آبل تعيد بناء الخرائط من الألف إلى الياء باستخدام بياناتها الخاصة
تعمل شركة آبل بهدوء على إعادة بناء تطبيق الخرائط الخاص بها عبر بيانات ذاتية التجميع، حيث تتجه الشركة المصنعة لهواتف آيفون إلى طرح خرائط أكثر تفصيلاً تم إنشاؤها من بياناتها الخاصة للمرة الأولى، على أن تظهر التغييرات بدءًا من الإصدار التجريبي التالي من نظام التشغيل آي أو إس iOS 12، ويبدو أن العملية سوف تستمر ببطء، حيث تبدأ فقط بالبيانات الخاصة بسان فرانسيسكو ومنطقة خليج سان فرانسيسكو، على أن تتوسع العملية إلى بقية شمال كاليفورنيا بحلول خريف عام 2018.
ويتوقع أن تستمر العملية لمدة عام كامل في الولايات المتحدة، بحيث يتم العمل على كل قسم على حدة، ويأتي ذلك بعد مواجهة خرائط آبل ضعفًا كبيرًا عند إطلاقها منذ ست سنوات، مما دفع الرئيس التنفيذي للشركة إلى الاعتذار، ويبدو أن محاولاتها القائمة منذ سنوات لترميم الفجوات بالشراكة مع شركات البيانات وتوفير اتجاهات وسائل النقل التي طال انتظارها للمستخدمين والتحسينات فيما يخص البيانات التجارية ومواقف السيارات والأمكان لم تفلح.
ويبدو أن آبل تدرك أن خدمة الخرائط لديها بحاجة إلى إصلاح من الألف إلى الياء لتصبح خدمة خرائط عالمية، ووفقًا للتقرير فإن خرائط آبل الجديدة كانت قيد العمل لمدة أربع سنوات، وهي تستند إلى البيانات التي تجمعها الشركة باستخدام أجهزة الاستشعار المجهزة ضمن هواتف آيفون والسيارات المتنقلة، وتعد الشركة بتوفير مستويات محسنة من التفاصيل فيما يتعلق بالطرق والأبنية والمناطق الرياضية والمناطق ذات الأشجار وحمامات السباحة ومسارات المشارة.
واعترفت شركة آبل اليوم بأن شاحنات Apple Maps المجهزة بأجهزة الإستشعار كانت تجمع البيانات للمشروع منذ سنوات، إلا أن الشركة بقيت هادئة حول هذا الموضوع، حيث استخدمت تلك السيارات مجموعة مكونة من ثماني كاميرات عالية الدقة، وأربع مصفوفات من ليدار LiDAR، وهو نظام كشف يعمل على مبدأ الرادار ولكنه يستخدم الليزر بدلًا من الضوء، ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، وأداة قياس فيزيائية لجمع الصور وبيانات المواقع.
وتستعين الشركة بمئات الملايين من أجهزة هواتف آيفون لجمع معلومات عن حركة المرور، حيث تقول آبل إن نهجها يتماشى مع خصوصية المستخدم، وتدعي أن نهجها يعمل على إخفاء هوية البيانات بشكل فعال إلى درجة أنها لا تجمع بيانات البداية والنهاية للمستخدمين الفرديين، وإنما أجزاء من ما هو في المنتصف فقط، حيث لا يمكن رؤية رحلة الشخص الشاملة والوجهات، ولن يتم جمع البيانات إلا عندما يكون تطبيق الخرائط قيد الاستخدام بالفعل، لذلك سيكون التأثير على عمر البطارية معدومًا.
ووفقًا للشركة فإنها تحصل على أجزاء من بيانات التنقل مجهولة المصدر عندما يفتح الأشخاص تطبيق الخرائط، بحيث تتوصل إلى المعلومات المحدثة حول الطرق المفتوحة وحركة المرور، بشكل يشابه تمامًا ما تقوم به جوجل، رغم أن شركة آبل تبدو أكثر حرصًا على الخصوصية.
ويمكن لآبل من خلال استخدام هذه البيانات جمع معلومات حقيقية عن ظروف وأنظمة الطرق والأبنية الجديدة والتغييرات في ممرات المشاة، كما سوف يصبح فريق الخرائط قادرًا الآن على إجراء تعديلات على الطرق وأحوال الطرق في الوقت الفعلي تقريبًا، وذلك وفقًا لما قاله ايدي كوي Eddy Cue، نائب رئيس شركة آبل لبرامج وخدمات الإنترنت، والذي أصبح مسؤولًا الآن عن هذه الميزة.
وقال ايدي كوي: “تعتبر شبكة الطرق أمرًا يستغرق وقتًا أطول للتغيير في الوقت الحالي، ولكن في البنية الأساسية للخريطة الجديدة، يمكننا تغيير ذلك بسرعة نسبية، حيث يمكننا في حال تم فتح طريق جديد رؤية ذلك بشكل فوري وإجراء هذا التغيير بشكل سريع جدًا، إن بيئة الخريطة الجديدة أكثر سرعة في إجراء التغييرات المطلوبة”.
كما أن هناك تحسينات أخرى يفترض أن تصل، بما في ذلك ميزة البحث المعاد تصميمها، والتي تقترح حاليًا بشكل روتيني نتائج غير ملائمة قد لا تكون حتى في قارتك الحالية، كما ذكرت المعلومات أن شركة آبل ستقوم بتعزيز توجيه المشاة والملاحة بشكل عام، بالإضافة إلى تضمين مناطق وقوف السيارات وتفاصيل المبنى المناسبة لوجهتك.
ويبدو أن الشركة تعيد صياغة ما تبدو عليه خرائطها بفضل البيانات الجديدة، حيث يفترض أن يرى المستخدم مزيدًا من اللون الأخضر للمنتزهات والحدائق وتفصيلات أكثر حول الممرات المائية والشوارع المختلفة لإبراز الطرق الرئيسية وتسهيل قراءة الخريطة، وبالرغم من أن آبل لا تخطط لإعادة التصميم بشكل كامل، لكن من الواضح أن الخرائط ستختلف كثيرًا بمجرد أن تحتوي على بيانات أكثر تفصيلاً.
وتبدأ البيانات الجديدة في الظهور خلال الأسابيع المقبلة بطريقة محدودة للغاية، حيث يتم البدء أولاً بالأشخاص المسجلين في الإصدار التجريبي 12 من نظام التشغيل iOS، وأضاف ايدي أن شركة آبل قامت باستثمار ضخم في جعل الخريطة تصل إلى المستوى المطلوب، ووفقًا لهذه التغييرات فإن الشركة تتجنب جميع بيانات رسم الخرائط التابعة لجهات خارجية، وهي البيانات التي شكلت الغالبية العظمى من خرائط آبل منذ إطلاقها في 2012.