أعلنت منصة التواصل الإجتماعي الأكبر عالميًا فيسبوك عن اكتشافها خلل هذا الصباح أثر على 800 ألف مستخدم عن طريق إلغاء حظر شخص واحد على الأقل من قائمة حظر هذا المستخدم لمدة أسبوع تقريبًا، وأوضحت أنها ستقوم بتنبيه الأشخاص المتأثرين بهذا الخطأ الذي أدى إلى إيقاف حظر الأشخاص المحظورين سابقًا ضمن حسابات المستخدمين، وقالت الشركة إن الخطأ كان نشطًا خلال الفترة بين 29 مايو/أيار و 5 يونيو/حزيران.
وأوضحت إيرين إيغان Erin Egan، مسؤولة الخصوصية في فيسبوك المشكلة عبر منشور قائلة: “إن بعض المستخدمين المحظورين لم يتمكنوا من رؤية مشاركات الشخص الذي قام بحظرهم، ولكنهم كانوا قد شاهدوا أشياء شاركها هذا الشخص مع جمهور أوسع مثل الصور التي تم مشاركتها مع أصدقاء الأصدقاء، ونحن نعلم أن القدرة على حظر شخص ما تعتبر مهمة بالنسبة للمستخدمين، ونود أن نعتذر ونفسر ما حدث”.
ووفقًا للمنصة فإن الخطأ لم يعيد تأسيس علاقات الصداقة بين أي من المستخدمين المتأثرين والمستخدمين المحظورين، ولكن قد يكون بإمكان المستخدمين المحظورين إعادة إرسال طلبات الصداقة في حال لاحظوا أنه قد تم إلغاء حظرهم فجأة، كما أكدت إيرين إيغان أن المستخدمين الذين تم حظرهم قد يكونوا قادرين على إرسال رسائل عبر ماسنجر Messenger إلى أشخاص يفترض أنهم لا يرغبون في التفاعل معهم على الإطلاق.
ووفقًا لبيانات فيسبوك فإن 85 في المئة من الأشخاص لديهم شخص واحد على الأقل في قائمة الحظر تم إيقاف حظرهم نظرًا لوجود الخطأ، وقد تم الآن إصلاح هذه المشكلة وتم حظر الجميع مرة أخرى، وسوف يتلقى الأشخاص المتأثرون تنبيهًا عبر فيسبوك يشجعهم على التحقق من قائمة الحظر.
وتوضح إيرين إيغان أن عمليات الحظر عبر المنصة لا تستهدف فقط الأشخاص الذين تكون مشاركاتهم مزعجة، بل أيضًا تستهدف منع المضايقة والتسلط وأي شكل آخر من أشكال التصرفات المسيئة والمخلة بآداب التفاعل والتواصل عبر الإنترنت، ويعد تأثير الخطأ محدودًا إذ أنه أثر على عدد ضئيل جدًا من قاعدة مستخدمي فيسبوك البالغ عددهم 2.2 مليار.
وامتنعت منصة فيسبوك في البداية عن تقديم تفسير ملموس لكيفية حدوث الخطأ، ولماذا استمر لمدة أسبوع واحد تقريبًا، ولكنها ردت في وقت لاحق عبر حسابها الرسمي على منصة التدوين المصغرة تويتر مع شرح اكثر تفصيلًا حول كيفية عمل ما تسميه “الروابط ذات الصلة” بين من يمكنهم رؤية المشاركات والإجراءات التي يمكن أن يتخذها هؤلاء المستخدمون على تلك المشاركات التي تم حذفها عن طريق الخطأ.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الخطأ يعد ثاني خطأ برمجي يصيب الشبكة الإجتماعية خلال أقل من شهر، حيث قامت المنصة في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران بالكشف عن وجود مشكلة برمجية أثرت على 14 مليون مستخدم، وأدت إلى تغيير بعض إعدادات الخصوصية المتعلقة بمنشورات المستخدمين، حيث قامت تلك الثغرة بتغيير إعدادات خصوصية المنشورات، وبدلًا من أن تكون محصورة بالأصدقاء، فقد أصبحت قابلة للرؤية بالنسبة لجميع الأشخاص.
ووفقًا للمعلومات فإن الخطأ البرمجي الذي تسبب بتغيير بعض إعدادات خصوصية المنشورات كان بسبب أداة جديدة تم تصميمها على فيسبوك تسمى “العناصر المميزة”، والتي تقوم بتسليط الضوء على الصور والمحتويات الأخرى ضمن ملف تعريف المستخدم، حيث أن هذه العناصر المميزة مرئية لجميع مستخدمي فيسبوك، ويبدو أن المنصة قد قامت عن غير قصد بتوسيع إعدادات هذه الأداة لتشمل جميع المشاركات الجديدة لأولئك المستخدمين.
وتشير فيسبوك إلى أنها تستمع بشكل واضح للاقتراحات المتعلقة بتوفير شفافية أكبر حول منتجاتها وإعدادات الخصوصية، وخاصة في حالة حدوث مشاكل، وتخطط لإظهار المزيد من هذه التنبيهات لتكون واضحة وصريحة مع مستخدميها حول أي مشكلة خصوصية أخرى تكتشفها في المستقبل، حيث تعتمد المنصة على الثقة فيما يتعلق بميزات الخصوصية للحفاظ على مشاركات الأشخاص.
واضطر المسؤولون التنفيذيون في فيسبوك خلال الأشهر القليلة الماضية إلى الاعتذار مرارًا وتكرارًا من المستخدمين لعدم تمكنهم من حماية خصوصيتهم، وذلك بعد انتشار أخبار فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا وحصولها على بيانات أكثر من 87 مليون شخص، بالإضافة إلى ظهور معلومات حول قيام المنصة بإعطاء صناع الهواتف المحمولة، بما في ذلك آبل وسامسونج وهواوي، إمكانية الوصول إلى بيانات مستخدمي فيسبوك وأصدقائهم.