4 طرق لتحسين استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني على الرغم من تراجع الاهتمام بالبريد الإلكتروني كواحد من قنوات التسويق الرقمي التي يمكن أن تحدث فارقًا مهمًا في استراتيجية التسويق ككل، وهذا لصالح منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، إلا أن البريد الإلكتروني ما زال قناة تواصل مهمة يمكن أن تضيف قيمة ممتازة إلى الجهود التسويقية التي تبذل في المشاريع على اختلافها إذا ما تم استثمار التسويق عبر البريد الإلكتروني بطرق صحيحة، وفق استراتيجية واضحة ومبنية على أهداف محددة.
5 طرق لزيادة سرعة موقعك الإلكترونى
لماذا عليك استخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني؟
إذا أردنا الإجابة على هذا السؤال بأبسط شكل ممكن فالجواب على الأغلب سيكون لأن البريد الإلكتروني ليس منصة تواصل اجتماعي مثل تلك التي نعرفها، هنا لا خوارزميات فيسبوك تتلاعب بمستوى الوصول للمنشور حتى تضطرك لدفع المال لإيصال منشوراتك للمستخدمين، ولا خوارزميات غوغل لتنتقي ما هو ملائم وتظهره.
ما يميز التسويق عبر البريد الإلكتروني أنه بمجرد بناء قائمتك البريدية ستتمكن من التواصل مع الجمهور بشكل مباشر، رسائلك ستصل إلى أجهزتهم فورًا دون تدخل أطراف ثالثة كما هو الأمر مع منصات التواصل الاجتماعي، ستحتاج لتكاليف أقل لنشر الرسائل التسويقية، فضلًا عن أن قائمتك البريدية ستحتوي على الأشخاص المهتمين فعلًا بمنتجك أو الخدمة التي تقدمها والذين قاموا بالفعل بتزويدك بعناوين بريدهم، وهذا ما يعرف بالـ Permission Marketing أو التسويق بالإذن.
وهو المبدأ الذي أشار له خبير التسويق سيث جودين في كتاب له بالعنوان ذاته صدر عام 1999 وكان له صدى واسعًا في مجال التسويق منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، ملخص ما جاء في كتاب جودين هو أن على العلامات التجارية توجيه رسائلها التسويقية إلى الأشخاص الذين قاموا بالفعل بمنح الإذن للعلامة التجارية للتواصل معهم أو تسويق منتجها لهم، عندما يقوم المستخدمون بتقديم بريدهم الإلكتروني.
لذلك هنا سنتعرف إلى أربع طرق تساعدك في تحسين استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني خاصتك، أو لبناء واحدة تعزز تواصلك مع جمهورك وعملاءك.
4 طرق لتحسين استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني
1 . التوقيت Timing
توقيت إرسال الرسائل البريدية يعتمد على جمهورك والمجال الذي تنشط فيه علامتك التجارية وطبيعة الرسائل التسويقية في حملتك، أي أن الأمر يعتمد على تجربتك الخاصة. هذا يعني أنه لا بد من بعض التجارب والمحاولات وجمع البيانات وتحليلها حتى تتمكن من الوصول لاستراتيجية مناسبة فيما يخص التوقيت.
وهنا بالتأكيد كلما امتلكت مزيد من البيانات عن المشتركين في قائمتك البريدية كلما تمكنت من الوصول إلى خيارات أفضل وأكثر كفاءة لاستهدافهم برسائلك التسويقية.
الصورة أعلاه من منصة Sender.net المتخصصة في التسويق عبر البريد وبناء القوائم البريدية، توضح الصورة بحسب البيانات التي جمعتها المنصة الأيام من الأسبوع التي تشهد معدل قراءة للرسائل أعلى من أيام أخرى.
أما الصورة التالية فتوضح معدل القراءة على مدار اليوم وأي الأوقات التي يقوم المستخدمون فيها بالاطلاع على رسائل البريد الإلكتروني بمعدل أكثر من أوقات أخرى.
من الضروري أيضًا عند السعي وراء التوقيت المناسب ألا تغرق الجمهور بسيل من الرسائل التي لا داعي لها، وتذكر دائمًا أنك على الأغلب حصلت على عناوين البريد الإلكتروني لمستخدميك نتيجة تقديم عرض ما، وبالتالي هم غير مستعدين لسماع الكثير منك وعلى فترات متقاربة.
في إحصائية لـ Marketing Shapra المتخصصة في الدراسات التسويقية، بينت أن 61 % من الأفراد قالوا أنهم يفضلون تلقي عرض ترويجي واحد خلال الشهر عبر بريدهم، وفقط 16 % قالوا أنهم لا يمانعون تلقي رسائل تسويقية بشكل يومي أو شبه يومي.
لذلك في المرة القادمة التي تضع فيها استراتيجيتك خذ أمر التوقيت ومقدار الرسائل التي ترسلها لجمهورك على محمل الجد، اطلع على بيانات الحملات السابقة وتعرّف على الأوقات الأفضل لإرسال رسائلك، ومقدار ما يجب عليك أن ترسله بين كل فترة وأخرى.
2. التخصيص personalized
9 من أهم مجالات التجارة الإلكترونية الأكثر رواجًا
يمكن أن يكون التخصيص بشكل بسيط مثل إضافة اسم المستخدم إلى عنوان رسالة البريد، أو أكثر تخصيصًا واستهدافًا كأن ويكون محتوى الرسالة موجه لفرد أو مجموعة مستخدمين محددين.
تشير الإحصائيات أن رسالة البريد الإلكتروني التي تحتوي على اسم المستخدم في العنوان تزيد احتمالية فتح الرسالة من قبل المستخدم بمعدل 26 % عن الرسائل التي لا تشير إلى اسم المستخدم بشكل مباشر.
لذلك يعد التخصيص من الوسائل المهمة التي تزيد من كفاءة الحملات التسويقية عبر البريد الإلكتروني لأنه يجعل الرسائل أكثر تخصيصًا واستهدافًا للجمهور، وأكثر ملائمة لاحتياجاتهم واهتماماتهم.
بالتأكيد التخصيص الجيد لقوائم البريد يتطلب امتلاكك لبيانات كافية عن المستخدمين، وكلما امتلكت بيانات أكثر كلما تمكنت من هذه التقنية بشكل أفضل.
بدءًا من التخصيص في عنوان الرسالة، إلى التخصيص في المحتوى، ومن ثم العروض التي يمكن أن تقدم، كل هذا سيجعل استراتيجية التسويق الإلكتروني خاصتك أكثر فعالية.
فعندما يقوم أحد المستخدمين بطلب منتج ما من متجرك الإلكتروني، ومن ثم يقوم بإلغاء الطلب لاحقًا، تعد هذه فرصة ممتازة لاستهداف هذا الشخص برسالة بريد إلكتروني تخبره فيها بتوفر عرض على ذات المنتج الذي كان قرر شراءه في وقت لاحق ومن ثم ألغى الطلب.
لحسن الحظ فإن منصات إدارة القوائم البريدية صارت توفر الكثير من السهولة في التعامل مع تلك القوائم ومهما كان حجمها، منصات مثل Mailchimp وغيرها تمكننا من أتمتة وجدولة الرسائل البريدية بالشكل الذي نريد لنضمن استراتيجية تسويق وتنفيذ عالية الكفاءة.
3. التسويق بالتقطير Drip Marketing
وهي سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المجدولة مسبقًا وفق تسلسل زمني، ترسل تباعًا وبشكل تلقائي لكل مستخدم يشترك في القائمة البريدية، لذلك تعرف هذه التقنية أيضًا بـ Automated Email.
ما يميز هذه التقنية هو القدرة على الانتقال بالمستخدم وفق خطوات متسلسلة منذ اللحظة الأولى التي يتعرف فيها على علامتك التجارية وصولًا إلى الهدف الذي تريد، سواء كان شراء منتج أو خدمة أو غير ذلك.
لنفترض أنك تقدم دليلًا ما على شكل كتيب في موقعك الإلكتروني وتطلب من الزوار تزويدك ببريدهم حتى يتمكنوا من تحميل الدليل، بمجرد تقديم الزائر لعنوان بريده ستصله رسالة مرفق معها رابط تحميل الدليل.
ولكن من غير المعقول أن تتوقف العملية هنا، فأنت بالتأكيد قمت بتأليف الدليل بناء على هدف تريد تحقيقه من وراء ذلك، ولنفترض أنك تريد بيع دورة تعليمية، فتبدأ عندها بتأسيس علاقة مع المستخدم عبر البريد الإلكتروني، لتقوم بإرسال رسالة أخرى بعد عدة أيام تحتوي مزيد من التفاصيل عن الموضوع الذي يناقشه الكتيب.
بعد فترة قصيرة أخرى يتسلم المستخدم رسالة منك تخبره بإمكانية التعرف أكثر عن الموضوع من خلال الدورة التعليمية التي تقدمها، ثم تعاود إرسال رسالة أخرى تقدم فيها عرضا أو حسم على التسجيل في الدورة خاصتك، باعتبار أن المستخدم مهتم بهذا الموضوع.
لتكون بذلك ومن خلال سلسلة الرسائل هذه وطدت علاقة مع المستخدم منذ اللحظة الأولى التي تعرف فيها عليك أو منتجك، وانتقلت به من مرحلة إلى أخرى، وفي كل مرحلة من هذه المراحل كنت تقدم ما يعزز هذه العلاقة ويجعلها أكثر قيمة لمنتجك أو خدمتك، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة التي يمر فيها العميل وهي مرحلة الشراء.
ليس مطلوب منك في هذه التقنية أن تكون وراء شاشتك وتكتب سلسلة من رسائل البريد لكل مستخدم يضيف عنوانه إلى قائمتك، وإنما يتطلب الأمر فقط بعض الجهد في البداية ومن ثم جدولة الرسائل من خلال أي من منصات إدارة القوائم البريدية، وستتم العملية لاحقًا بشكل تلقائي مع كل المستخدمين الذين يضافون على قائمتك.
4. التجزئة Segmentation
تجزئة وتقسيم الجمهور والمستخدمين وفق عوامل مختلفة مثل الاهتمامات والحاجات والعمر والجنس ومدى ارتباطهم بالعلامة التجارية خاصتك هو جزء من أي استراتيجية تسويق وليس فقط في التسويق عبر البريد الإلكتروني.
إدراكك بأن المشتركين في قائمتك البريدية هم ليسوا فئة واحدة وإنهم يمتلكون حاجات ورغبات واهتمامات مختلفة، يجعلك أكثر قدرة على التفكير بنمط المجموعات والفئات، وبالتالي تتمكن من استهداف الفئات الأكثر صلة بعلامتك التجارية والذين تضمن أنك ستحقق عائدًا منهم.
وإلا فإنًّ معاملتهم واستهدافهم برسائل تسويقية باعتبارهم فئة واحدة سيؤثر على كفاءة استراتيجيتك في التسويق، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويجعلهم يشعرون بأن خدماتك أو منتجاتك غير ملائمة لهم، وبالتالي يبحثون عن بديل.
كذلك بفضل التخصيص يمكنك استهداف الفئات الأكثر صلة بعلامتك بمحتوى خاص بهم يعزز من ولائهم لخدماتك، واستهداف الفئات الأقل اهتمامًا بمحتوى موجه بحيث يحفزهم لمزيد من الاهتمام والمتابعة.
لذا في المرة القادمة التي تضع فيها استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني لخدماتك، خذ بالاعتبار أنّ التجزئة الجيدة لقوائم المشتركين والمبنية على بيانات كافية حول كل فئة منهم ستزيد من كفاءة الاستراتيجية وفعالية حملاتك التسويقية بمعدل كبير.
وهذا بحسب دراسة لـ Campaign Monitor المتخصصة في التسويق الرقمي، إذ بينت أنّ حملات البريد الإلكتروني التي تكون أكثر تخصيصًا ومبنية على تقسيم قوائم المشتركين تكون أكثر عائدًا من حيث القيمة بمعدل 760%، والرسائل ضمن هذه الحملات تكون أكثر احتمالية لتقرأ بزيادة 26% عن الرسائل التي لا تكون مخصصة بشكل جيد.
كانت هذه أربعة من أبرز الوسائل التي يمكن لها أن تساعدك في بناء استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني بكفاءة وفعالية أكبر، تعزز من طرق تواصلك مع جمهورك، تضمن لك إيجاد المحتوى المميز والملائم للمشتركين في قائمتك البريدية وبالتالي تحقيق الأهداف التي تسعى إليها.