الواقع الافتراضي والمعزّز: فرصتك الذهبية لدخول السوق بقوة ، الواقع الافتراضي (Virtual Reality) هو واقع خيالي مصنوع ومُهندس حاسوبيًّا لجعله مماثلًا قريبًا من الواقع إلى حدٍّ كبير بحيث يخلق تجربةً حقيقيّة ثلاثيّة الأبعاد للمُستخدم.
يعتمد الواقع الافتراضي على مجموعة أدوات خاصّة (Gadgets) تُدعى بنظّارات الواقع الافتراضي تقوم بعرض الصور أو المقاطع الصوتيّة عبر جهاز العرض ونظام الصوت المُصمَّم خصيصًا لخلق بيئة محيطة مماثلة للواقع تمامًا، والتي ستسمح للمُستخدم بـ “معايشة” الواقع المعروض.
وبالمقابل فإن الواقع المُعزّز (Augmented Reality) يختلف عن الافتراضي في أنّه لا يحتاج إلى أدوات خاصّة ومع ذلك فإنّه يخلق بيئة تفاعليّة ثلاثيّة الأبعاد لأي مجسّم يتمُّ تصميمه ضمن التطبيق المُستخدم لتفعيله.
وآليّة عمل الواقع المُعزّز بسيطة وهي تعتمد على وجود برنامجٍ خاصّ يتضمّن بيانات المجسّمات بشكل ثلاثي الأبعاد بالإضافة إلى جهاز عرض متوافق مع التطبيق (هاتف Android أو IOS أو أي جهاز متوافق آخر) يقوم هذا التطبيق بعرض تجسيدٍ ثُلاثي الأبعاد لأي مُنتج أو مُجسّم ضمن مكتبة التطبيق.
كيف تستثمر هاتين الورقتين الرابحتين
لا شكّ أنّ عمليّة التسويق والإعلان عن المُنتج تُعتبر أحد الركائز الأساسيّة للانطلاق في أيّ مشروعٍ تجاري، ولا جدال إطلاقًا على أن السوق أصبح يضُجُّ بالمنافسين الأمر الذي يجعل من تصدّر مُنتجك للساحة أمرًا صعبًا وشاقًّا.
وهنا ستلعب الشركات ورقتي الواقع المُعزّز والافتراضي في تمييز مُنتجك بين جَمهرة المُنتجات الأخرى. وفيما يلي سنستعرض أهم الميّزات التي يمكن أن تقدّمها لك.
الواقع المعزّز والافتراضي، أسلوب التسويق العصريّ المميّز
حقّق التسويق الالكتروني رواجًا كبيرًا في أوساط الدعاية والإعلان إلّا أنّ الإعلانات الورقيّة التقليديّة في الصُحف والمجلّات وعروض التلفاز ما زالت تحتلّ مكانة جيّدة في عالم الدعاية والتسويق
بالرغم من أنّها بدأت تتراجع مؤخّرًا بسبب توظيف التقنيات الجديدة كالعالم الافتراضي والعالم المُعزّز في التسويق والإعلان، فالمستخدمون بشكل طبيعي سئموا من الطرق التقليدية في الإعلانات وباتوا يرغبون بشيء جديدٍ مُميّز.
وهنا فرض الواقع المُعزّز والافتراضي نفسه كأحد الوسائل التسويقيّة المُميّزة والتي قدّمت حلولًا بسيطة وفريدة من نوعها يمكننا تلخيصها في النقاط التالية:
الربط المعنوي للعميل
سمح الواقع الافتراضي للمروّجين وروّاد الأعمال وأصحاب الشركات بتقليص الهوّة بينهم وبين عملائهم من خلال إضفاء طابع الثقة بالمُنتج، فعندما تُتاح الفُرصة للعميل بأن يُعاين المُنتج افتراضيًّا ويقوم باختباره ومشاهدته ويتمكّن من التعرّف عليه أكثر بل وتجربته قبل شرائه فهذا بدوره سيساعد على بناء جسر الثقة بين العميل وأصحاب المُنتج.
تكلفة صغيرة ونتائج كبيرة
إن أصحاب المشاريع والشركات الإنتاجيّة يخصّصون مبالغ طائلة لحملات التسويق لديهم، منها ما يكون مفيدًا وذا نتائج إيجابيّة على انتشار المُنتج، والكثير منها يكون مضيعةً للمال والوقت والجُهد، سيّما أن تكلفة وضع الإعلانات على واجهة الصّحف أو الإذاعات المشهورة يتطلّب مبالغ هائلة تصل إلى 500 ألف دولار في بعض المجلّات العالميّة.3
وهنا يلعب الواقع الافتراضي ورقته الرابحة في تقليل التكاليف وتحقيق نتائج أكثر إيجابيّةً، حيث أنّ تكلفة تصميم تطبيقٍ لواقع مُعزّز أو افتراضي ترويجي للمُنتج بتفاصيله كاملةً تصل إلى 5 آلاف دولار في المتوسط
وهذا المبلغ يُعتبر ضئيلًا إذا ما قُورن بحملات الإعلان في الصحف، بالإضافة إلى أنّ توظيف الواقع الافتراضي و الواقع المُعزّز سيكون قيمةً ثابتة تستفيد منها الشركة على المدى الطويل، على خلاف الإعلانات التقليدية المرحليّة المؤقتّة، كما أنّه سيترك انطباعًا إيجابيًّا وصِبغةً فريدةً للشركة المصنّعة في نفوس عُملائها.4
فُرصة التجربة قبل الشِراء
كلنا يعلم أن العميل يميل دائمًا إلى الرغبة في تجربة المُنتج قبل شرائه، وهذا في الواقع غيرُ مُتاح في كثيرٍ من الأحيان، في حين أنّ هذه القاعدة لا تنطبُق على الواقع المُعزّز فهو يفتح المجال أمام عملائك لمُعاينة مُنتجك بل وحتى تجربته افتراضيًّا ومحاكاته ضمن أُطر واقعيّة، وهذا كما ذكرنا سابقًا سيترك انطباعًا إيجابيًّا ومشجّعًا لدى العميل.
والجدير بالذّكر أيضًا أنّ الواقع الافتراضي يتجاوز عقبةً مهمّة غالبًا ما تُربك روّاد الأعمال وأصحاب الشركات الإنتاجيّة وهي توفير طيف المُنتجات كلّه بين يدي العميل
فالعميل قد يرغب في معاينة أنواع مختلفة من منتج ما وهذا قد لا يكون مُتاحًا في الفروع أو حتى في المراكز التجاريّة الرئيسية.
في حين أن تسويق المُنتجات وعرضها بواسطة الواقع المُعزّز لا يتطلب سوى وجود مكتبةٍ لها في التطبيق نفسه، وتأمين مكتبةٍ رقميّة للمُنتجات في تطبيق الواقع المعزّز لا يتطلّب مساحة مكانيّة ولا إنتاجًا لكامل عيّنات المُنتج
بمعنى آخر فإنه ينفي الحاجة لتوفير مُتطلّبات العميل من مَقاسات أو أصنافٍ أو ألوانٍ معيّنة كلّها في وقتٍ ومكانٍ واحدٍ، فبإمكانه تصفّحُ كافة أصناف المُنتج من قاعدة بيانات واحدة على الجهاز اللوحي أو نظام العرض المُزوّد بالواقع المُعزّز.
لفت الانتباه إلى المُنتج أو الخدمة الجديدة
تميل اهتمامات العملاء في وقتنا الحاضر إلى كلِّ ما هو جديد فريد، وللواقع الافتراضي في ذلك جولةٌ رابحة، فالبيئة التفاعليّة التي يُضفيها على العملاء تعطيهم تجربةً فريدة للمُنتج، فرؤيتهم له وتفاعلهم معه سيولّد صيتًا سريعًا وواسعًا في الأوساط الاجتماعيّة المحليّة وحتى العالميّة ويسمح لمُنتجك أن يسوّق نفسه بنفسه.
كيف تبدأ رحلتك في عالم التسويق الافتراضي
في الواقع إن تهيئتك لتسويق مُنتجك الخاص عن طريق الواقع الافتراضي ليس بالأمر الصعب فهو يتطلّب بِضع خُطواتٍ بسيطة يمكن لأصحاب المشاريع الكبيرة والصغيرة أنّ ينفذوها على حدٍّ سواء. وهنالك صنفان أو توجّهان أساسيّان لتطبيقات الواقع المُعزّز والتي تعتمد عليها شركات التسويق هما:
الواقع المُعزّز المُعتمد على العلامات
يعتمد هذا النوع من التطبيقات على الواسمات باللونين الأبيض والأسود لتفعيل التطبيق وذلك باستخدام كاميرا الجهاز لعرض معلومات إضافية عن المُنتج أو الخدمة.
وهذه الواسمات هي عادةً منشورات ورقيّة تتضمّن كودات (QR) أو صورًا ثنائيّة الأبعاد والتي يتمُّ برمجة التطبيق سابقًا للتعرّف عليها وإظهار المُجسمّات التفاعليّة ثلاثيّة الأبعاد والمعلومات الإضافيّة عند التقاطها بكاميرا الجهاز.
وتُستخدم هذه الطريقة بشكل كبير في إعلانات الصُحف والمجلّات والمنشورات بحيث يتمكّن القارئ بمجرّد امتلاكه للتطبيق وتوجيه كاميرا هاتفه إلى المنشور الورقي من استعراض المُنتج بشكل ثلاثي الأبعاد والتفاعل معه بواقعيّة كبيرة.
الواقع المُعزّز المُعتمد على الحسّاسات
على خلاف سابقه فهو لا يتطلّب وجود واسمات ورقيّة، وبدلًا من ذلك فإنّه يعتمد على كُلٍّ من الانترنت، الحسّاسات في الكاميرا والحسّاسات المُتوفّرة في الهواتف الذكيّة مثل الحسّاسات البصريّة والحركيّة (نظام تحديد المواقع GPS والبوصلات وحسّاسات التسارع).
وبواسطة هذا النوع من التطبيقات بإمكان المُستخدم توجيه كاميرا هاتفه بأي إتّجاه ورؤية المُجسّمات الافتراضيّة والاستعراضات ثلاثيّة الأبعاد التي بُرمج وِفقها التطبيق.
وأكثر ما يُستخدم هذا النوع من التطبيقات في استعراض المُنتجات بشكل واقعي كأثاث المنزل أو الملابس أو حتى مساحيق التجميل الموجودة في قاعدة بيانات التطبيق.
ويتبقى مهمّة نشر التطبيق في الأوساط البرمجيّة (لاسيّما آب ستور وغوغل ستور) ولا ضير من بعض الإعلانات التقليديّة للإشادة بتطبيق الواقع الافتراضي الجديد والمُميّز للشركة.
ويجب التنويه أيضًا إلى ضرورة تحديث وتزويد قاعدة بيانات التطبيق بمعلومات المُنتجات وأصنافها بشكل مستمر لكل يكون العميل على دراية بآخر المُستجدّات على صعيد مُنتجات أو خدمات الشركة.
مايكروسوفت تصحح 99 عيبًا أمنيًا في أنظمة ويندوز