المشروعات الصغيرة وأسباب فشلها: كيف تضمن مستقبل عملك الخاص؟ يُعتبر فن إدارة المشاريع من أهم الدروس التي يجب تعلمها في الحياة من قِبل الأشخاص الذين يودون البدء بمشروعهم الخاص بعيدًا عن الوظيفة، لأنه سيساعدهم على إنجاح المشروعات الصغيرة خاصتهم، والابتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى فشلها، يتضمن هذا الفن إدارة المشروع، وتنظيم جميع موارد الشركة الخاصة من قوى بشرية ورأس المال لتنفيذ هذا المشروع وتطويره في النهاية.
اقرا المزيد:ما هو تخصص تكنولوجيا معلومات الاعمال …. اليك التفاصيل
أسباب فشل المشروعات الصغيرة
هناك العديد من الأسباب التي تساهم بفشل المشروعات الصغيرة مجملًا. عدم الدراسة الوافية والعميقة للمشروع، فيظن صاحب المشروع أن مشروعه رائع وسيتطور بسرعة، ولكنه ينصدم في النهاية بفشل مشروعه لذلك يجب التأكد من النتائج التي سيحصل عليها صاحب المشروع قبل اتخاذه أي خطوة. سنذكر لكم الآن أهم الأسباب التي تساهم بفشل المشاريع الصغيرة.
الاستخفاف بالتكاليف؛ حيث يعتقد بعض المستثمرون المبتدئون الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية، أن تكاليف المشروعات الصغيرة خاصتهم لن تزيد عن الحد المعين الذي وضعوه بمخيلتهم، وأنهم يتمكنون أيضًا من تقليل هذه الكلفة. لكنهم يتفاجأون بعد مزاولة نشاطهم أنهم يدفعون أضعاف توقعاتهم، وهنا يقع المستثمر بين أمرين إمّا الشعور بالإحباط ودفع المزيد من المال، أو الشعور بخيبة الأمل والتخلي عن المشروع، والحل بهذه الحالة هو التفكير بأدق تفاصيل المشروع من قِبل المستثمر، وحساب كافة تكاليفه.
مشروع بفكرة غير واضحة؛ أي عندما لا يكون للمشروع هدف واضح، ولا يُعبر عن رسالة معينة، فبالتأكيد لن يكلل هذا المشروع بالنجاح. لتجنب الفشل في المشروعات الصغيرة يجب عليك اختيار مشروع يلبي حاجة المجتمع، ويجب أن تكون فكرة المشروع إبداعية ومتميزة وتبتعد عن الفِكَر التقليدية الأخرى، ويجب أن يكون صاحب المشروع منافسًا قويًّا لغيره من أصحاب المشاريع من حيث الفكرة وطبيعة العمل. عدم وضوح الفكرة لصاحب المشروع قد يعرضه للفوضى.
انتظار العمر المناسب؛ أنت تعتقد أنك يجب أن تصل لسن معين من أجل البدء بإنشاء مشروعك الخاص، لكن هل تعلم أن هذه الفكرة غير صحيحة في الواقع، لأن النجاح والمشاريع غير مرتبطين بسن معين، فنجاح المشروعات الصغيرة مرتبط بشكل أساسي بالنضوج من حيث الخبرة والتعامل مع المشاكل والأشخاص.
عدم الالتزام؛ تحتاج المشاريع الصغيرة للكثير من الصبر من قِبل مؤسس المشروع قبل أن تُصبح منتجة للمال، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يمتلكون الالتزام الكامل والصبر الكافي لحصاد المردود المالي، فيتخلون عن المشروع ويغلقونه لأنه لم يحقق لهم الأرباح المتوقعة، وهذا يدل على فشل هؤلاء الأشخاص.
عدم معرفة المهام المطلوبة من فريق العمل؛ يجب على كل عضو في المشروع أن يعرف مهامه المطلوبة منه، وأن يكون مسؤولًا عن عمله، فهذا ما يساعد على نجاح أو فشل المشروع، ويجب إعطاء مسؤوليات كل عضو من قِبل مدير المشروع، ويجب عليه أيضًا تحديد القرارات التي يمكن للأعضاء اتخاذها دون مراجعة المدير، والقرارات التي يجب أخذ موافقة المدير عليها.
القلق من انعدام الاستقرار؛ يوجد الكثير من الأشخاص الذين يخافون من إنشاء مشاريعهم الخاصة خوفًا من عدم الاستقرار والخسارة مقارنةً بالعمل الروتيني أو الوظيفة، لكن هل تعلم أن هذا الخوف هو من أهم أسباب فشل المشاريع، فالمشاريع تحتاج دائمًا للمخاطرة، لأنها تتميز بالغموض في البداية.
عدم توفر الذكاء؛ الذكاء مطلوب في عالم الأعمال والمال، لأنه يساعد على تخطي ضعف الخبرة أو عدم توافر رأس المال الكافي، وبنفس الوقت لا يمكننا القول إن المشروعات الصغيرة لن تنجح إلا بوجود مدير عبقري، لأن النجاح ملك الجميع، ولكن دائمًا ما يحتاج للجهد والذكاء.
عدم الإصرار؛ يواجه المشروع في بدايته العديد من المشاكل التي من الممكن ارتكابها من قبل صاحب المشروع أو الموظفين، وهذا ما يساعد المنافسين الآخرين على إخراجه من المنافسة. أهم هذه المشاكل هي، مشاكل تسويق المنتجات، والتمويل، وغيرها من المشاكل التي تقف عائقًا بوجه نجاح المشروع وتطوره.
اختيار فريق عمل غير كفؤ؛ تعد عملية اختيار الموظفين من أهم أسباب نجاح أو فشل المشروع عند وجود موظفين لا يتمتعون بالخبرة اللازمة والكفاءة العالية، سيؤدي إلى فشل المشروع، لذلك يجب عليك اتباع قاعدة الشخص المناسب في الموقع المناسب.
لا مشروع ناجح بدون مدير ناجح
المشروع لا ينجح إلا بوجود مدير ناجح قادر على مواجهة المشاكل التي تواجهه، وأن تكون لديه القدرة على التواصل مع الناس، وأن يشرح أهداف المشروع لموظفيه، ويحدد عمل كل موظف. يتصف المدير الناجح بالمهارة القيادة القوية، وتتمثل هذه المهارة باختيار الموظفين بشكل صحيح ومعرفة مهارة كل موظف، ونشر الطاقة الإيجابية بين فريق العمل. يجب أن يتحلى المدير بالقدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
دائمًا ما تحتاج المشروعات الصغيرة لمدير مُلم بالتكنولوجيا لكي يساعد بحل جميع المشكلات المتعلقة بالجانب التقني. وعلى المدير أن يكون صبورًا وهادئًا إلى حد كبير، لكي لا يؤثر سلبًا على عمل الفريق، وأن يتحلى بمهارة التفاوض فهو دائمًا ما يحتاج إلى التفاوض مع فريق عمله من أجل حل المشكلات.
لذلك أنصح كل الأشخاص الذين يودون إنشاء مشروعهم الخاص بالمثابرة والإصرار والتحلي بالصبر والإرادة والعزيمة لاستمرار المشروع ونجاحه، ولا تجعلوا الفشل في البداية يؤثر عليكم فلا يوجد مشروع ناجح لم يمر ببعض العقبات في بداياته.