شركة مايكروسوفت تتعرض لانتقادات كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي
تتعرض شركة مايكروسوفت لانتقادات كبيرة عبر مختلف منصات التواصل الإجتماعي بسبب تعاقد ذراعها للحوسبة السحابية Azure مع إدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة ICE، وهي الوكالة التي تفصل العائلات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث تشكل الخطوات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً لفصل الأطفال عن والديهم على حدود الولايات المتحدة موضوعًا ساخنًا بما يكفي لحرق مايكروسوفت.
وتقول الشركة الآن إنها مستاءة من الإجراءات الجديدة التي اتخذتها إدارة ترامب المتعلقة بسجن الوالدين المهاجرين الذين يحاولون المجيء إلى الولايات المتحدة دون المرور عبر القنوات القانونية، مع نقل أطفالهم إلى مراكز الاحتجاز، وأضافت في بيان لها: “كشركة عملت مايكروسوفت منذ أكثر من 20 عامًا على الجمع بين التكنولوجيا وحكم القانون لضمان بقاء الأطفال اللاجئين والمهاجرين مع آبائهم”.
وكانت الشركة قد صرحت عبر منشور في شهر يناير/كانون الثاني بأنها تفخر بدعم جهود إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ICE من خلال خدماتها السحابية Azure، بما في ذلك القدرة على استخدام إمكانيات التعلم العميق لتسريع التعرف على الوجه وتحديد الهوية، ولكن نظرًا إلى حجم الشركة، لم يكن العديد من الموظفين يعلمون بوجود أي اتفاق من هذا القبيل حتى وقت قريب.
وتعرضت الشركة لحملة غضب كبيرة عبر الإنترنت، بما في ذلك نشر مشاركات تذكر كيف كان الرئيس التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا Satya Nadella مهاجرًا أيضًا، وطلب من عملاقة البرمجيات اتخاذ موقف بشأن ما يحدث على الحدود من فصل للعائلات، كما تعرضت شركات التكنولوجيا الأخرى في الآونة الأخيرة لانتقادات شديدة بسبب عقودها الحكومية، حيث عبر الموظفون عن عدم موافقتهم على العواقب بعيدة المدى لتقنياتهم.
وتحدث عدد من موظفي الشركة حول الموضوع، بما في ذلك لاري أوسترمان Larry Osterman مهندس مايكروسوفت الذي سأل رئيس الشركة براد سميث Brad Smith كيف يمكننا العمل مع إدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة بالنظر إلى مواقفنا الأخلاقية، كما حث تحالف عمال التقنية، وهو مجموعة مناصرة، موظفي مايكروسوفت على عدم المشاركة في العمل مع إدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة.
وطالب الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ومجموعات الحقوق المدنية مؤخرا شركة أمازون بالتوقف عن بيع نظام ذكاء اصطناعي للتعرف على الوجه يدعى Rekognition إلى الشرطة والكيانات الحكومية الأخرى لأنهم يخشون أن يتم استخدامها بشكل غير عادل، كما ضغط موظفو جوجل بنجاح على الشركة لعدم تجديد عقد مع البنتاغون، حيث يخشى بعض الموظفين من إمكانية استخدامه لتحسين استهداف هجمات الطائرات بدون طيار.
وقامت شركة مايكروسوفت، بعد أن تم الاتصال بها من قبل عدد من المؤسسات الإعلامية حول بيان دعم إدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، بتعديل المشاركة لحذف كلمة “فخورة”، وبالرغم من أن الشركة لم تتراجع عن دعمها لإدارة الهجرة والجمارك، ولكنها أشارت إلى أنها لا تدعم سياسة الهجرة التي لا تتسامح، وحثت الكونغرس على سن تشريع يضمن عدم فصل الأطفال عن عائلاتهم.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فإن عقد مايكروسوفت مع إدارة الهجرة والجمارك يساوي 19.14 مليون دولار، وقالت الشركة في بيان إنها مستاءة من تصرفات إدارة الهجرة والجمارك وتطلب من الحكومة تغيير سياستها، وأنها تشعر بالقلق من الفصل القسري للأطفال عن عائلاتهم على الحدود، حيث كان توحيد الأسرة أحد أهم الركائز الأساسية في السياسة والقانون الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأضافت مايكروسوفت: “لا تعمل مايكروسوفت مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية أو مع الجمارك وحماية الحدود الأمريكية على أي مشاريع تتعلق بفصل الأطفال عن عائلاتهم على الحدود، وخلافًا لبعض التكهنات، فإننا لسنا على دراية باستخدام خدمات Azure لهذا الغرض”.
وكانت مايكروسوفت قد عارضت في السابق معاملة إدارة ترامب للمهاجرين، حيث وصف الرئيس وكبير المسؤولين القانونيين براد سميث إلغاء برنامج “الحالمون” بأنه خطوة إلى الوراء بالنسبة لأمتنا بأكملها، كما نشر سميث أيضًا قصة على صفحته ضمن خدمة LinkedIn دعماً لإبقاء العائلات مع بعضها البعض، في حين دعا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا نادلا صناعة التكنولوجيا للمساعدة في منع مستقبل بائس.