد إلكتروني من شركة آبل إلى موظفي خدمة الدعم (Apple Care) اطلع عليها موقع MacRumors فإن آبل في طريقها لتغيير طريقة تنسيق الرقم التسلسلي الحالي وعرضه بطريقة عشوائية تمامًا في المنتجات التي ستُشحن هذا العام 2021، بمعني أن الأرقام التسلسلية للمنتجات سيتم إنشائها عشوائيًا عبر الذكاء الاصطناعي حيث سيتم تطبيق هذا التغيير على المنتجات الجديدة.
وسيظهر تنسيق الرقم التسلسلي الجديد كسلسلة أبجدية رقمية عشوائية تتكون من 8 إلى 14 حرفًا ورقمًا، مع تأكيد الشركة أن أرقام IMEI – التي تُستعمل لتحديد موقع الجهاز، أو قفله عن بُعد في حال فقدانه أو سرقته – لن يشهد أي تغيير، فلماذا تقوم شركة آبل بهذا التغيير؟
السبب الوحيد لاتخاذ آبل هذه الخطوة؛ هو من أجل المحافظة على خصوصية مالكي أجهزتها، حيث تحتوي طريقة العرض الحالية للرقم التسلسلي للأجهزة على الكثير من المعلومات، مثل: تاريخ صنع الجهاز، ومكان صنعه، حيث تمثل الأحرف الثلاثة الأولى موقع التصنيع ويشير الحرفان التاليان إلى سنة وأسبوع التصنيع.
ومن ثم قد يؤدي فك شفرة الرقم التسلسلي لأي جهاز إلى تمكن القراصنة من معرفة تفاصيل مهمة، مثل: حالة الضمان أو اكتشاف معلومات عن تاريخ التصنيع، ومعلومات التكوين، مثل: نموذج الجهاز واللون وسعة التخزين، وباستخدام أسلوب الهندسة الاجتماعية يمكن تضمين هذه المعلومات لإنشاء معلومات تُساعد على قرصنة حساب معرف آبل الخاص بالمستخدم.
ومن ثم من المنطقي القول إن هذا التغيير الهام هي طريقة شركة آبل للحفاظ على خصوصية مستخدمي أجهزتها، حيث يمكن أن تساعد هذه الخطوة في إيقاف الشكاوى غير المبررة من الأشخاص الذين يعرفون كيفية تفسير هذه الأرقام التسلسلية واستخدام البيانات التي يحصلوا عليها في قرصنة هذه الأجهزة.