كيف تسخّر التسويق بالبريد الإلكتروني لزيادة مبيعاتك؟

كيف تسخّر التسويق بالبريد الإلكتروني لزيادة مبيعاتك؟ ربما تظن أن زمن التسويق بالبريد الإلكتروني قد ولّى أو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن في الحقيقة، تُظهر العديد من المتاجر والشركات الناشئة اهتمامًا متجددًا بالتسويق عبر البريد الإلكتروني كوسيلة فعّالة للتسويق والوصول إلى أكبر قدر من الزوّار، بل وتحويلهم إلى عملاء محتملين يساهمون في زيادة مبيعاتها. لذا عليك سؤال نفسك، هل تستخدم التسويق بالبريد الإلكتروني لتحسين وضع متجرك؟ إذا لم تكن تفعل فأنت تفوّت على نفسك فرصة كبيرة لزيادة مبيعات متجرك وتحويل الزوّار إلى مشترين محتملين.

Tech3arabi Plans

اقرا المزيد:لأفضل أداء في التسويق الإلكتروني استخدم هذه الأدوات

ما هو التسويق بالبريد الإلكتروني؟

التسويق بالبريد الإلكتروني هو أحد أكبر استراتيجيات التسويق فعالية وكفاءة، وهو عبارة عن إرسال رسائل ترويجية قد تحتوي على عروض أو نصائح أو أخبار لقائمتك البريدية، وهي عبارة عن قائمة تحتوي على بيانات وعناوين بريد إلكتروني تخص الأشخاص الذين سجّلوا في نشرتك البريدية.

فيما يخص التجارة الإلكترونية، يستخدم التسويق بالبريد الإلكتروني في زيادة المبيعات وزيادة المشترين المحتملين من المتجر، من خلال إرسال العروض إلى زوّار المتجر أو غيرهم من الذين تركوا سلة مشترياتهم مهملة منذ فترة، أو حتى بشكل غير مباشر عن طريق إرسال نشرات بريدية تحتوي على أحدث العروض التي يقدمها متجرك بجانب بعض النصائح المفيدة للزوّار.

مؤخرًا، انتقل التسويق بالبريد الإلكتروني من إرسال رسائل عشوائية إلى لقائمة البريدية كلها إلى إرسال رسائل مخصّصة وموجّهة لكل شخص بعينه، مما يجعل تلك الرسائل أكثر فعالية. وربما أكبر ما يميّز البريد الإلكتروني هو كونه وسيلة ترويجية يمكن التحكّم بها بشكل كامل من قِبل المُرسل، حيث يمكنه التحكّم بمحتوى الرسالة وتغييره كيفما يشاء ووقتما يشاء، ويظهر ذلك بأفضل شكل ممكن عند إرسال رسائل ترويجية مشخصنة.

كيف يعد التسويق بالبريد الإلكتروني مفتاحًا لنجاح متجرك؟

قد لا يعود معظم زوّار متجرك -حتى الزوّار الذين استهدفتهم حملاتك الإعلانية بعناية- مرة أخرى إلى متجرك، إلا إذا فعلت ما يجذبهم للعودة من جديد. يساعدك بناء القوائم البريدية وإرسال الرسائل الترويجية والعروض على الحفاظ على الزوّار الذين بذلت جهدًا كبيرًا حتى تجذبهم لمتجرك الإلكتروني. ويجب أن تعلم أن التسويق بالبريد الإلكتروني لا يبنى فقط حول وضع استراتيجيات التسويق الصحيحة، ولكنّه يبنى أيضًا حول اختيار الوقت المناسب لتنفيذ تلك الاستراتيجيات.

على سبيل المثال، إذا قمت بإرسال رسائل ترويجية مناسبة ومبنية على استراتيجيات صحيحة ولكن في وقت غير مناسب، فإن ذلك قد لا يكلفك خسارة بعض العملاء والمشترين المحتملين فقط، ولكنّك بذلك توجههم نحو المنافسين. لكن إذا اخترت الوقت المناسب لإرسال تلك الرسائل فإنك بذلك تحصل على عميل دائم ذو ولاء لمتجرك. لكن كيف يعد التسويق بالبريد الإلكتروني مفتاحًا لنجاح متجرك؟

1. يساعدك التسويق بالبريد الإلكتروني على بناء علاقة طويلة الأمد مع العملاء

إذا كنت تسعى للحصول على زوّار أكثر لمتجرك الإلكتروني فإنّك على الأغلب تتّجه إلى التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو تحسين محركات البحث (السيو). لكن إذا كان غرضك هو بناء علاقة طويلة الأمد مع الزوّار، أو تقوية تلك العلاقة وتحويلهم إلى عملاء دائمين فإن التسويق بالبريد الإلكتروني هو الطريقة الأمثل لتفعل ذلك.

يلعب التسويق بالبريد الإلكتروني دورًا حيويًا في تشجيع العملاء على القيام بعملية الشراء الثانية أو ما يليها، ويساعد على زيادة معدّل استبقاء العملاء Customer retention، وبالتالي يخفّض تكلفة الحصول على عملاء جدد.

تساعدك رسائل البريد الإلكتروني على تقديم العناية والرعاية اللازمة للعملاء بشكل شخصي إذا استخدمت الأدوات المناسبة للقيام بذلك. وربما ستساعدك كذلك على إيجاد زوّار وعملاء جدد لمتجرك بجانب إبقاء العملاء السابقين على اتصال بك. لفعل ذلك، ستحتاج فقط إلى وضع الاستراتيجيات المناسبة، ولكن بعدما تضع تلك الاستراتيجيات وقبل الضغط على زر الإرسال ستحتاج أن تسأل نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل هذه الرسالة ستفيد أهدافك على المدى الطويل؟ أم أنها ستفيد فقط الأهداف قصيرة المدى؟
  • ما مقياس النجاح بالنسبة لك؟ وهل يعد التجاوب مع هذه الرسائل مقياسًا أم لا؟
  • هل يقدم محتوى الرسالة قيمة حقيقية لهذا العميل المحتمل الذي ترسل إليه الرسالة؟
  • ما مدى جاذبية محتوى الرسالة لهذا الشخص المُرسل إليه؟ أم أنك ترسل الرسالة ذاتها إلى الجميع؟

2. رسائل البريد الإلكتروني أكثر فعالية لزيادة المبيعات

شهدت السنوات الماضية ظهور العديد من طرق التسويق الجديدة التي تترك المسوّق حائرًا في اختيار المزيج المثالي من الاستراتيجيات التسويقية التي تحقق الفائدة والعائد الأكبر من أجل علامته التجارية؟ لكن حتى مع ظهور كل تلك القنوات التسويقية، لا يزال التسويق بالبريد الإلكتروني يحتل مكانة متميزة بين أفضل تلك القنوات التسويقية.

إذ يحقق التسويق بالبريد الإلكتروني أفضل عائد من الاستثمار على مدى 10 سنواتٍ متتالية، وتقول الإحصاءات أن كل دولار تصرفه على حملات التسويق بالبريد الإلكتروني تجني من ورائه 38 دولار أمريكي. ورغم الانتشار الضخم لشبكات التواصل الاجتماعي في السنوات الماضية، إلا إن التسويق بالبريد الإلكتروني يجلب زوّار وعملاء جدد أفضل 40 مرة من شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.

كيف تبدأ حملات التسويق بالبريد الإلكتروني بالشكل الأمثل؟

لتبدأ في تنفيذ استراتيجيات التسويق بالبريد الإلكتروني يجب عليك أولًا اختيار مزوّد خدمة البريد الإلكتروني، ووضع خطة للحصول على عملاء جدد، ومن ثم فهم كيفية إرسال رسائل البريد الإلكتروني بالشكل الأمثل.

1. اختيار أفضل مزوّد خدمة البريد الإلكتروني

مزوّد خدمة البريد الإلكتروني هو المكان الذي يحتوي على صندوق الرسائل الواردة، وصندوق الرسائل المُرسلة، والرسائل غير المرغوب فيها، وإذا كنت ترغب في بداية حملات التسويق بالبريد الإلكتروني فإن اختيارك لأفضل وأنسب مزوّد خدمة يسهّل عليك الخطوات التالية.

عند بداية البريد الإلكتروني في شهر أكتوبر لعام 1969، كان البريد الإلكتروني يتيح خيارين فقط: تفقّد صندوق الرسائل الواردة وإرسال الرسائل، أما الآن فهناك ملايين الخيارات المتاح لك الاختيار من بينها، وهذه قائمة لأفضل مزوّدي خدمة البريد الإلكتروني في الوقت الحالي:

  • جوجل Google
  • زوهو ميل Zoho Mail
  • بروتون ميل Proton Mail
  • ميل تشيمب MailChimp
  • هب سبوت HubSpot
  • ياهوو Yahoo
  • مايكروسوفت آوتلوك Outlook
  • آي كلاود iCloud Mail

تأكّد من توفير مزوّد الخدمة للأمان

يهتم الناس كثيرًا لأمر الأمن المعلوماتي هذه الأيام، وبالطبع يبحث كل شخص عن الخدمات الأكثر أمانًا وخصوصية للحفاظ على بياناته من السرقة أو الاستخدام السيئ. وطبقًا لما ذكرته شركة Hotspot فإن أكثر من 150 مليار رسالة بريد إلكتروني يتم إرسالهم يوميًا، وكل من هذه الرسائل تحتوي على معدّل 15 ملف مُرفق يوميًا، ويقول 53% من المستخدمين أنهم يفقدون ملفات بها معلومات حساسة أثناء عملية إرسال رسائل البريد الإلكتروني.

هذا يعني أن معلوماتك الحساسة تلك قد تُتاح في يد أي شخص، لذلك يجب عليك وضع الأمان ضمن معايير اختيارك لأفضل مزوّد خدمة بريد إلكتروني.

2. بناء القائمة البريدية

إذا سألت مؤسس أو مدير متجر إلكتروني عن نصيحة فعّالة من الناحية التسويقية فسوف يخبرك معظمهم بالبدء في بناء قائمة بريدية منذ اليوم الأول لمتجرك، وتتعلّم من هذه النصيحة أن تبدأ في تجميع مشتركي الرسائل البريدية في متجرك في أقرب وقت.

تنشئ القوائم البريدية عن طريق تجميع عناوين البريد الإلكتروني لزوّارك، وتخزن تلك القوائم البريدية بشكل عام في مزوّد خدمة البريد الإلكتروني الخاص بك، ومن الأمور الأساسية التي يجب أن تعلمها قبل تجميع قائمتك البريدية أنك تحتاج الإذن القانوني لإرسال رسائلك البريدية وحملاتك الترويجية لعملائك المحتملين.

لتحصل على ذلك الإذن ينبغي أن يقوم زوّارك بـ “الاشتراك” فى خدمة النشرة البريدية لديك بمحض إرادتهم، وهناك العديد من الطرق لتشجيعهم على القيام بذلك. يختار الزوّار الاشتراك في خدمات النشرات البريدية لعدة أسباب، مثل الآتي:

  • التعرّف بشكل أكبر على متجرك وما يقدمه من منتجات وخدمات.
  • الحصول على أفضل العروض بشكل دوري.
  • إخبارهم بأحدث المنتجات التي تعرضها في متجرك باستمرار.
  • الحصول على أكواد الخصومات والعروض الخاصّة.

3. لا تخالف القوانين في أثناء حملاتك التسويقية

التسويق بالبريد الإلكتروني هو مثال لما يُطلق عليه التسويق بالإذن، وهو مصطلح صاغه المسوّق والمؤلف الأمريكي سيث جودين. ويعني أن الزوّار يجب أن يختاروا الاشتراك في قائمتك البريدية بإرادتهم الشخصية، والعلاقة المبنية بين علامتك التجارية وبين العملاء يجب أن تُبنى على هذا الإذن.

هذا لا يستند فقط على الناحية التسويقية والصورة التي يعكسها عن علامتك التجارية، ولكن يستند أيضًا -وهذه هي النقطة الأهم- على الناحية القانونية. وضعت العديد من البلدان قوانين وقواعد لتتحكّم في عملية التسويق بالبريد الإلكتروني، وإذا خالفت تلك القوانين فقد تتعرض للمسائلة القانونية وتُطالب بالتعويضات الضخمة وأحيانًا يصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، ومثال على تلك القوانين:

  • قانون CAN-SPAM: يعد هذا اختصارًا لـ Controlling the Assault of Non-Solicited Pornography And Marketing Act of 2003. يعطي هذا القانون الحق للمتضررين من الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها -أو السبام- برفع دعوى قضائية ضد الحقوق التي توضحها القانون، كما يسمح للحكومة الفيدرالية باتخاذ إجراءات ضده، وقد تصل الغرامات إلى 250 دولار للرسالة الإلكترونية الواحدة.
  • قانون GDPR: يُعرف بـ “اللائحة العامّة لحماية البيانات”، وتهتم هذه اللائحة بحماية بيانات الأشخاص داخل دول الاتحاد الأوروبي، وينص كذلك على تجريم إرسال رسائل البريد الإلكتروني الترويجية من دون إذن.
  • قانون CASL: اختصارًا لـ Canadian Anti-Spam Legislation، ويساعد هذا القانون في حماية بيانات المواطنين الكنديين بينما يؤكد على الحفاظ على التنافسية بين الشركات والأعمال.

أنواع رسائل البريد الإلكتروني التي ستُرسلها لقائمتك البريدية

من المهم من البداية أن تخطط للتنوّع بين رسائل البريد الإلكتروني التي تُرسلها إلى مشتركي قائمتك البريدية، وهناك ثلاثة تصنيفات رئيسية لرسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالتجارة الإلكترونية، وهم كالآتي:

  • عربة التسوّق المهجورة
  • العروض والرسائل الترويجية
  • المدونة والمحتوى المعلوماتي

1. عربة التسوّق المهجورة

تُشير التقارير إلى أن ما يقرب من 70% من سلال مشتريات المتاجر الإلكترونية يتخلى عنها المشترون ولا يتمون عملية الشراء، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل المشتري يهجر عربة التسوّق بعدما اختار المنتجات وعزم على الشراء، وربما السبب الأكبر وراء ذلك هو الأسعار التنافسية في متاجر أخرى، أو قلة الثقة في متجرك، أو عدم التأكد حول ما إذا كان يحتاج لهذه المنتجات فعلًا.

تُرسل هذه النوعية من الرسائل بغرض المتابعة لهؤلاء الأشخاص الذين هجروا عربات التسوّق الخاص بهم بعدما وصلوا إلى الخطوة النهائية. وتهدف هذه الرسائل لتذكيرهم بهذه العربات المهجورة وتوجيههم إليها مرةً أخرى، بالإضافة إلى تحفيزهم لإتمام عملية الشراء. لذا تأكّد من إرفاق صور المنتجات المهجورة في تلك العربات، جنبًا إلى جنب مع الروابط التي تسهّل على العملاء التوجّه إلى عربة التسوّق الخاصّة بهم بنقرة واحدة.

اقرا ايضا:ما هي استراتيجيات التسويق عبر محركات البحث وأهميتها؟

2. العروض والرسائل الترويجية

تُرسل هذه النوعية من رسائل البريد الإلكتروني إلى جميع مشتركي قائمتك البريدية، أو لشريحة معينة ضمن قائمتك البريدية في بعض الأحيان. ويمكن أن تحتوي تلك الرسائل على معلومات عن منتجات جديدة، مثل: أكواد خصومات وعروض تُطبّق إذا توجّهوا مباشرةً من تلك الرسائل للشراء، عروض موسمية أو تحديثات وأخبار تخص المنتجات.

يجب أن تفكّر في إرسال الرسائل الترويجية حينما يكون لديك شيء أو خبر مهم تريد إخبار عملائك به، لذا فكّر جيدًا في أهدافك من وراء هذه الرسائل، واختر الشريحة المناسبة لتلقي الرسالة، واحسب هامش الربح الخاص بالمتجر جيدًا قبل إرسال الخصومات والعروض حتى تتأكّد من قدرتك على تحمل هذه الخصومات دون الخسارة.

لتحقيق أفضل نتائج من الرسائل الترويجية حاول أن تخصص الرسائل بقدر الإمكان لما يتناسب مع نوعية المنتجات التي تقدمها، ويتناسب مع شريحة العملاء الذين ترسل لهم هذه الرسائل. وكذلك بما يتناسب مع أهدافك التي تسعى لتحقيقها من حملتك التسويقية.

3. المدوّنة والمحتوى المفيد

إذا كنت تستخدم استراتيجيات التسويق بالمحتوى وتسعى لنشر محتوى معلوماتي في مدونتك من أجل تثقيف وإثراء الزوّار والعملاء بالمحتوى المفيد، وتسعى كذلك للظهور في النتائج الأولى لصفحات نتائج البحث في محركات البحث المختلفة، فإنك بالفعل تجذب من يبحثون عن هذا المحتوى المعلوماتي، لذلك يجب عليك وضع هذا الأمر في حسبانك عند اختيار محتوى رسائل البريد الإلكتروني التي سوف ترسلها إلى مشتركي قائمتك البريدية.

محتوى المدونة يساعد المتجر الإلكتروني على كسب ثقة العملاء، سواء كنت ترسل مقالات من المدونة، أو نشرات إخبارية، أو حتى ترسل محتوى قابل للتنزيل مثل الكُتيبات وغير ذلك، فإن هذا المحتوى يذكّر عملائك أنّك لست هنا لتبيع لهم المنتجات فحسب، ولكنك تساعدهم في عملية الشراء بشكلٍ عام وترسل لهم محتوى مفيد سواء قرروا الشراء من متجرك أم لا.

لتكسب ثقة المشتركين الجدد في قائمتك البريدية، يمكنك إرسال رسالة ترحيبية شخصية مخصصة لكل واحدٍ منهم على حدة، وتستخدم الرسائل الترحيبية عادةً لتقديم نبذة تعريفية سريعة حول متجرك وحول ما تقدمه لهؤلاء الذين قرروا الاشتراك في قائمتك البريدية.

أهم المقاييس لتقييم أداء حملة التسويق بالبريد الإلكتروني

يحتاج التسويق بالبريد الإلكتروني لبذل الكثير من الجهد والوقت لتصبح خبيرًا به، ويتضمن ذلك الوقت التدرّب ووضع الاستراتيجيات والخطط والقيام بحملات تسويقية، وكلما جرّبت وتدرّبت أكثر تعلّمت بشكلٍ أفضل، ومع ذلك فإن التدرّب وحده لا يكفي ولا يضمن لك النجاح في كل مرة، ولكن يجب عليك فهم ومعرفة مقاييس تقييم هذا النجاح.

كل حملة تسويق بالبريد الإلكتروني مختلفة عن الأخرى، خاصةً إذا اختلفت أهدافك لتلك الحملات المختلفة سواء جذب الزوّار الجدد أو تحويل الزوّار إلى عملاء محتملين وزيادة المبيعات. ولكن هناك بعض المقاييس والعوامل الأساسية والتي تؤهلك لتقييم مدى نجاح تلك الحملات التسويقية وتخبرك بما ينقصك، منها:

1. معدّل فتح الرسائل البريدية

يعد معدّل فتح الرسائل البريدية أو ما يعرف بـ Open Rate هو المؤشر الأبسط ضمن مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs لتقييم وفهم كيفية استقبال مشتركي قائمتك البريدية لرسائلك التي أرسلتها لهم. إذ يساعدك على معرفة عدد الذين فتحوا تلك الرسائل، كما يزوّدك معدّل فتح الرسائل ببعض النصائح البسيطة لتستخدمها.

على سبيل المثال، تشير الإحصاءات إلى أن الرسائل التي تحتوي على الاسم الأول للمشتركين هي عرضة للفتح بنسبة 26% أكثر من تلك التي لا تحتوي على الاسم الأول. معظم حملات التسويق بالبريد الإلكتروني تحصل على معدّل فتح رسائل أقل من 24%، فإذا نجحت في الوصول إلى معدّل أكبر من هذا فاعلم إنك تسير على الطريق الصحيح.

2. معدّل التحويل

معدّل التحويل أو ما يُعرف بـ Conversion Rate هو نسبة مستقبلي الرسائل البريدية الذين قاموا بأخذ الإجراء الذي دعوتهم إليه. على سبيل المثال، إذا كانت رسالتك تحتوي على عروض وخصومات لمنتج جديد ووضعت الرابط الخاص بالمنتج في تلك الرسالة، فإن معدّل التحويل هو نسبة من ضغطوا على هذا الرابط مقارنةً بجميع من استقبلوا رسالة البريد الإلكتروني.

يمكنك حساب معدّل التحويل عن طريق القيام بمعادلة بسيطة: (عدد الذين أخذوا إجراء ÷ عدد الذين استقبلوا الرسالة) × 100. مثال: إذا استقبل رسالتك 5000 شخص، وقام 150 منهم بفتح الرابط، فإن معدّل التحويل هو (150 ÷ 5000) × 100 = 3%.

3. نسبة النقر إلى الظهور CTR

نسبة النقر إلى الظهور، أو كما يُطلق عليه (CTR) اختصارًا لـ Click-Through Rate، هو نسبة مستقبلي رسائل البريد الإلكتروني الذين قاموا بالنقر مرة واحدة أو أكثر على الروابط المتضمنة داخل الرسالة. ويمكن حسابها ببساطة عن طريق عملية حسابية مشابهة لتلك التي حسبنا بها معدّل التحويل، وهي كالآتي: (عدد الذين نقروا على الروابط ÷ عدد مستقبلي الرسالة) × 100.

تساعدك نسبة النقر إلى الظهور في تحديد مدى فعالية أداء حملتك التسويقية، وعند وضع استراتيجية للتسويق بالبريد الإلكتروني فإن هناك العديد من الطرق لزيادة نسبة النقر إلى الظهور. على سبيل المثال، يمكنك تضمين الروابط في الأماكن الصحيحة لها داخل محتوى الرسالة، وحاول أن تجعلها جاذبة لأعين القرّاء وضعها ضمن أزرار تمثّل الدعوة إلى إجراء Call to Action. عادةً ما تكون نسبة النقر إلى الظهور أقل بشكل واضح من معدّل فتح الرسائل، إذ تأتي النسبة في حدود 4% في معظم الحملات التسويقية.

4. معدّل الارتداد

يقيس معدّل الارتداد Bounce Rate عدد مشتركي القائمة البريدية الذين لم يستقبلوا رسالتك لأي سبب من الأسباب، وينقسم معدّل الارتداد إلى قسمين؛ هما الارتداد المؤقّت أو ما يعرف بـ Soft (Temporary) Bounce Rate بالإضافة إلى الارتداد الدائم أو ما يعرف بـ Hard (Permanent) Bounce Rate.

بالنسبة إلى لارتداد المؤقّت فإنّه ينتج عن مشاكل مؤقّتة مع عنوان بريد إلكتروني صحيح وصالح لاستقبال الرسائل، مثل: امتلاء صندوق الوارد أو مشكلة مع خوادم مزوّد الخدمة، وفي هذه الحالة، يحمل الخادم هذه الرسالة لتسليمها فيما بعد حينما تُحل هذه المشكلة المؤقتة، أو ببساطة يمكنك إعادة محاولة إرسال هذه الرسالة مرةً أخرى.

أما الارتداد الدائم فإنه ينتج عن وجود عنوان بريد إلكتروني غير صحيح أو مغلق أو غير موجود من الأساس، وهذه الرسائل لن يتم إرسالها أبدًا، ويجب عليك أن تقوم بحذف عنوان البريد الإلكتروني هذا من قائمتك البريدية في الحال، نظرًا لأن مزوّدي خدمات البريد الإلكتروني يستخدمون معدّل الارتداد الخاص بك كمؤشر لسمعة مُرسل الرسائل البريدية.

الخلاصة

يعد التسويق بالبريد الإلكتروني محركًا قويًا من أجل زيادة المبيعات وزيادة الأرباح والإيرادات وعدد العملاء لمتجرك الإلكتروني، وأثبت فعالية كبيرة بين استراتيجيات التسويق المختلفة إذ أن له أكبر عائد من الاستثمار متفوقًا على كل سبل التسويق الأخرى.

لذلك إذا اتبعت الخطوات الموضّحة أعلاه لتبدأ حملة تسويق بالبريد الإلكتروني ستحقق العائد المرجو منها بنسبة كبيرة وستحصل على نتائج مذهلة، وإذا لم تملك الوقت والخبرة اللازمين للقيام بذلك فيمكنك توظيف مسوق رقمي محترف عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية للقيام بكل ذلك.

اقرا المزيد:تعرف على صفقة استحواذ America Online على Time Warner

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى