ما سبب استمرار سامسونج باستخدام معالجات Exynos بالرغم من أدائها السيئ؟
ما سبب استمرار سامسونج باستخدام معالجات Exynos بالرغم من أدائها السيئ؟ تعتبر سامسونج بدون شكّ واحدة من أكبر الشركات في مجال الهواتف الذكيّة، فقد تمكّنت من المحافظة على مكانتها لسنوات طويلة مع استمرارها بإصدار هواتف مميّزة وتقديم الكثير من الخصائص والتقنيّات الفريدة، ولكن في حال كان يجب ذكر سلبيّة واحدة تشمل معظم هواتف الشركة خلال السنوات الأخيرة، فهي ستكون حتماً سياستها المتمثلّة باستخدام معالجات مختلفة لنفس الهاتف ضمن سلسلة S وNote التي تعتبر أفضل منتجاتها في هذا المجال.
اقرا المزيد:5 نصائح تمكنك من جذب عملاء جدد لمشروعك التجاري
خلال عام 2020 ازدادت حدة الانتقادات الموجّهة لسامسونج بسبب الفرق الكبير في الأداء واستهلاك الطاقة بين معالجات Exynos وSnapdragon لهواتف S20 وNote 20 أيضاً، وحتى اليوم ما زالت الشركة مستمرّة بهذه السياسة على الرغم من ذلك، ولكن ما الذي يمنعها من اعتماد معالجات Snapdragon بشكل عالمي؟ ولماذا تخاطر بسمعتها بهذا الشكل؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليها في مقال اليوم.
هل تعاني معالجات Exynos من مشاكل حقاً؟
لا يمكن القول إنّ معالجات Exynos تعاني من مشاكل تقنيّة معيّنة في الواقع، ولكنّ المشكلة هو أنّ فارق الأداء بينها وبين معالجات Snapdragon لنفس الهاتف أصبحت أكثر وضوحاً خاصة خلال عام 2020، وقد ترافق ذلك مع زيادة كبيرة في أسعار تلك الهواتف مما أدّى لموجة غضب واستياء من المستخدمين لدرجة أنّ عشرات الآلاف منهم قاموا بتوقيع عريضة لسامسونج من أجل اعتماد معالجات Snapdragon في هواتفها الرائدة.
نتيجة لتلك الانتقادات قامت سامسونج بالتصريح لموقع Sammobile حول هذا الموضوع، ولكنّ الشركة على عكس توقّعات البعض أنكرت وجود فوارق في الأداء بين Exynos وSnapdragon في هواتف S20، مشيرةً إلى أنّ جميع النسخ يتمّ تجربتها وفق معايير صارمة للتأكّد من قدرتها على تقديم أداء جيّد ومستمرّ خلال دورة حياة تلك الهواتف.
خلال السنوات الماضية وتحديداً عامي 2018 و2019، كانت فوارق الأداء واستهلاك الطاقة بين Exynos وSnapdragon قليلة نوعاً ما، وبالتالي لم يكن ذلك يعتبر المشكلة بالنسبة لسامسونج على الرغم من أنّها كانت تتعرّض لانتقادات من معظم المراجعين والمواقع التقنية منذ تلك الفترة.
خلال بحث بسيط على الإنترنت حول الفرق بين معالجات Snapdragon ومعالجات Exynos لهواتف S20 ستجد الكثير من الأدلّة على صحّة ذلك، حيث أشارت اختبارات موقع AnandTech إلى إنّ بطارية هاتف S20 Ultra بمعالج SD865 تستطيع الصمود لوقت أطول بحوالي %25 مقارنة مع نفس الهاتف بمعالج Exynos 990، وبنظرة على الرسم البياني أعلاه من موقع Android Authority، ستجد أنّ SD865 متفوّق بشكل واضح على Exynos في هاتف +S20 في أداء معالج الرسوميات، وفي الصورة التالية ستجد فارقاً بسيطاً ولكن واضحاً في أداء المعالج المركزي:
ما سبب إصرار سامسونج على استخدام معالجات Exynos؟
بالنظر لتصريح سامسونج الأخير لموقع Sammobile وتهرّبها من الإجابة، من الطبيعي توقّع أنّها لن تقوم بسرد الأسباب الحقيقية وراء استمرارها باعتماد معالجات Exynos إلى جانب Snapdragon في هواتفها الرائدة، لذلك سنناقش فيما يلي أهمّ العوامل التي قد تكون سبباً في استمرار الشركة على هذا النهج بالاعتماد على وضعها الحالي وتفوّقها في مجال صناعة أنصاف النواقل والشرائح الإلكترونية:
توفير في التكاليف
تعتبر عمليّة تصميم شريحة المعالجة وتصنيعها عمليّة صعبة ومعقدة وتحتاج للكثير من الجهد والوقت والتكاليف المستمرّة أيضاً، ولكن بالنسبة لشركة سامسونج فإنّ تلك التكاليف غالباً ما تكون أقلّ، حيث أنّها تمتلك قسماً خاصّاً لتصنيع الشرائح الإلكترونية بما في ذلك المعالجات والذواكر العشوائية وذواكر التخزين أيضاً، وبالنظر لكونها تستطيع الحصول على ترخيص استخدام تصاميم ARM كما هو الحال مع أي شركة أخرى، فلا يوجد عائق حقيقي أمامها للقيام بذلك.
اقرا المزيد:آبل تحظر مستخدمي M1 Mac من تحميل تطبيقات آيفون
تقديم خيارات أوسع للشركة لتخصيص المعالج بحسب احتياجاتها
تتميّز سامسونج عن الكثير من شركات الهواتف الأخرى بكونها تقوم بتصنيع الكثير من مكوّنات الهاتف الأخرى، والتي تشمل الشاشات ومستشعرات الكاميرا بالإضافة للشرائح الإلكترونية بالطبع، وبذلك فهي تمتلك الحريّة لتصميم المعالج وتصنيعه بالمعايير التي تجدها مناسبة للهاتف ومكوّناته المختلفة بدلاً من اعتماد معالجات Snapdragon التي تقوم شركة Qualcomm بتصنيعها لتناسب جميع الهواتف.
في عام 2020 قامت شركة Qualcomm بتضمين المودم الخاص بشبكات 5G ضمن شريحة SD865 الجديدة، وبذلك أصبحت جميع الهواتف التي تستخدم تلك الشريحة تدعم 5G، وهو ما يعني تكلفة أعلى وارتفاع في الأسعار أيضاً، ولكن بالنسبة لسامسونج فقد قامت بإنتاج معالجات Exynos 990 مع تقديم خيار إضافي للمستخدمين في بعض الدول للحصول على نسخة 4G فقط وبسعر أقل لهواتف S20 FE.
توفير خيار احتياطي في حال لم تكن معالجات Snapdragon متاحة
خلال السنوات الأخيرة أصبحت معالجات Snapdragon قادرة على تقديم أداء ممتاز مع توفير كبير في الطاقة وحرارة أقل أيضاً، ولكنّ إصداراتها القديمة لم تكن بهذه الجودة في الواقع، حيث أنّ معالج SD810 الذي استخدمته معظم الشركات في هواتفها الرائدة خلال عام 2015 كان تجربة سيّئة لجميع المستخدمين حينها، فقد عانت تلك الهواتف من أدائها السيئ وحرارتها المرتفعة مع استهلاك كبير في الطاقة أيضاً، ولكنّ سامسونج تمكّنت من تجاوز تلك المشاكل بالكامل بفضل معالجات Exynos.
استخدمت سامسونج في عام 2015 معالج Exynos 7420 في جميع النسخ من سلسلة هواتف S6 وNote5 حينها مستغنيةً عن معالجات Snapdragon بالكامل حتى ضمن الولايات المتحدة وكندا والصين أيضاً، والذي كان قادراً حينها على تقديم أداء أفضل بكثير من SD810 في جميع النواحي، وفي حال تكرار هذا السيناريو مع معالجات Qualcomm مستقبلاً، ستكون سامسونج مستعدّة لذلك.
أظهرت تجربة هواوي الأخيرة أيضاً أهميّة معالجات Exynos لسامسونج، فقد أدّى الحظر المطبّق عليها من الولايات المتحدة إلى حرمانها من التعامل مع شركة TSMC المسؤولة عن تصنيع معظم معالجات الهواتف الرائدة، وفي حال تعرّض سامسونج لحظر من هذا النوع، قد تتمكّن من النجاة عن طريق اعتماد تراخيص معالجات شركة ARM -في حال لم تحظرها بالطبع- والاستمرار بتصميم وتصنيع معالجات Exynos عند عدم قدرتها على استخدام منتجات Qualcomm.
عدم رغبة الشركة بخسارة استثماراتها الكبيرة في هذا المجال
كما ذكرنا في البداية فإنّ مجال تصنيع المعالجات يكلّف الكثير من الجهد والوقت والمال أيضاً، وبالتالي فإنّ استغناء الشركة عن تضمين Exynos بهواتفها الرائدة بسبب بعض التجارب الفاشلة لا يعتبر أمراً منطقياً، حيث قد تخسر مبالغ كبيرة نتيجة عدم استنفادها جميع الفرص والخيارات المتاحة لتحقيق عائد حقيقي من استثمارها في هذا المجال.
كثير من المستخدمين لا يلاحظون الفرق فعلاً
من أهمّ الأسباب التي تجعل سامسونج قادرة على الاستمرار بتجربة حظّها مع Exynos هو عدم تواجد رفض واسع النطاق لهذه التصرّفات، فعلى الرغم من توسّع فارق الأداء وصرف الطاقة والحرارة بشكل أكبر حتى ضمن هواتف Note 20 الجديدة، فما زالت مبيعات الشركة جيّدة وما زال المستخدمون حول العالم مستمرّين بدفع أكثر من $1000 مقابل شراء أحد هواتفها الرائدة بالنظر للميزات الكثيرة التي يحصلون عليها ولو على حساب حياة البطارية والأداء.
السعي لتطوير معالجات Exynos لتقديم أداء أفضل من Snapdragon
تمتلك سامسونج خبرة طويلة في تصميم وتصنيع المعالجات لهواتفها وللكثير من هواتف الشركات الأخرى أيضاً، وعلى الرغم من التراجع الكبير في أداء معالجاتها فإنّ ذلك قد لا يكون الحال مستقبلاً، فقد قامت في نهاية عام 2019 بإغلاق قسم تصميم نوى معالجات الهواتف بالكامل، وبذلك ستأتي معالجاتها القادمة مع أنوية Cortex من شركة ARM التي أصبحت قادرة على تقديم أداء جيّد مقارنة بإصداراتها السابقة أيضاً.
الكثير من التسريبات الحالية تشير إلى أنّ معالج Exynos الجديد الذي سيأتي مع سلسلة هواتف S21 سيكون أفضل بكثير من ناحية الأداء واستهلاك الطاقة، وهو ما يعتبر ممكناً فعلاً هذه المرّة في الواقع، وذلك بالنظر لكونه أوّل معالج Exynos منذ سنوات سيأتي مع أنوية معالجات ARM جاهزة بدون أي تعديلات إضافيّة عليها، ولكن من الصعب معرفة صحّة تلك التسريبات حتى إطلاق الهاتف وتجربته لفترة كافية.
هل هنالك أيّ ميزات فريدة يتمتّع بها مستخدمو هواتف Exynos؟
للأسف فإنّ مستخدمي هواتف سامسونج مع معالجات Snapdragon يمتلكون الأفضلية في معظم النواحي، ولكن هنالك بعض الحالات التي يحصل فيها مستخدمو Exynos على بعض العدالة أحياناً، حيث أنّ هنالك مناطق معيّنة تأتي فيها هواتف Exynos مع ذاكرة تخزين داخلي مُضاعفة عن الإصدار الأساسي الذي تأتي به نفس الهواتف بمعالجات Snapdragon وبنفس السعر أيضاً، كما أنّ النسخ العالمية -التي تستخدم Exynos أيضاً- دائماً ما تحصل على تحديثات النظام والتحديثات الأمنية قبل نسخ Snapdragon بعدّة أسابيع.
اقرا المزيد:هواوي تعيد تصميم متجرها للتطبيقات AppGallery