أصبح الذكاء الإصطناعي حقيقة ملموسة، ووفقًا لتقرير صادر عن برايس ووترهاوس كوبرز بعنوان “تحديد حجم الجائزة”، يتوقع أن تصل قيمة سوق الذكاء الإصطناعي إلى 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، حيث تواصل علوم الحاسب وتعلم الآلة لعب دورًا متزايد الأهمية في تغيير ملامح المجتمع والحوكمة العالمية والأعمال والحياة اليومية.
وتشير تكهنات التقرير إلى احتمال أن تسهم الابتكارات المستمرة والفرص الاقتصادية الجديدة الناجمة عن زيادة الاعتماد على الذكاء الإصطناعي بـ 96 مليار دولار أمريكي في دعم اقتصاد دولة الإمارات بحلول عام 2030، فيما ستحتل أحدث الابتكارات وتوجهات الذكاء الاصطناعي مركز الصدارة في معرض أسبوع تقنيات المستقبل 2018 المزمع إقامته في الفترة بين 1-3 مايو ويستضيفه مركز دبي التجاري العالمي.
ومن خلال تسليط الضوء على مكانته في صدارة ثورة التكنولوجيا الناشئة، سيشهد جدول أعمال المعرض أنشطة هي الأولى من نوعها في العالم مثل إصدار أول نشيد في العالم تم تأليفه لمدينة بالاعتماد على إمكانيات الذكاء الإصطناعي.
ويعتبر بيير بارو الرئيس التنفيذي لـ آيفا للتقنية، العقلية اللامعة التي تقف وراء إطلاق أول نشيد في العالم تم تأليفه بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والتي سيتم كشف الستار عنها في اليوم الأول من أسبوع تقنيات المستقبل.
ويعد بارو أحد خبراء علوم الحاسوب، ومخرج وملحن ومرشح لعدة جوائز فضلًا عن قيادته الشركة إلى تحقيق عدد من النجاحات، وسيدير بارو عرضًا تقديميًا في إطار محادثات الذكاء الاصطناعي خلال اليوم الأول 1 مايو، للتعريف بـ آيفا، أول مؤلف للموسيقى معزز بإمكانات الذكاء الاصطناعي، وإبراز الكم الهائل من الفوائد التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي لقطاع الفنون والموسيقى، وقال: “تعتبر دبي مدينة مبتكرة تسير بإيقاع سريع، وتشتهر بمشاريعها الطموحة والتي حققت إنجازات قياسية، ونظراً لخبرة دبي فيما يتعلق باعتماد التقنيات الجديدة، كان من الطبيعي جداً أن تصبح أول مدينة في العالم يتم تكريمها بنشيد مؤلف خصيصاً لها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي المتمثل بخوارزميتنا، ونعتزم اغتنام مشاركتنا في فعاليات أسبوع تقنيات المستقبل للكشف عن هذا النشيد”.
ولإبراز أحدث التوجهات والجيل القادم من تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي والروبوتيكس والواقع المعزز، يحظى أسبوع تقنيات المستقبل بدعم استراتيجيات مخصصة ومبادرات ذكاء اصطناعي في إطار رسالة الإمارات لتبوء مكانة رائدة في الثورة التقنية العالمية.
ويتضمن ذلك استراتيجية دبي الذكية، والتي تهدف لتحويل المدينة عبر الابتكار والتحولات الرقمية، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، حيث تمثل هذه المبادرة المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، والتي ستعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في الدولة بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة، واستراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021، الهادفة إلى تحويل 50 في المئة من التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصة بلوك تشين بحلول 2021، واستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تستهدف قطاعات البناء والمنتجات الطبية والاستهلاكية بهدف تشييد 25 في المئة من المباني في دبي اعتماداً على تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، والتي تهدف إلى خفض تكاليف النقل وانبعاثات الكربون والحوادث عبر تحويل مستقبل كافة وسائط النقل في المدينة إلى أنماط ذاتية القيادة بحلول عام 2030.
ويعتبر أسبوع تقنيات المستقبل الوجهة الأمثل لجميع الراغبين بالاستفادة من تأثيرات ومستقبل الرقمنة والتحول عبر التطور التكنولوجي.
وقال اللورد تيم كليمنت جونز، رئيس لجنة الذكاء الإصطناعي في مجلس اللوردات بالمملكة المتحدة، والرئيس المشارك لمجموعة جميع الأحزاب البرلمانية المعنية بالذكاء الاصطناعي: “إنه الوقت الأمثل الذي ينبغي أن يبدأ فيه قادة اليوم بتوقع مستقبل يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي، واعتماده والاستعداد له، ويبرز هنا دور الشركات والحكومات للعمل معاً على تطوير أطر عمل تشغيلية تتيح النجاح في اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر قطاع الأعمال والمجتمع، يلعب تقييم الآثار الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية لهذه التطورات دوراً حاسماً في تشكيل السياسات، وسأناقش آخر النتائج التي توصلت إليها لجنة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، وتحديد التوصيات التنظيمية والسياسية، فضلاً عن الفرص الاقتصادية التي تنشأ نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي”.
وفي حديثه ضمن أسبوع تقنيات المستقبل قال كريس بالينجر الرئيس التنفيذي ومؤسس مبادرة تقنية المعاملات الرقمية المفتوحة للتنقل “MOBI”، وهي مؤسسة غير ربحية تشبه مجموعة من أكبر شركات التنقل في العالم وأكثرها تطلعاً نحو المستقبل: “سرعان ما ستتحول المركبات المتصلة، وأجهزة الاستشعار فيها، والبنية التحتية الذكية التي يتواصلون معها إلى عُقد وحلقات في إنترنت الأشياء، مما سيدفع الشركات والمدن نحو إعادة التفكير بالقدرة على الحركة في القرن الحادي والعشرين، وإنشاء نماذج جديدة أكثر أماناً ومراعاة للبيئة، وبأسعار معقولة، وأكثر راحة من تلك الموجودة اليوم”.
ويتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 7,350 زائراً لحضور أكثر من 100 ندوة حوارية وأكثر من 120 معرضاً لعلامات تجارية من حوالي 80 دولة، فيما ستعتلي خشبة المسرح الرئيسية نخبة من الخبراء الدوليين الأكثر تأثيراً في القطاع، ومن بينهم مبادرة دبي الذكية وشرطة دبي وبنك الإمارات دبي الوطني ومعهد تويوتا للأبحاث وشركة آي بي إم ومايكروسوفت وآبل ومدينة أمستردام وغيرها.
وقالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس الأول لإدارة المعارض والفعاليات لدى مركز دبي التجاري العالمي: “الانتشار السريع لإنترنت الأشياء في هذا الوقت والعصر له تأثيرات متزايدة الأهمية على حياتنا اليومية، من تجارب التسوق الافتراضية، إلى قيادة السيارات وتسيير الأعمال، وفيما تتطلع الشركات والحكومات إلى الاستثمار بكثافة في المبادرات واسعة النطاق، والتي تتضمن استخدام إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، يعتبر معرض إنترنت الأشياء في أسبوع تقنيات المستقبل المنصة الأمثل للتعلم، والاستكشاف ومشاركة الآراء حول فوائد ونتائج إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في ذروة التحول الرقمي“.
تجدر الإشارة إلى أن مركز دبي التجاري العالمي يقوم بتنظيم فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات جيسيك، ومحادثات الذكاء الإصطناعي ومعرض إنترنت الأشياء تحت مظلة واحدة متمثلة في أسبوع تقنيات المستقبل 2018، والذي يحظى بدعم كل من مركز دبي للأمن الإلكتروني، وشرطة دبي ومبادرة دبي الذكية.
وسيسلط مؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات جيسيك الضوء على مدى أهمية أطر أمن المعلومات القوية، وذلك عبر التطرق للتحديات العالمية التي تواجه جوانب ضعف أمن الفضاء الإلكتروني، والتهديدات الموجهة ضد مختلف الحكومات والقطاعات والمؤسسات في المنطقة، ويقام أسبوع تقنيات المستقبل 2018 بالاشتراك مع قمة المستقبل للتعاملات الرقمية البلوك تشين الأكبر من نوعها في العالم.
وتتضمن قائمة الرعاة الرئيسيين للمعرض كلاً من مركز دبي للأمن الإلكتروني وسباير سولوشنز وإتش بي وآي بي إ‘ واتصالات ديجيتال وريكوردد فيوتشر وسيسكو وجي بي إم.
وبدعم من أسبوع جيتكس للتقنية، الفعالية الإقليمية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن فعاليات أسبوع تقنيات المستقبل 2018 ستكون مفتوحة حصرياً لمجتمع الأمن والمعلومات والذكاء، بما في ذلك الإدارات والشركات والمؤسسات الحكومية، ويجتمع رواد الأعمال والمبدعون في المجال التقني معاً للحفاظ على ريادتهم وفق منحنى التكنولوجيا، وينبغي على الزوار الراغبين بحضور المؤتمرات في المعرض شراء التذاكر المخصصة لذلك.