تخطط شركة فيسبوك لإنشاء ما تسميه “غرفة حرب” فعلية تهدف من خلالها إلى جمع الموظفين معًا لإيجاد وإنهاء محاولات التدخل الخارجية في الانتخابات النصفية الأمريكية المقبلة، ووفقًا لتقرير سي إن بي سي نيوز NBC News، فإن غرفة الحرب هذه سوف يتم بناؤها داخل مقر فيسبوك الرئيسي في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، وتأمل فيسبوك في أن تكون “غرفة الحرب” قادرة على اكتشاف التدخلات الخارجية في الأحداث السياسية بسرعة أكبر وحماية مستخدمي فيسبوك وإنستاجرام من هذا التدخل.
وتأتي هذه الأخبار في ظل خضوع طريقة عمل فيسبوك وكيفية إدارة وحماية بيانات المستخدمين للتدقيق الشديد من جانب الحكومات في جميع أنحاء العالم منذ ظهور فضيحة كامبريدج أناليتيكا، حيث تم مشاركة بيانات 87 مليون مستخدم بشكل غير صحيح مع شركة مرتبطة بحملة دونالد ترامب الرئاسية، وتم جمع هذه المعلومات خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 لتحديد كيفية تصويت المواطنين.
وقال Samidh Chakrabarti، مدير منتج فيسبوك للمشاركة المدنية إن الأوامر لتحسين الوضع تأتي بشكل مباشر من المؤسس مارك زوكربيرج، والذي خضع بدوره إلى جلسة استجواب في أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتيكا من قبل أعضاء مجلس الشيوخ، بحيث ينبغي أن تكون فيسبوك مستعدة لكل شيء بعد الجدل بشأن ردها البطيء على التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وتحدث المسؤول التنفيذي عن أن منصة فيسبوك أصبحت بالفعل أكثر فعالية بكثير مما كانت عليه في السابق فيما يتعلق بالتعامل مع العمليات السياسية السرية، وأن الشركة أصبحت تركز الآن بشكل كبير على تنفيذ ذلك بشكل صحيح، وذلك على الرغم من أن كبير مسؤولي الأمن السابقين أليكس ستاموس Alex Stamos يقول إن الوقت قد فات لحماية انتخابات منتصف المدة من التدخلات الخارجية.
وتستضيف غرفة الحرب فريق الاستجابة السريعة في الأسابيع التي تسبق الانتخابات، بحيث يركز هذا الفريق جهده على تعقب التدخلات السياسية وإيقافها على منصتي فيسبوك وإنستاجرام قبل حدوث أي ضرر، وتضم الغرفة مجموعة متنوعة من موظفي فيسبوك من مختلف التخصصات، بما في ذلك الهندسة وعلوم البيانات والسياسة العامة وغيرها من مجالات العمل، من أجل اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة.
وتتنوع هذه القرارات السريعة ما بين فرض شفافية على الإعلانات السياسية ومنع الحسابات ومنع انتشار الأخبار المزيفة، وتبدو “غرفة الحرب” إلى حد ما مثل مختبر للحاسب، مع تجهيزها بشاشات وأجهزة حاسب لعرض مجموعة متنوعة من المقاييس التي يمكن استخدامها لتعقب الحسابات الاحتيالية أو النشاط السياسي المنسق، كما يجري تزويد بعض موظفي الغرفة بأجهزة إنذار للتحذير من حدوث طفرات غير متوقعة أو هبوط مفاجئ في النشاط.
وأضاف المسؤول التنفيذي في الشركة “أعتقد أننا في مكان أفضل بكثير مما كنا عليه في عام 2016″، ونحاول أن نبقى متيقظين للتأكد من أننا سنبقى متقدمين على المشاكل الجديدة التي تظهر تبعًا إلى أن هذا الأمر لا نهاية له، وهذا هو بالضبط السبب في أننا نستثمر الكثير في العناصر البشرية والتكنولوجيا لنكون مستعدين بقدر الإمكان لانتخابات منتصف المدة.
ولا تتعلق “غرفة الحرب” بالتكنولوجيا الموجودة، بل تتعلق بعملية جعل الناس القادمين من اختصاصات مختلفة قادرين على تشخيص وتحديد أي نوع من القضايا الشائكة التي تظهر، وقد أدخلت المنصة مؤخرًا أدوات لشفافية الإعلانات، والتي تظهر للمستخدمين الأشخاص الذين يدفعون للإعلان على المنصة، في حين أنها قامت أيضًا بكشف وحظر وإزالة ملايين الحسابات المزيفة خلال الأشهر الستة الماضية.