ما هي فيديوهات الديب فيك أو التزييف العميق؟
ما هي فيديوهات الديب فيك أو التزييف العميق؟ الديب فيك أو التزييف العميق، باختصار هي مجموعة من الفيديوهات أو الملفات الصوتيّة المُزيّفة والتي تبدو حقيقية تمامًا. في الوقت الحالي بإمكانك أي شخص تصميم فيديو يُظهر شخصية مشهورة بوضع غير مرغوب فيه أو جعل سياسي يقول نكات مضحكة.
اقرا المزيد:تويتر تحظر الأشخاص الذين ينشرون كلمة Memphis
لحد الآن، فإن جميع تطبيقات الديب فيك محصورة بتطبيقات غير خطيرة. ولكن هذه التقنية جعلت من السهل على أي شخص أن يصمم فيديو إنذار من حرب وشيكة أو أن يدمر حياة شخص بفيديو مُلفّق أو أن يخرب الانتخابات بأن ينشر مقطعًا زائفًا لسياسي يقول أشياء كاذبة.
تأثير فيديوهات الديب فيك أو التزييف العميق
تسبب هذه السيناريوهات القلق للكثير من الناس، لدرجة أن السيناتور الأمريكي ماركو روبيو يعتبرها بخطورة الأسلحة النووية، إذ يقول: “قديمًا إذا أردت أن تهدد الولايات المتحدة الأمريكية ستحتاج لـ 10 حاملات طائرات وأسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى. اليوم، ستحتاج فقط للدخول إلى نظامنا للإنترنت، أو نظامنا البنكي، أو القدرة على إنتاج فيديوهات مزيفة واقعية جدًا قد تدمر انتخاباتنا وتضعفنا داخليًا”.
لا يتفق الجميع على أن هذه الفيديوهات مرعبة لهذه الدرجة حقًا، إذ يقول تيم هوانغ، مدير مبادرة أخلاقيات وتنظيم الذكاء الاصطناعي في مركز Berkman-Klein ومخبر الإعلام في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا: “لا أظن أن هذه التقنية بخطورة الأسلحة النووية أبدًا. أظن أن ما رأيناه مثير للقلق طبعًا ولكن لا أظن تأثير هذه التكنولوجيا سيكون دراماتيكيًا كما يصوره البعض”.
كيف تعمل هذه التقنية؟
تستخدم هذه التقنية شبكتين عصبونيتين صناعيتين. الأولى تُدرّب للقيام بدمج الوجه المطلوب مع الفيديو، أما الثانية فتُدرّب للكشف عن الدمج المزور.
تعمل الشبكة الأولى حتى لا تستطيع الشبكة الثانية الكشف عن التزوير. كلما كانت البيانات التي ندرب الشبكة الأولى باستخدامها أكبر استطاعت أن تزور الفيديو بشكل أفضل. لهذا كان السياسيون والمشاهير هم الأهداف الأولى لهذه التقنية إذ أن صورهم وفيديوهاتهم منتشرة بكثرة.
تعتبر هذه الفيديوهات خطرة ولكن هناك نوعًا آخر من الفيديوهات الخطرة لا تحتاج لمهارات تقنية عالية، وتسمى بفيديوهات الشالو فيك.
لا تستخدم هذه الفيديوهات شبكات عصبونية كفيديوهات الديب فيك، بل تعتمد على تعديل الفيديوهات بطرق لا تحتاج لمهارة تقنية عالية. ولكن، بدلًا من استبدال وجوه الناس أو جعلهم يقولون أشياء لم يقولوها فإن هذا النوع من الفيديوهات يقترب من الواقع أكثر ما قد يزيل الحد الفاصل بين الحقيقة والخداع.
كما أن هناك طرقًا لا تحتاج لأي مهارة تقنية على الإطلاق لنشر المعلومات الزائفة. مثلًا، التقاط فيديو لشخص يتعرض للضرب والتنمر ومن ثم الادعاء بأنه يتعرض لذلك لأنه مهاجر. الأمر يحتاج فقط لرواية قصة كاذبة حول الفيديو.
إن تقنية الديب فيك ليست مجرد أداة لوضع وجوه المشاهير في الأفلام الخلاعية، إذ تعتبر هذه التقنية قفزة هائلة في مجال من الذكاء الاصطناعي تُدعى بالتعلم غير المراقب (unsupervised learning) إذ تتعلم الشبكة العصبونية لوحدها. يمكّننا هذا من بناء سيارات ذاتية القيادة أفضل، وجعل المساعدين الصوتيين أكثر طبيعية.
ويمكن تحديد الفيديوهات المصممة من قبل الهواة بالعين المجردة، كما يمكن تحديد الفيديوهات الأكثر احترافية من قبل برامج قد تلاحظ غياب طرف العين أو أن الظلال غير متطابقة. كلما أصبحت التقنية أفضل احتجنا للاعتماد على التحليل الجنائي الرقمي، وفي مرحلة ما قد يصبح ذلك مستحيلًا.
اقرا المزيد:خدمات مايكروسوفت تعود إلى طبيعتها بعد الانقطاع