طورت شركة Blueshift Memory البريطانية الناشئة في مجال الحوسبة نوعًا جديدًا من رقاقات الحاسب القادرة على جعل عمليات البيانات أسرع بمقدار ألف مرة.
وبحسب مبدعي الرقاقة، فإن ذلك يساعد في تسريع الاكتشافات العلمية بشكل كبير مع تحسين الازدحام المروري بشكل ملحوظ.
وقد يكون للرقاقة آثار كبيرة على أبحاث الحمض النووي، وتصميم الذكاء الاصطناعي في المركبات الذاتية التحكم التي تحتاج إلى معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة لاتخاذ القرارات.
كما يمكنها أن تؤدي إلى اكتشافات جديدة للعقاقير الدوائية، وحل مشكلات، مثل الازدحام المروري؛ والتلوث في المدن، من خلال تحسين بنية المدن التحتية وتخطيطها، مع تحسين البحوث في مجال تغير المناخ.
ويعالج النموذج الأولي لرقاقة الذاكرة الفجوة المتزايدة بين التقدم الأسرع لوحدات المعالجة المركزية (CPU) مقارنة برقاقات الذاكرة – وهي مشكلة تعرف باسم “عنق الزجاجة”.
ويعني التفاوت أن أجهزة الحاسب العالية الأداء غير قادرة على تحقيق إمكانات وحدة المعالجة المركزية عند تنفيذ عمليات كثيفة الاستخدام للبيانات، مثل تحليل قواعد البيانات الكبيرة أو عمليات البحث في قواعد البيانات بملايين النتائج المحتملة.
وتبعًا لذلك، فإن البيانات تتكدس في قائمة انتظار بطيئة الحركة بين وحدة المعالجة المركزية والذاكرة الأقل كفاءة، الأمر الذي يقلل من السرعة التي يمكن لأجهزة الحاسب تقديم النتائج من خلالها.
ويمكن أن تسمح الشريحة الجديدة لأجهزة الحاسب بتنفيذ عمليات تستغرق حاليًا ساعات أو أيام في غضون دقائق، وتدعي الشركة أن تصميمها الجديد للذاكرة يسمح بإجراء عمليات معقدة معينة في غضون دقائق مقارنةً بالمهام التي تستغرق اليوم ساعات.
وقال بيتر ماروسان Peter Marosan، كبير مسؤولي التقنية في Blueshift Memory: تخيل لو كنت سائق سيارة أجرة ولكن المدينة التي تعمل بها تتغير دائمًا، والناس يقومون باستمرار بتبديل المنازل، وتختفي المتاجر والخدمات وتعاود الظهور في أماكن مختلفة، ويمكننا القول إن هذا الوضع يشبه طريقة تنظيم البيانات في الرقاقات الحالية.
وأضاف “تصميمنا يستبدل ذلك ببلدة مستقرة ومنظمة حيث تعرف بالفعل أين يوجد كل شيء ويمكن أن تجده بسرعة أكبر بكثير، مما يجعل كل شيء أسرع وأسهل وأكثر فعالية”.
ويُعيد تصميم Blueshift Memory الجديد تنظيم الطريقة التي تتعامل بها شريحة الذاكرة مع العمليات، بحيث تقدم البيانات إلى وحدة المعالجة المركزية بشكل أسرع بكثير.
ويسمح التصميم بنمذجة البيانات بشكل أكثر فاعلية، مما يعني أن الرقاقة ستكون مفيدة للتنبؤ بالطقس والتنبؤ بتغير المناخ، وذلك تبعًا إلى أن الشريحة مصممة لتخزين البيانات استعدادًا لهذا النوع من العمليات.
ويمكن أن يساعد حل مشكلة الفجوة المتزايدة بين التقدم الأسرع لوحدات المعالجة المركزية مقارنة برقاقات الذاكرة في تحسين سرعة محركات البحث وسرعة معالجة نظارات الواقع الافتراضي بما يصل إلى ألف مرة.
وبالرغم من أن تطوير الرقاقة التي تتجاوز طراز النموذج الأولي سيكون مكلفًا، إلا أن شركة Blueshift Memory قالت: إنها تسعى حاليًا للحصول على تمويل لمواصلة تطوير الرقاقة.