أطلقت قوقل مؤخراً تطبيقها الخاص بالبودكاست (Google Podcasts) وهو الذي اعتبره البعض خطوة مهمة ومتأخرة لتوفير تطبيق رسمي وافتراضي لهواتف الأندرويد، كون شركة قوقل أحد مطوري النظام وداعميه، كما هو الحال في هواتف آيفون التي تأتي بتطبيق افتراضي (iTunes) يمكّن المستخدمين من متابعة البرامج الصوتية والاستماع للحلقات في أي وقت.
وبالرغم من أن التطبيق حمل في طياته العديد من الخصائص المفيدة -والذكية- إلا أن البعض -أو الكثير- لم يكونوا راضين عن أداءه أو مقتنعين بالخصائص المتوفرة فيه، وهذا أدى بهم لأن يعطوا التطبيق تقييماً متدنياً أو متوسطاً في متجر التطبيقات Google Play، وهو ما أدى في نهاية المطاف لأن يحصل التطبيق على تقييم متوسط مقداره 3.4 من أصل 5 نجمات فقط، بينما التطبيقات الأخرى المنافسة حاصلة على تقييمات مرتفعة.
هذه بعض تطبيقات البودكاست المجانية المتوفرة في المتجر مع تقييم كل تطبيق:
- تطبيق (Podcast Go) حاصل على 4.7
- تطبيق (Podcast Addict) حاصل على 4.6
- تطبيق (Castbox) حاصل على 4.7
- تطبيق (Podcast Player) حاصل على 4.6
- تطبيق (Pocket Casts) حاصل على 4.6
فيما يلي بعض الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة، ظاهرة حصول بعض التطبيقات الجيدة على تقييمات متدنية:
(1) مقارنتها بالأفضل
المشكلة في حالة تطبيق قوقل بودكاست أنه ظهر متأخراً، ظهر وقد تغلغلت التطبيقات الأخرى في الساحة وانتشرت وتنافست فيما بينها لسنوات في تقديم المميزات والخصائص، وأصبح سقف التوقعات مرتفعاً، فالمستخدم في الغالب جرب الكثير من التطبيقات الأخرى، وحين يبدأ باستخدام التطبيق الجديد، فتلقائياً سيقارنه بالسابق، سيتلمس الخصائص الغير موجودة رغم وجود خصائص أخرى مفيدة، وبسبب تلك المقارنات سيبني قراره بأن التطبيق ليس بالمستوى المطلوب، ويقوم بإرسال تقييم متواضع.
الأمر الآخر متعلق بالشركة المطورة وتوقعات المستخدمين مما يأتي منها، فنحن نرى تلك التقييمات المتدنية على تطبيقات من شركات مشهورة أكثر مما نراها في تطبيقات من شركات مغمورة، لأن سقف التوقعات مرتفع، المستخدم يتوقع من شركة عملاقة مثل قوقل أو فيسبوك أن تأتي بتطبيقات ذات مستوى مرتفع وخصائص فريدة.
(2) مشاكل في هواتف محددة
قد يجرب المستخدم التطبيق فلا يعمل في جهازه، وحينها يعطي التطبيق نجمة واحدة ويكتب انتقاداً لاذعاً مشتكياً بأن التطبيق لا يعمل، بينما هو يعمل في أجهزة أخرى، وهذه المشكلة قد تظهر في بعض التطبيقات التي لا تتوافق مع جميع الهواتف (الشركات)، وكل تقييم يساهم به المستخدم يؤثر على التقييم العام حتى يهبط به إلى مستوى متواضع.
الخلاصة: يجب على مطور التطبيق التأكد من أن تطبيقه يعمل على الهواتف المختلفة القادمة من أهم شركات تصنيع الهواتف الذكية (أن يتأكد أيضاً من ملائمته لحجم الشاشات المختلفة).
(3) كثرة الإعلانات
أحد الأسباب التي تزعج الكثير من المستخدمين وتؤدي بهم لإعطاء التطبيق نجمة أو نجمتين، هو كثرة الإعلانات، صحيح أن تلك التطبيقات المجانية تتربح بشكل أساسي من الإعلانات، وهو أمر مقبول ولا مشكلة فيه، لكن أن يزيد عدد تلك الإعلانات بشكل مبالغ فيه وتظهر كل دقيقة وترغم المستخدم أن يشاهدها مرة بعد مرة، فهذا مما يؤدي إلى أن يحصل التطبيق على تقييم ضعيف رغم قوة أداءه وتعدد خصائصه.
(4) تقييمات سابقة
أحد الأسباب التي تؤثر على التقييم الإجمالي للتطبيق، هو حصوله على تقييمات في الماضي حين كان ضعيف الأداء أو محدود الخصائص أو حتى مليئ بالمشاكل (bugs)، وحين يتم إصلاح تلك المشاكل أو يتم تحسين التطبيق وإصداره بحلة جديدة، حينها سيتحسن رضى المستخدمين وسيحصل التطبيق على تقييمات جيدة، لكن المشكلة أن التقييمات السابقة باقية ولازالت تؤثر على التقييم الإجمالي الذي يؤخذ كمتوسط جميع التقييمات.
هل الحل لتلك التطبيقات أن تبدأ من جديد وتصدر تطبيقاً آخر بعيداً عن التقييمات السلبية السابقة؟ أو ربما الاستمرار في التحسين والتسويق للوصول إلى شريحة أكبر، وبالتالي الحصول على تقييمات إيجابية أكثر تطغى على السابق وتؤثر إيجاباً على التقييم العام؟ كلها خيارات مطروحة يمكن للمطور أو للشركة أن تتخذ أياً منها أو أخرى أنسب منها.
(5) نظرية المؤامرة
هل يمكن أن يتآمر على التطبيق أحد المنافسين، فيوظف الأشخاص والمستخدمين لكتابة وإرسال تقييمات سلبية تطغى على الإيجابية وتؤدي في نهاية المطاف لحصول التطبيق على تقييم ضعيف ؟ نعم يمكن، وقد لا يحتاج ذلك المنافس الشرير لبناء فريق عمل باهض التكاليف، يمكنه ببساطة الاستعانة بمزرعة من مزارع اللايكات التي تقوم بالواجب وأكثر.
مزارع اللايكات هي أماكن تتواجد فيها الكثير من الهواتف الذكية (آلاف الهواتف) داخل غرف مغلقة، بحيث تكون متصلة بمن يديرها ويتحكم بها، كل هاتف وكأنه مستخدم وهمي يقوم بالإعجاب أو التقييم حسب الرغبة، الفيديو التالي يعرض أحد تلك المزارع:
في نهاية المطاف تلك التقييمات والتعليقات ليست الطريقة الوحيدة للحكم على التطبيق، كما أن الأمر نسبي ومتعلق باحتياج المستخدم واستخدامه للتطبيق، فما قد يكون مفيداً لك قد لا يكون مفيداً لغيرك، لذلك: تأكد بنفسك واقرأ التعليقات (السلبية قبل الإيجابية) وجرب التطبيق إن استدعى الأمر، ثم بعد ذلك؛ أصدر حكمك عليه.
– الصورة تحت رخصة الملكية العامة (CC0)، مصدرها موقع pixabay