بياناتك ومعلوماتك على فيسبوك.. ليست ملكًا لك

جددت فيسبوك أكبر شبكة اجتماعية في العالم السياسات التي تستخدمها عند جمع البيانات من ملياري شخص يستخدمون المنصة كل شهر، وكجزء من السياسة الجديدة التي تم إصدارها في 19 نيسان “أبريل”، وتقوم الشركة أيضًا بتوضيح كيفية تجميعها واستخدامها لتلك المعلومات بشكل أكثر وضوحًا.

تأتي السياسة الجديدة بأكثر من 4200 كلمة، ومن المفترض أن تكون اللغة سهلة الفهم، لكن لا يزال هناك الكثير من الكلمات والمصطلحات التي يجب الوقوف عندها، ومع ذلك، يساعدنا كل تفصيل على فهم أفضل لكيفية تحويل الشركة للبيانات التي تخصنا إلى توصيات وإعلانات مخصصة وأبحاث أكاديمية.

تأتي التغييرات في وقت يراقب فيه العالم عن كثب ما يفعله فيسبوك، ففي الشهر الماضي تم تسريب الملايين من بيانات مستخدمي موقع فيسبوك إلى شركة كامبريدج أناليتيكا، حيث دفعت هذه الإكتشافات المشرعين الأمريكيين إلى استدعاء الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج إلى واشنطن لمدة يومين للاستجواب حول سبب إخفاق فيسبوك في حماية ما يصل إلى 87 مليون مستخدم بشكل مناسب.

من أين يحصل فيسبوك على المعلومات الخاصة بك؟

من الجيد أن تعلم فقط مقدار المعلومات التي لدى فيسبوك عنك، على سبيل المثال، يحتوي الموقع على قائمة بما يعتقد أنه وجهات نظرك السياسية واهتماماتك الرياضية والكثير من الأمور.

حيث تكون هذه المعلومات عبارة عن مزيج من الصور ومقاطع الفيديو والأفكار التي تنشرها على صفحتك الشخصية، كما يقوم أيضًا الموقع بجمع البيانات من تفاعلاتك مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصفحات والمشاركات التي تعجبك.

بالإضافة إلى ذلك، تجمع الشركة 7 أنواع مختلفة من المعلومات التي تلزمها من الهاتف أو الحاسب أو الجهاز اللوحي الذي تستخدمه، ويتضمن ذلك بيانات حول إصدار البرنامج الذي تستخدمه، ومدى انخفاض طاقة البطارية ومقدار التخزين المتبقي على جهازك، علاوة على ذلك، يمكن لفيسبوك الوصول إلى معلومات حول الأجهزة المتصلة بنفس الشبكة التي تتواجد بها.

غالبًا ما يستخدم هذا النوع من المعلومات لشيء يسميه خبراء الصناعة ببصمة الإصبع، وهي كيفية تعرّف مواقع الويب عليك استنادًا إلى جميع البيانات التي يمكن جمعها من جهازك، وقد يكون ربط هذه البصمة بحسابك على فيسبوك أداة قوية للغاية، مما يسمح للشركات والمعلنين بالوصول إليك بسهولة عبر الإنترنت.

الفيسبوك مجاني.. لكن كيف يجمع المال منك؟

تتضمن السياسة المحدّثة واحدة من أكثر حالات الإحجام المتكررة على فيسبوك، حيث يردد الموقع بشكل دائم: “نحن لا نبيع أيًا من معلوماتك لأي شخص، ولن نفعل ذلك أبدًا”.

إذًا كيف استطاع تحصيل إيرادات بأكثر من 40 مليار دولار في عام 2017؟ جزء كبير من هذه الأموال حصل عليها الموقع عن طريق بيع الوصول لك.

في الواقع، فيسبوك هو الشخص الوسيط الذي يربط المعلنين بك، استنادًا إلى مستوى التفوق المذهل الذي يحتويه حول وموقعك واتصالاتك الشخصية وكل شيء مرتبط بك.

كم من الوقت يحافظ فيسبوك على بياناتك؟

هذا يعتمد على قيامك بحذف الحساب، حينها سيقوم فيسبوك بحذف مشاركاتك، بما في ذلك الصور وتحديثات الحالة، لكن هذا لا يشمل البيانات التي حصل عليها من مصادر أخرى غيرك، لذا فإن كل ما يعلمه فيسبوك عنك من أصدقائك ومن وسطاء البيانات ومن المواقع الأخرى، يتم الاحتفاظ به طالما أن الشبكة الاجتماعية تريده.

هل يمكنك تغيير أي شيء؟

يمكنك ضبط الإعدادات لتغيير المقدار الذي يمكن أن يكون فيه ملفك الشخصي عام، ومقدار مشاركته مع تطبيقات الجهات الخارجية، بالإضافة إلى الإعدادات الأخرى، ولكن عندما يتعلق الأمر بسياسة البيانات فلن يكون لديك الكثير من الخيارات، عليك أن تأخذ بسياسة الموقع أو تتركها.