في عام 2007 فاجأت عملية التعرف على الوجوه مستخدمي فيسبوك بكفاءتها العالية في تمييز وجوه الأشخاص الموجودة على صور مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال برامج تستخدم خوارزميات ذكية قادرة على تحليل الأشكال والخطوط الموجودة في كل وجه وتحويلها إلى بيانات رقمية لتخزينها والوصل إليها عند الطلب.
ولا يبدو أن عملية تطوير هذه البرامج التي تستخدم الذكاء الاصطناعي سوف تتوقف عند هذا الحد.
ففي مشروع مشترك بين مركز فير وقسم التصوير الشعاعي في كلية الطب في جامعة نيويورك يعمل مجموعة من الخبراء على توظيف هذه القدرات العالية للذكاء الاصطناعي أثناء أخذ صور الرنين المغناطيسي، فهذه الصور التي تحتاج عادة من نصف ساعة إلى ساعة كاملة هي إجراء مرهق جدا للمرضى القابعين في محور الآلة، ويتوجب عليهم أن يظلوا بلا حراك طوال فترة التصوير.
لعبة التفاصيل
سيتيح الذكاء الصناعي للآلة التي تمسح أنسجة المريض القدرة على تمييز ماهو ضروري وغير ضروري من تفاصيل تلك الأنسجة، وستقوم الآلة بالحصول على الضروري فقط من هذه التفاصيل وتحويلها لبيانات رقمية، ومن ثم تملأ مابقي من تفاصيل غير مصورة ببيانات مولدة اصطناعياً. وهي تقنية يتوقع خبراء مركز فير أن تسرّع عملية المسح والتصوير عشر مرات، ويبقى التحدي الذي ستواجهه هذه التقنية هو القدرة على تمييز تلك التفاصيل الضرورية أولاً.
استطاع مركز فير في هذا المشروع الحصول على 30 مليون صورة مأخوذة بواسطة المسح بالرنين المغناطيسي لعشرة آلاف مريض بعد إزالة أسماءهم منها لحماية خصوصيتهم، ستساعد هذه الكمية الهائلة من الصور خبراء المركز في تطوير الخوارزميات المستخدمة للتعرف على التفاصيل الموجودة فيها وتحليلها.
مخاوف مستقبلية
وتبقى للمشروع مخاطر محتملة وربما تكون خطيرة مثل امكانية حدوث خطأ الآلة في حال تجاوزها أنسجة مهمة أو أورام خبيثة دون أن تقوم بتصويرها. بالإضافة إلى مخاوف عامة لطالما لطخت سمعة شركة فيسبوك نفسها حول مصير المعلومات التي تخص مستخدميها وقدرتها على حماية خصوصيتهم.
وكانت شبكة سي إن بي سي ذكرت مؤخرا وجود اتصالات بين شركة فيسبوك وعدد من المستشفيات بشأن تبادل بيانات للمرضى، مما أثار سخطا كبيرا أدى إلى تعليق المشروع من قبل الشركة.