كيف تعمل شبكات الجيل الخامس 5G؟ بعد سنواتٍ من الضجيج، أطلقت بعض البلدان المتطوّرة خدمة الإنترنت فائق السرعة “شبكات الجيل الخامس 5G” في وقتٍ مبكّر من عام 2019. هذه السرعة الفائقة التي من المتوقّع أن تقلب حياتنا رأسًا على عقب، تعد بسرعات تنزيل أعلى بمعدل يتراوح ما بين 10 إلى 20 مرة ممّا لدينا. لكن ما الفرق الذي ستُحدثه هذه الشبكات في حياتنا؟ وهل يعني ذلك أننا سنحتاج إلى هواتف جديدة تدعم التقنية؟
اقرا المزيد:حساب مزيف باسم إيلون ماسك يسرق بيتكوين بقيمة 560,000 دولار
ما هي شبكات الجيل الخامس 5G بالضبط؟
إنه الجيل التالي – الجيل الخامس من اتصال الإنترنت عبر الهاتف المحمول والذي يعد بسرعات أكبر في تنزيل البيانات وتحميلها وتغطية أوسع واتصالات أكثر استقرارًا.
الأمر كلّه يتعلّق باستخدام الطيف الراديوي بشكلٍ أفضل وتمكين المزيد من الأجهزة من الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقّال في نفس الوقت.
ماذا سيُمكننا فعله مع تقنية 5G؟
بحسب إيان فوج من شركة OpenSignal، وهي شركة لتحليل بيانات الأجهزة المحمولة: (كل ما نفعله الآن باستخدم هواتفنا الذكية، سنكون قادرين على فعله لكن بشكلٍ أسرع وأداءٍ أفضل).
“فكّر في النظارات الذكية التي تتميّز بتقنية الواقع المعزز، والواقع الافتراضي للجوال، والفيديو عالي الجودة، والإنترنت من الأشياء التي تجعل المدن أكثر تقدمًا وذكاءًا”.
“المُثير في الأمر هو كل الخدمات الجديدة التي سيتم بناؤها بناءً على شبكات الجيل الخامس، والتي لا يُمكن التنبؤ بها”!
تخيّل أسراب من طائرات الدرون بدون طيار تتعاون معًا لتنفيد مهام البحث والإنقاذ وتقييم الحرائق ومراقبة حركة المرور، كلها تتواصل لاسلكيًا مع بعضها البعض ومع محطات قاعد أرضية ثابتة عبر شبكات 5G.
بالمثل، يعتقد الكثيرون أن تقنية 5G ستكون ضرورية للمركبات ذاتية القيادة للتواصل مع بعضها البعض وقراءة بيانات الخرائط الحية وحركة المرور. وبشكل أكثر واقعية، سيُلاحظ اللاعبون عبر الهواتف المحمولة تأخيرًا أقل عند الضغط على زر على وحد التحكم ورؤية التأثير على الشاشة. ستكون مقاطع الفيديو المحمولة شبه فورية وخالية من العيوب.
كما ستُصبح مكالمات الفيديو أكثر وضوحًا وأقل تشويشًا. كما يُمكن لأجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء مراقبة صحتك في الوقت الحقيقي، وتنبيه الأطباء بمجرد ظهور أي عارض طبي طارئ.
كيف تعمل تقنية 5G؟
هناك عدد قليل من التقنيات الجديدة من المحتمل أن تُطبّق عليها التقنية الجديدة. تتمتع النطاقات عالية التردد -3.5 جيجاهرتز إلى 26 جيجا هرتز وما بعدها – بقدرة كبيرة ولكن أطوال موجاتها الأقصر تعني أن نطاقها أقل، فهي محجوبة بسهولة بواسطة الأجسام المادية.
لذلك، قد نرى مجموعات من هوائيات الهاتف الصغيرة أقرب إلى الأرض تنقل ما يُسمى “موجات الملليمتر” بين أعداد أكبر بكثير من أجهزة الإرسال وأجهزة الاستقبال. وهذا سيُمكّن أعلى كثافة من الاستخدام. لكنه مكلف ولا تلتزم به شركات الاتصالات بالكامل بعد.
هل شبكات 5G تختلف عن 4G؟
نعم، إنها تقنية راديو جديدة، لكن قد لا تُلاحظ سرعات أعلى كثيرًا في البداية لأنه من المرجح أن يستخدم مشغلو شبكات الجيل الخامس في البداية كوسيلة لزيادة السعة على شبكات الجيل الرابع “LTE – التطور طويل الأجل” لضمان خدمة أكثر اتساقًا للعملاء. تعتمد السرعة التي ستحصل عليها على نطاق الطيف الذي يُديره المشغّل لتكنولوجيا الجيل الخامس ومقدار شركة الاتصالات التي استثمرتها في الصواري وأجهزة الإرسال الجديدة.
كم يُمكن أن تبلغ سرعتها؟
تُقدّم أسرع شبكات الهاتف المحمول المنتشرة حاليًا 4G حوالي 45 ميغابت في الثانية بالمتوسط، على الرغم من أن الصناعة لا تزال تأمل في تحقيق 1 جيجابت في الثانية. تُشير التقديرات إلى أن شبكات الجيل الخامس 5G يُمكن أن تُحقق سرعات تصفّح وتحميل بمعدل أسرع من 10 – 20 مرة في ظروف العالم الحقيقي “على عكس الظروف المخبرية”.
بمعنى آخر، تخيّل أن تكون قادرًا على تحميل فيلم عالي الدقة في دقيقة واحدة أو نحو ذلك!
هذا لشبكات الجيل الخامس المصممة جنبًا إلى جنب مع شبكات 4G LTE الحالية. من ناحيةٍ أخرى، يُمكن لشبكات الجيل الخامس المستقلة، التي تعمل ضمن ترددات عالية جدًا “30 جيجاهيرتز” أن تُحقق سرعات تصفح قياسية. لكن من غير المحتمل أن نصل إلى هذه الأمور حتى بضع سنوات من الآن.
لماذا نحتاج شبكات 5G في حياتنا؟
أصبح العالم متنقلًا ونستهلك المزيد من البيانات في كل عام، خاصةً مع زياد شعبية بث الفيديو والموسيقى. أصبحت نطاقات الطيف الحالية مزدحمة، ما يؤدي إلى تعطل الخدمة، خاصةً عندما يحاول الكثير من الأشخاص في نفس المنطقة الوصول إلى خدمات الهاتف المحمول عبر الإنترنت في نفس الوقت. تعتبر 5G أفضل بكثير في التعامل مع الآلاف من الأجهزة في وقتٍ واحد، من الهواتف المحمولة إلى أجهزة الاستشعار، وكاميرات الفيديو إلى أضواء الشوارع الذكية.
هل سنحتاج إلى هواتف جديدة تتوافق مع التقنية الجديدة؟
دخلت الهواتف الذكية المتوافقة مع شبكات الجيل الرابع إلى السوق قبل أن تُصبح البنية التحتية للتقنية جاهزة بشكلٍ تام. هذا أدى إلى شعور بالإحباط بين جمهور المستهلكين الذين شعروا أنهم يدفعون أكثر من الاشتراكات في خدمة غير مكتملة.
يرى إيان فوج أنه من غير المرجّح أن يرتكب صانعو الهواتف الخطأ نفسه هذه المرة، حيث يُطلقون هواتف تدعم تقنية 5G فقط عندما تكون الشبكات الجديدة جاهزة. ستتمكّن هواتف الجيل التالي من التبديل بسلاسة بين شبكات 4G و 5G لخدمة أكثر استقرارًا.
باختصار، ستحتاج إلى هاتف يدعم تقنية الجيل الخامس، وقد أصبحت هذه الهواتف رائجة هذه الأيام.
هل ستنجح هذه الخدمة في المناطق الريفية؟
يعد عدم وجود إشارة وسرعات منخفضة للبيانات في المناطق الريفية شكوى شائعة في العديد من البلدان. لكن 5G لن تُعالج هذه المشكلة بالضرورة لأنها ستعمل على نطاقات عالية التردد، لتبدأ على الأقل، ذات سعة كبيرة ولكن تُغطي مسافات أقصر. هذا يعني أن تقنية 5G ستكون في الأساس خدمة حضرية للمناطق المكتظة بالسكان.
اقرا المزيد:كيف تتوسع في عملك باستخدام الروبوتات؟