قال مسؤولون في شركة فيسبوك الثلاثاء إن الشركة تستخدم مجموعة من التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في سبيل التصدي للنشطاء الروس أو غيرهم ممن يستخدمون أساليب خادعة ومعلومات خاطئة للتلاعب بالرأي العام الأمريكي، وقال المسؤولون للصحفيين في مؤتمر صحفي انعقد مؤخرًا إنهم يتوقعون العثور على مثل هذه الجهود على الشبكة الاجتماعية قبيل الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وامتنعت المنصة عن الكشف عما إذا كانت قد كشفت مثل هذه العمليات، حيث واجهت المنصة سابقًا انتقادات واسعة النطاق حول كيفية تعاملها مع الدعاية السياسية والمعلومات الخاطئة منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، والتي تقول وكالات الاستخبارات الأمريكية إنها تأثرت بشكل جزئي بالتدخلات الحكومية الروسية من خلال منصات التواصل الإجتماعي المختلفة.
وحاولت فيسبوك تخفيف الجدل الحاصل من خلال عدد من المبادرات، بما في ذلك أداة جديدة تظهر جميع الإعلانات السياسية التي يتم تشغيلها على الشبكة وجهود جديدة لفحص الحقائق وإعلام المستخدمين عن الأكاذيب الواضحة، لكن الشركة أكدت أنها لن تزيل المنشورات لمجرد أنها خاطئة، كما أعلنت عن إزالة المعلومات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى تعرض الناس للأذى الجسدي.
وجاءت هذه المعلومات من خلال المؤتمر الصحفي الذي حضره ناثانيل غليشر Nathaniel Gleicher، مسؤول سياسة الأمن السيبراني في فيسبوك، وتيسا ليونز Tessa Lyons، مديرة التغذية الإخبارية في فيسبوك، وذلك قبل ظهور رسالة داخلية مرسلة للموظفين من قبل كبير مسؤولي الأمن في فيسبوك، أليكس ستاموس Alex Stamos، والذي يستعد لمغادرة الشركة بحلول شهر أغسطس/آب.
ونشر ستاموس الرسالة عبر موقع داخلي ضمن فيسبوك، لكن وكالة رويترز أكدت صحتها، وقال ستاموس إن الشركة تحتاج إلى أن تكون أكثر انفتاحًا حول كيفية إدارة المحتوى على منصتها، والتي أصبحت وسيطًا رئيسيًا للنشاط السياسي في العديد من البلدان حول العالم، حيث يشكل المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة يوم أمس الثلاثاء جزءًا من جهود فيسبوك في هذا الاتجاه.
وقالت تيسا ليونز إن الشركة تحرز تقدمًا فيما يتعلق بعملية التحقيق من المعلومات وإبراز الكاذبة منها، إذ يتم تحذير المستخدمين قبل مشاركة المقالة بمجرد وصفها بأنها كاذبة، مما يؤدي إلى انخفاض في نسبة مشاركتها لاحقًا بما يصل إلى 80 في المئة، وتحصل منشورات المواقع التي غالبًا ما تعتبر معلومات خاطئة على تصنيف منخفض، مما يحد من رؤية المستخدمين لها، لكن لا تتم إزالتها بشكل كامل.
وأوضح ناثانيل غليشر أن الأشخاص الذين يحاولون الترويج لمعلومات مضللة يستخدمون في كثير من الأحيان حسابات مزيفة لتضخيم محتواهم أو التلاعب بمعايير المجتمع، وكلاهما سبب لإزالة مشاركات أو صفحات كاملة، وقال إن الشركة سوف تستخدم تقنية تتبع للذكاء الاصطناعي تعرف باسم التعلم الآلي كجزء من جهودها للقضاء على الانتهاكات.