ظهرت العديد من التحذيرات المتعلقة بسلامة زوار كأس العالم 2018 في روسيا المتحمسين للاستمتاع بمباريات كرة القدم، بما في ذلك التهديدات المتعلقة بالعنف العنصري أو أحداث الشغب الكروية أو الوقوع ضحية للاحتيال، لذلك فإن العديد من مشجعي كرة القدم لديهم سبب وجيه للحذر، ولكن إلى جانب هذه التهديدات التقليدية، يحتاج المشجعون واللاعبون المتنقلون إلى توخي الحذر من الجريمة السيبرانية.
وتقدم بطولة كأس العالم بنسختها الحالية عددًا من الفرص للقراصنة، حيث سيكون هناك أولئك الذين يتطلعون إلى الاستفادة عن طريق سرقة الأموال أو الأجهزة أو البيانات من مشجعي كرة القدم، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار كمية الأموال التي تمت سرقتها من خلال الجريمة السيبرانية، والتي من المتوقع أن تتضاعف من 3 تريليون دولار في عام 2015 إلى 6 تريليون دولار بحلول عام 2021، مما يجعلها تشكل تهديد حقيقي كبير.
ونحاول من خلال التقرير التالي توضيح جميع الطرق التي قد تؤدي إلى تعرض الزائرين أو اللاعبين إلى هجمات سيبرانية، حيث ينبغي تجنب استخدام الشبكات اللاسلكية العامة قدر الإمكان، وفي الحالات التي لا توجد فيها خيارات، ينبغي استخدمها بشكل مقتصد، كما ينبغي التأكد من الحصول على تذاكر حضور المباريات من مصادر مرخصة لتقليل فرص الاحتيال، ويجب استخدام التطبيقات الرسمية بعناية لتجنب التهديدات السيبرانية.
الشبكة اللاسلكية
تجنبًا لشراء باقات تجوال بيانات مرتفعة الثمن، لن يستخدم العديد من المعجبين اتصالات الجيل الرابع 4G، وبدلاً من ذلك سيعتمدون فقط على خدمة الشبكة اللاسلكية الواي فاي المجانية في الفنادق والمقاهي والمطاعم، وينبغي على المستخدمين الذين يرغبون بتحديث بيانات العديد من المباريات المهمة أو التحقق من حساباتهم المصرفية أو تنزيل الخرائط للوصول إلى الاستاد المحلي التفكير مرتين قبل استخدام خدمة الواي فاي العامة، إذ تسهل أدوات التحكم الأمنية الضعيفة في الشبكات اللاسلكية العامة إمكانية سرقة المعلومات أثناء التصفح، ويمتلك القراصنة، من خلال إمكانية التحكم بالشبكة، القدرة على رؤية المعلومات المرسلة بين الجهاز والوجهة المطلوبة، لذلك في حال استخدام كلمات مرور أو إرسال معلومات حساسة، فقد يتمكن المخترقون من سرقة تلك البيانات، كما أن سهولة إنشاء نقاط اتصال عامة من خلال الهواتف أو الأجهزة الأخرى تعني أن المتسللين يمكنهم الحصول على وصول أكبر دون استخدام موزع الشبكة اللاسلكية المتواجد.
المواقع
سوف يسافر بعض المشجعين إلى روسيا بدون تذاكر، إما للاستمتاع بالأجواء المحيطة بكأس العالم أو على أمل الحصول على التذاكر أثناء وجودهم هناك، ولذلك يجب أن يكونوا حذرين في الحالة الثانية، إذ على الرغم من أن الجمهور أصبح أكثر حذراً في حالة شراء التذاكر الوهمية والتعامل مع البائعين المزيفين المحتملين، فإن هذا السوق لا يزال مزدهر على الإنترنت، حيث تتم عمليات إعادة بيع التذاكر الحقيقية والمزيفة، ويزداد ازدهار هذا السوق من خلال زيادة عدد مواقع الويب المسجلة تحت مظهر رسمي، كما تزيد المواقع غير المشروعة التي قد يتم الخلط بينها وبين المواقع الرسمية من خطر واحتمالية خداع بعض المعجبين الزائرين لتقديم معلومات شخصية ومالية في مقابل التذاكر، ونظرًا إلى أن العديد من الأفراد يستخدمون كلمة المرور نفسها لجميع حساباتهم، فإن استخدام كلمة المرور نفسها لتسجيل الدخول إلى موقع مزيف يترك معلومات شخصية أوسع عرضة للخطر.
التطبيقات
في الوقت الذي يقوم فيه المشجعون بتثبيت أحدث تطبيقات كأس العالم على هواتفهم، فإن عمليات جمع البيانات لا تزال تشكل مصدر قلق كبير، إذ من خلال مشاركة سبعة من أصل عشرة تطبيقات للهواتف الذكية مع خدمات الجهات الخارجية، يكون من الأهمية بمكان أن يكون المشجع حريص على نوع المعلومات التي يشاركها عبر هذه التطبيقات، وقد تكون النتائج المترتبة على قيام التطبيقات بتجميع المعلومات أو الوصول إلى مجلدات أخرى مثل جهات الاتصال مشكلة كبيرة للمستخدم، حيث تمثل التطبيقات المزيفة التي تعد بتوفير أفضل التغطيات أو بيع التذاكر تهديدات خطيرة على المعلومات الشخصية المخزنة على الأجهزة، إذ إن التطبيقات التي تتطلب معلومات شخصية أو أذونات أكثر من المعتاد لديها القدرة على سرقة المعلومات.
الأجهزة
تشكل الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب اللوحية والساعات الذكية وغيرها من الأجهزة جزءًا مهمًا من تجربة كرة القدم، حيث يستطيع المشجعون التحقق من النتائج وعرض تشكيلات الفرق المشاركة ومشاركة أفكارهم الخاصة على مجموعة متنوعة من منصات التواصل الإجتماعي، وقد يختار البعض أن يأخذوا أجهزتهم إلى روسيا لكنهم يتركونها في أمان ضمن الفندق، وهنا يظهر مصدر قلق مثير للاهتمام يتمثل في برمجيات استنساخ الهواتف، والذي يسمح للمستخدم بنسخ الهاتف ومن ثم اكتساب القدرة على اعتراض المكالمات والنصوص، وذلك بعد أن أصبحت تكنولوجيا استنساخ الهاتف متاحة بسهولة أكبر.
اللاعبين
تنطبق التهديدات المحتملة المذكورة أعلاه على الفرق نفسها واتحادات كرة القدم ككل، وكان اللاعبون الرياضيون واتحادات كرة القدم ضحايا للهجمات السيبرانية من قبل، ونتيجة لذلك، ستهتم العديد من الدول بشكل خاص بحماية لاعبيها، إذ تم خلال العام الماضي في الولايات المتحدة سرقة بيانات من 1200 لاعب كرة قدم أمريكي في قرصنة إلكترونية كبيرة، كما وقع اتحاد كرة القدم الإنجليزي ضحية لهجوم إلكتروني في الصيف الماضي، حيث اكتشف الاتحاد تواجده ضمن مركز أحد الاختراقات الذي طال عدد من لاعبي كرة القدم الذين تم تبرئتهم من استخدام الأدوية المحظورة في كأس العالم 2010.