رغم تنوع قنوات التسويق الرقمي في عالم اليوم، يظل التسويق عبر البريد الإلكتروني أحد أهم الاستراتيجيات التسويقية الفعالة التي يمكن الاعتماد عليها في التواصل مع العملاء. ذلك لأنّها -كما يقول ديفيد نيومان- تمتلك قدرة هامة لا توجد لدى العديد من القنوات الأخرى، ألا وهي إتاحة الفرصة لإنشاء محتوى بلمسة شخصية ذات قيمة للمستخدم، يمكن تقديمها على نطاق أوسع. لكن ما هي أهمية التسويق بالبريد الإلكتروني؟ وكيف يمكنك تصميم نشرة بريدية احترافية؟
اليوتيوب ترغب في إنشاء منصة التسوق الخاصة بها للتنافس مع أمازون
التسويق عبر البريد الإلكتروني يمنحك نتائج أفضل
لطالما احتل التسويق عبر البريد الإلكتروني مرتبة متقدمة بين أفضل قنوات التسويق الرقمي، مقارنة بالقنوات التسويقية الأخرى التي تُوضع لها ميزانيات كبيرة مثل: وسائل التواصل الاجتماعي، وتحسين محركات البحث. فرغم أنّ بقية القنوات تمنحك تواصل مع عدد أكبر من العملاء، فإن التسويق بالبريد الإلكتروني يمنحك نتائج أفضل معهم، وبالتالي لا بد من استخدامه بشكل مستمر في مختلف الأعمال التجارية.
تعتمد استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني على التواصل مع العملاء من خلال البريد، وذلك لجذب عملاء محتملين للشراء، والحفاظ على العملاء الحاليين ودوام شرائهم، وتحويلهم إلى عملاء يدينون بالولاء للشركة. إذ يمنحك التسويق عبر البريد الإلكتروني الكثير من الفوائد أبرزها:
- التواصل الدائم مع العملاء: يمكنك التسويق عبر البريد الإلكتروني من أن تكون على تواصل دائم مع عملائك، من خلال إرسال النشرات البريدية، أو التحديثات التي ترغب بمشاركتها معهم.
- نسبة تحويل مرتفعة: يوفر التسويق عبر البريد الإلكتروني نسبة تحويل عالية، وبالتبعية زيادة في احتمالية تحقيق الأرباح. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ العائد قد يصل إلى 38$ لكل دولار يُنفق على التسويق عبر البريد الإلكتروني.
- تقسيم العملاء: يساعدك التسويق عبر البريد الإلكتروني على تقسيم الجمهور إلى مجموعة من الفئات حسب اختيارك وطبقًا للبيانات المتوفرة معك، ما يسهّل تخصيص رسائلك لكل فئة في المستقبل.
كيف تنمّي قائمتك البريدية؟
حتى يمكنك تحقيق أعلى فائدة من استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني فأنت بحاجة إلى تنمية قائمتك البريدية، لتشمل وجود عدد أكبر من الأفراد، والأهم من ذلك أن عملية تجميع البريد الإلكتروني منهم يجب أن تتم بشكل صحيح. فأنت لا تريد أن يتم تجاهل رسائلك ويكون مصيرها مصير أي بريد مزعج، لذلك أنت في حاجة لمنح الأشخاص دافعًا للتواصل معك، حيث تأخذ منهم الموافقة على التواصل معهم، بل وتجعلهم راغبين في الأمر ويطلبونه منك، وهذا ما يعرف بالتسويق بالإذن.
1- اجعل التواصل معك قيمًا
حتى يرغب جمهورك فى التواصل معك، لا بد من جعل هذا التواصل سلسًا وذا قيمة بالنسبة لهم. كل ما تحتاجه لتحقيق هذا التواصل هو البريد الإلكتروني، وبالتالي يجب عدم إزعاجهم بطلب الكثير من البيانات. لأنّ سهولة إتمام هذه الخطوة قد يمثّل دافعًا في حد ذاته، لأنهم لن يخسروا شيئًا عند تسجيل بريدهم الإلكتروني.
إضافة إلى ذلك، لا بد من تقديم نشرة بريدية تحتوي على محتوى قيّم مناسب لهم حتى يجذبهم ويشجعهم على تقديم البريد الإلكتروني الخاص بهم، بل وينتظرون التواصل معك. يتنوّع المحتوى الذي يمكنك استخدامه وتقديمه لعملائك في نشراتك البريدية، لكنه عادة لا يخرج عن 4 أنواع هي:
- محتوى مفيد: مثل إرسال النماذج أو ترشيح لأدوات يمكن أن يستخدمها عملائك في حياتهم وأعمالهم.
- محتوى تعليمي: مثل الكتب الإلكترونية والفيديوهات التعليمية والإنفوغرافيك والخرائط الذهنية.
- محتوى ترفيهي: وهو المحتوى البسيط الذي يهدف إلى الاستمتاع، مثل إرسال الاختبارات التي قد يحب العميل الإجابة عليها، أو المسابقات التي يمكنه من خلالها الفوز بجائزة.
- محتوى لتشجيع الشراء: مثل عرض كوبونات الخصم، أو التجربة المجانية للخدمة لفترة من الوقت، وعروض الشحن المجاني وما إلى ذلك.
2- اهتم بزر الدعوة للانضمام داخل موقعك
يجب عليك الاهتمام بوضع زر الدعوة للانضمام للقائمة البريدية الخاصة بك في أماكن ملحوظة بالنسبة للجمهور، ويمكن إضافته في أكثر من مكان بالموقع الإلكتروني، في الأعلى والأسفل داخل الصفحة الرئيسية، وأيضًا في صفحات تعريفية محددة. من الجيّد أن يكون محتوى الزر مبتكرًا، فبدلًا من كتابة انضم إلي النشرة البريدية، يفضل استخدام جمل جذّابة أكثر تعبيرًا.
أيضًا، مع الإشارة لنجاحاتك في هذا المجال، وأنّه بوجوده معك سيكون مع عدد كبير من الأشخاص الذين يستفيدون من نشراتك البريدية ذات المحتوى الفريد. مثلًا لو شركتك تعمل في مجال التسويق، قد يكون محتوى الزر كالتالي: يمكنك الاستمتاع بأفضل النصائح من خبرائنا في التسويق، انضم الآن إلى أكثر من ألف شخص يتابعوننا يوميًا.
3- أخبره بالمحتوى المتوقَّع الحصول عليه
قد يكون الدافع الرئيسي للشخص ليمنحك بريده الإلكتروني هو الحصول على محتوى من الأنواع المذكورة سابقًا، لكن حتى يمكنك تحقيق الاستفادة القصوى من استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني فأنت في حاجة إلى بقاء الشخص معك باستمرار. لذا، بعد اشتراكه بالنشرة البريدية الخاصة بموقك، يُفضل مشاركته بالمحتوى المتوقع الحصول، كما يفضّل تذكيره بموعد نشرتك البريدية إن كنت تعتمد موعد ثابت لها، وبالتالي تضمن متابعته لك في المستقبل.
4- التنويع في سبل الحصول على البريد الإلكتروني
لا تعتمد استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني على جمع البيانات من خلال الموقع الإلكتروني وحسب، بل توجد العديد من الوسائل الأخرى التي يمكنك الاعتماد عليها لتنمية قائمتك البريدية. يمكنك الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك، من خلال تقديم فرص أو عروض وخصومات جيد لجمهورك، وتكون وسيلة الحصول عليها من خلال البريد الإلكتروني، فيقرر الأشخاص التسجيل معك للوصول لهذ العروض.
ما مواصفات النشرة البريدية الفعّالة؟
سهلة الاستخدام والتطبيق
باختلاف نوع المحتوى المرسل في النشرة البريدية، فالمستخدم يحتاج للشعور بأنّ هذا المحتوى سهل في استخدامه، ويمكنه تطبيقه لتحقيق استفادة ملحوظة منه بالفعل. فلا يجب أن ترسل كتابًا إلكترونيًا تتخطى عدد صفحاته 200 صفحة، لأنه في النهاية يستهدف التسويق عبر البريد الإلكتروني جذب الأشخاص والحفاظ على وجودهم دائمًا. فإذا شعر الشخص بأنّ المحتوى لا يفيده أو صعب في استخدامه ويستغرق وقتًا كبيرًا، فإنّ اهتمامه سيتأثر بالتأكيد.
كيف تحصل على Microsoft Office على آيفون؟
تمنح الجمهور صلاحيّة إلغاء الاشتراك بها
قد يكون لديك العديد من البيانات التي قمت بتجميعها، سواء من خلال المبيعات أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي، لكن من المهم التأكد من أن أصحاب هذه البيانات يمنحونك صلاحية التواصل معهم، وأنّهم ينتظرون النشرة البريدية التي سترسلها إليهم.
أيضًا يجب أن يكون لدى المستخدم صلاحيّة إلغاء النشرة البريدية في أي وقت، وهذا يجب أن يكون خيارًا ثابتًا في كل نشرة بريدية ترسلها. فأنت مجرد ضيف بالنسبة لهم، ومن المحتمل أنّ الشخص قد أصبح غير مهتمٍ بما ترسله، فهنا سيقوم بإلغاء الاشتراك ببساطة. وإلا سيبلغ عن محتواك على أنّه محتوى مزعج إن لم يجد هذا الخيار متاحًا، وهذا قد يؤدي إلى ضررٍ كبير عليك.
تُرسّل باستمرار
طبقًا للتقسيم الذي اعتمدته لعملائك بحسب رؤيتك، يجب أن تظل على تواصل دائم معهم بإرسال نشرات بريدية ذات محتوى مفيد لكل فئة. سواءً إرسال محتوى تعليمي أو عروض للشراء أو أي محتوى آخر يناسب جمهورك، ويجعله يشعر بأنّه يحصل على قيمة حقيقية، فيتولّد لديه شعور بالولاء لك.
رغم أنّ البعض قد يرى أنّه لا يحقق نتائج سريعة من التسويق عبر البريد الإلكتروني بسبب عدم الاستجابة الدائمة من الجمهور، فإن هذا غير صحيح. ببساطة، لأن استمرار ظهورك لدى الجمهور قد يؤدي إلى التأثير على اختياراتهم عند الشراء مستقبلًا، وقد تكون أنت الخيار الأول الذي يعتمدون عليه بسبب قيمة المحتوى الذي ترسله لهم.
على عكس أن يكون تواصلك على فترات بعيدة جدًا، لدرجة أنّ المستخدم قد يتساءل عن هويتك، فهو لا يتذكر متى قام بالاشتراك في النشرة البريدية الخاصة بك بسبب طول فترة انقطاعك عن التواصل معه، وعادة ما يقوم بإلغاء الاشتراك في هذه الحالة.
ذات توقيت مناسب
اختيار الوقت المناسب لإرسال النشرة البريدية من الأشياء المهمة للغاية، إذ يعتمد عادة على نوعية المحتوى وطبيعة الجمهور المستهدف. فمن خلال التجربة وتحليل النتائج، ستكون قادرًا على تحديد الوقت المناسب. مثلًا لو أنّ مشروعك يستهدف الأشخاص الذين يعملون في وظائف بدوام كامل، هل سيكون لديهم الرغبة في تلقي محتوى أخر بعيدًا عن الرسائل المتعلقة بوظائفهم؟
هذا ما ستعرفه مع تقييم نتائج حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني، إلى جانب معرفة هل يجب عليك الاستمرار في هذا الأمر أو اللجوء إلى بعد التعديلات فيما يتعلق بالمحتوى والتوقيت. من أكثر الأشياء الناجحة في اختيار التوقيت، أن تصل بجمهورك إلى أنّهم يعرفون موعد إرسال النشرة البريدية الخاصة بك، بل وينتظرونها.
أن تكون أكثر تخصيصًا
يحب الناس شعور أنّ الرسائل موجهة لهم دون غيرهم، وفي التسويق عبر البريد الإلكتروني الذي يعتمد في المقام الأول على رسالة تظهر لكل فرد في بريده، فاستخدام اسمه في عنوان النشرة البريدية، أو شعوره بأنّ الحديث يخصه هو تحديدًا، يجعل قابليّته لفتح الرسالة وقراءتها أكبر. تشير الإحصائيات إلى أن الرسالة التي تحتوي على اسم المستخدم في عنوانها، تزداد احتمالية فتحها من المستخدم بمعدل 26% عن الرسائل التي لا تشير لاسمه بشكل مباشر.
أفضل إضافات الووردبريس التي تساعد في تحسين محرّكات البحث (SEO)