البرمجة من أكثر المجالات تحقيقًا للأرباح اليوم .. لكن ما الذي يفعله المبرمج حقًا؟ التعرف على مهام المبرمج الحقيقية أصبح من الأمور التي تثير اهتمام الجميع نظرًا لأن البرمجيات والتكنولوجيا تعتبر من أكثر المجالات نجاحًا وتطورًا على مستوى العالم ويمكنها نقل الاقتصاد الفردي والدولي إلى مستويات قياسية، ولكن ماذا يعني حقًا أن تكون مبرمج؟
اقرا ايضا:ما هو تخصص تكنولوجيا التعليم و لماذا عليك اختيار دراسة تكنولوجيا التعليم؟
يبدأ طريق احتراف البرمجة عادة بهوس أو عشق شديد للتكنولوجيا وفضول لمعرفة كيفية عمل البرامج المختلفة على الأجهزة المختلفة من حواسب وهواتف ولوحيات وحتى تلفاز وثلاجة!، ويُشير مصطلح مبرمج إلى مطوِّر البرامج أو مهندس البرمجيات أو عالم الكمبيوتر أو محلل البرمجيات.
وعادة ما يمتلك أصحاب هذه المهن مهارات أخرى في مجال هندسة البرمجيات، ولهذا السبب يحدث بعض الخلط أحيانًا بين مهندس البرمجيات والمبرمج، ففي حين تعتبر مهمة المبرمج صناعة البرامج الموجودة على الأجهزة الإلكترونية المختلفة، فإن المهندس هو من يصمم الأجهزة نفسها ويجعلها قادرة على تنفيذ تلك البرامج والتطبيقات المتنوعة.
المهام التي يقوم بها المبرمج بالفعل
تتنوع المهام وطبيعة الوظائف التي يمكن للمبرمج القيام بها، ومثل أي تخصص في الحياة سواء طب أو هندسة أو حتى كتابة صحفية وإعلامية، فإن كل تخصص يتطلب الكثير من الدراسة والتركيز لدرجة ان إتقان تخصصين معًا يعتبر صعبًا للغاية، ومن أهم تخصصات البرمجة والوظائف التي يقوم بها المبرمج:
1. كتابة كود البرامج الجديدة واختبارها:
وهي المهمة الأساسية للمبرمج والكود أو الشيفرة البرمجية هي عبارة عن مجموعة متنوعة من التعليمات والتي تكون مكتوبة بلغة برمجة معينة، وتتراوح عدد لغات البرمجة من 500- 2000 لغة، ولكن معظم المبرمجين يستخدمون بضعة عشرات منها فقط وفقًا للتخصص الذي اختاروا العمل به، لأن الغالبية منها قد انقرضت ولم يعد معمولاً بها.
فالحاسب الآلي أو أجهزة الهاتف الذكي وغيرها لا تفهم سوى القيمتين 0 و1 وتكون مهمة المبرمج هي استخدام لغة البرمجة المناسبة للبرنامج وتحويلها إلى هذه القيمة الثنائية ليفهمها الحاسوب.
وقد يبدو الأمر معقدًا في البداية ولكن المبشر في الأمر أن هناك قيم ثابتة في لغات البرمجة وأوامر الجهاز وهناك متغيرات وحلقات تكرارية أيضًا، مما يسهل كتابة الكود مع القليل من التدريب وقراءة الأكواد المختلفة.
كما تتمثل مهمة المبرمج في اختبار الكود أيضًا وقدرة الحاسوب على فهم البرنامج الذي قام بتطويره، فيمكن مثلًا لآلة حاسبة أن تقوم بكل العمليات لكنها لا تقرأ الرقم صفر، وهنا يتطلب الأمر تدخل المبرمج، أو في حالة تطوير المواقع يمكن لرابط معين أن يُظهر صفحة خاطئة، وهذا يكون بسبب خطًا في الكود.
ويتمكّن المبرمج من إيجاد الخطأ عن طريق قدرته على حل المشكلات والتخيل مع التدريب، كما يمكن الاستعانة ببعض البرامج المساعدة في حالة كان مبتدئًا.
2. تحديث البرامج الموجودة:
وهي المهمة الأكثر انتشارًا في كبرى الشركات، فأي برنامج شهير وناجح يحتاج لاستمراره إلى تحديثات مستمرة لتحسين تجربة المستخدم، وهذا يتطلب وضع وظائف وتحسينات ومجموعة من الأوامر المختلفة.
ووفقاً لنوع التحديثات وحجمها يمكن أن يستغرق الأمر من بضعة أيام إلى عدة أسابيع ويعمل عليه فريق متكامل لكتابة الأكواد وتصحيحها وتجربتها.
فهناك تطبيقات وبرامج يتم تحديثها تلقائيًا دون الحاجة إلى تحميل نسخ جديدة وهذا يتطلب أكواد معينة، في حين أن هناك برامج مثل أنظمة تشغيل الحاسوب لابد من تحميل النسخة المحدّثة من جديد، وهذا يعتمد على مدى تعقيد البرنامج ووظيفته وعدد المهام التي يقوم بها.
3. إعادة كتابة كود البرامج لأنظمة التشعيل المختلفة:
في كثير من الأحيان يتعين على المبرمج إعادة كتابة البرامج المتنوعة على الكمبيوتر والأجهزة المحمولة لتتلاءم مع أنظمة التشغيل المختلفة مثل ويندوز Windows و iOS والأندرويد وغيرها، فبرامج الكتابة والحفظ والنسخ والتخزين والحذف وحتى تعديل الصور وغيرها عشرات البرامج قد لا تعمل بنفس الشكل على كل نظام لأن كل نظام تشغيل يتبع عدد من الخوارزميات والتعليمات المختلفة عن الآخر وبالتالي من الضروري إعادة كتابة كود البرنامج بشكل مختلف.
اقرا ايضا:ما هو تخصص نظم المعلومات الحاسوبية CIS ؟
4. تصميم الألعاب:
وهو من أكثر الأمور الفنية والإبداعية في مجال البرمجة، فلا يتوقف الأمر فقط على ترتيب مجموعة من الرموز لتحريك الأيقونات في اللعبة، بل يبدأ الأمر بوضع التصور العام للفكرة والأجهزة المستهدف العمل عليها هل هي حواسيب أم أجهزة محمولة أو إكس بوكس Xbox أو بلايستيشن playstation أو غيرها من أجهزة الألعاب.
وبعد هذا يجب تحديد الأهداف من اللعبة والمستويات والألوان وحوافز اللاعب والصعوبات والتحديات التي تساعد في التعلق باللعبة دون الملل منها، وكيفية الشراء من اللعبة وهل ستكون لعبة فردية أم جماعية وأيضًأ تحديد الخيارات المتنوعة أمام اللاعب من جري أو قفز أو ضرب نار وغيرها من تحديات متنوعة على المبرمج أن يخطط لها جميعًا بدقة قبل العمل وكل حركة تتطلب كود معيّن وفقًا للغة التي يستخدمها المبرمج أو تدرب عليها، وعادة ما يحتاج إلى فريق متكامل في حالة الألعاب الضخمة سواء لتطويرها أو إطلاقها في الأساس.
5. تطوير التطبيقات:
وهي لم تعد تقتصر فقط على الهواتف المحمولة، فأجهزة التلفاز في المنزل تحتاج إلى تطبيقات متنوعة للوسائط والترفيه وتشغيل المنصات المختلفة.
لذا فإن تطوير تطبيق يحتاج إلى شخص دارس للغات البرمجة ويُدرك أي لغة تناسب الهدف من التطبيق وكيفية التخطيط له بدقة مع محاولة توقع المشكلات المحتمل أن تظهر مع الاستخدام وتوفير واجهة سهلة للمستخدم دون توقف أو بطء يقلل من الإقبال على التطبيق وأيضًا هل سيكون ملائمًا لكل أنظمة التشغيل أم لأنظمة معينة بما يتطلب إطلاق أكثر من نسخة من التطبيق، مع مراعاة أن يتلاءم مع الساعات الذكية أيضًا والتي قفز الإقبال عليها بقوة كبيرة في عام 2019.
6. قواعد البيانات:
وهي من الوظائف الأساسية للمبرمج في الألفية الثالثة وحتى في القرن العشرين، فكل الشركات والبنوك والمؤسسات سواء متوسطة أو كبرى وسواء حكومية أو خاصة يجب أن تستعين بمبرمج لتصميم قاعدة بيانات مناسبة لطبيعة العمل في الموقع للربط بين الموظفين والملفات والمهام اليومية وتسجيلها وإظهارها أو إخفائها عن بقية فريق العمل وفقًا لصلاحيات كل شخص.
وإذا كانت قواعد البيانات السحابية العملاقة وفرّت الكثير من الخيارات أمام الشركات للاعتماد عليها فإنه لا تزال هناك حاجة إلى مبرمج متخصص لربط موقع الشركة بتلك المساحات التخزينية وضمان الخصوصية.
7. تطوير الويب والمواقع الإلكترونية:
في حين ظهرت الكثير من النماذج الجاهزة للمواقع الإلكترونية والتي يمكن لأي شخص غير دارس للبرمجة أن يستخدمها ويُطلقها ويعمل على رفع المحتوى من نصوص وصور وغيرها عليها، فإن تطوير المواقع الإلكترونية لا يزال يعتبر من المهام الأساسية للمبرمج في الألفية الثالثة.
ويبدأ الأمر بتحديد الهدف من الموقع والفئة المستهدفة لتصميم واجهة مناسبة وتهيئة الموقع لمحركات البحث المختلفة بحيث يظهر أمام الجمهور، مع تحديد عدد صفحات الموقع ووضع قاعدة بيانات مناسبة لهذا النشاط سواء كان تجاري أو تعليمي أو ترفيهي أو إخباري، فكل نوع سيكون له قواعد بيانات مختلفة وأكواد لسهولة الاطلاع على المحتوى، وهو الأمر الذي يتطلب عادة فريق متكامل من المبرمجين ويقوم كل فرد بمهمة محددة تحت تعليمات رئيس الفريق ثم رئيس المشروع الذي تكون لديه الصورة الكاملة.
8. حماية البرامج والأنظمة من الاختراق:
وهي الوظيفة التي يُطلق على شاغلها اسم محلل الأمن، ويزداد الاهتمام بها يومًا بعد يوم نتيجة زيادة عدد الهجمات الإلكترونية وتنوعها، ويمكن للمبرمج كتابة الشفرات أو التعليمات البرمجية التي تمنع الاختراق الأمني أو تطلق إنذارات واضحة لاكتشافها مبكرًا، كما يكون قادرًا على إصلاح البرامج التي تعرضت إلى التلف من جراء فيروس أو برنامج تجسس.
ومن الناحية الأخرى فإن المبرمج يكون قادرًا أيضًا إذا توفرت لديه المهارة والخيال الواسع على ابتكار برامج تجسس وفيروسات لاختراق أنظمة معينة، فهي أيضًا لغة برمجة وتعتمد على أكواد معقدة.
ما المهارات الأساسية التي تحتاج إليها لتكون مبرمجًا ناجحًا؟
بالإضافة إلى الدراسة سواء الأكاديمية أو الدورات التدريبية المتخصصة فإن هناك مهارات متنوعة من الأفضل توفرها في المبرمج حتى يحقق النجاح المتوقع، وهي مهارات يمكن أن تتوفر فطريًا ويمكن أيضًا التدريب عليها من خلال بيئة العمل والتعرض للمواقف المختلفة، ومن هذه المهارات:
- حل المشكلات، وهي من المهارات التي يمكن التدريب عليها بالتدريج من خلال التعرض إلى مشكلات متدرجة من أخطاء في البرامج وإصلاحها.
- التفكير النقدي، فالأمر ليس مجرد كتابة أرقام ملتصقة ولكن وزن جميع الخيارات المتاحة وتحديد أفضلها بالنسبة للمشروع ككل أو للمهمة المحددة.
- الانتباه إلى أدق التفاصيل، حيث يمكن لفاصلة أو نقطة غير مرئية أن تفسد عمل أشهر من كتابة الأكواد.
اقرا المزيد:ما هو تخصص هندسة الحاسوب وما هي مجالات عمله ؟