في الأردن: الطباعة ثلاثية الأبعاد في جراحة الفكين

لم يكن في تصور شاب عشريني من الأردن بأن حضوره مناسبة سارة ستتسبب بأن يعيش أغرب تجربة في حياته، حيث أُصيب بعيار ناري في الوجه أثناء حضوره لإحدى حفلات أقاربه، حيث تبين بعد إسعافه أن الطلقة أحدثت كسراً في الفك السفلي للفم وتسببت في تشوّهٍ واضح في مظهر الوجه.

شبكة تك عربي

 

خلال مراجعته المستمرة للأطباء للبحث عن العلاج المناسب كانت كل الاقتراحات تتمحور حول إجراء عملية زراعة وصلة من التيتانيوم لتساعد في تعديل والتئام العظم المكسور، وذلك من خلال عملية يتم خلالها فتح منطقة الكسر من خارج فم المريض ليتسنّى للأطباء تجهيز وصلات التيتانيوم وتحديد منطقة تثبيتها بدقة بحيث يتم بعد ذلك الوصل بين الأطراف المكسورة ولكن هذا الخيار كان صعباً بالنسبة للمريض لأنه سوف يحدث ندوباً وآثاراً في الوجه جراء العملية.

وأثناء بحثه التقى بالدكتورة إخلاص بني بكر، أخصائية جراحة الفك والأسنان في مستشفى البشير الحكومي، والتي كانت لحسن الحظ على علم بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد وكانت فكرة الدكتورة أخلاص بأن يتم التجهيز الكامل للعملية باستخدام نموذج لفك المريض المكسور الذي سيتم طباعته باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد بحيث يتم تجهيز الوصلات اللازمة قبل الدخول إلى العملية ويمكن عندها إجراء العملية من داخل فم المريض ودون أن تترك العملية أي ندبات أو آثار على الوجه.

الطباعة ثلاثية الأبعاد تنقذ المريض

نموذج لفك مطبوع بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

نموذج لفك مطبوع بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

نموذج لفك مطبوع بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وبالفعل قام المريض بزيارة شركة منهاج المستقبل للتكنولوجيا المختصة في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيثُ التقى بالمهندس أحمد السوسي وتمت طباعة نموذج للفك المكسور بالاعتماد على صور الأشعة الخاصة بالحالة.

صور تبين التصميم ثلاثي الأبعاد والمجسم البلاستيكي المنجز والنموذج خلال عملية التخطيط للجراحة ووصلات التيتانيوم بعد تركيبها وتجريبها على المجسم، وفيما بعد قامت الدكتورة إخلاص بالتجهيز الكامل للعملية وتحضير الوصلات التي سيتم زراعتها في فك المريض ومكان الزراعة بشكل دقيق جداً.

نموذج لفك مطبوع بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

وتشير هنا الدكتورة إخلاص إلى أن هذه التكنولوجيا أتاحت توفيراً كبيراً في وقت العملية مع زيادة كبيرة في فرص النجاح، وتؤكد الدكتورة إخلاص الآن وبعد ثلاثة أسابيع من إجراء العملية الناجحة أن هذه التكنولوجيا غير المسبوقة سوف تحدث ثورة أكبر في عالم الطب والجراحة ومجال الأبحاث الطبية، و من الجدير بالذكر أن تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد باتت مستخدمة على نطاق واسع في شتى المجالات ابتداءً من طباعة نماذج الألعاب إلى بناء بيوت كاملة، ويتوقع المهندس أحمد السوسي المختص في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد أن تغير هذه التقنية العديد من المجالات كما نعرفها الآن وبالأخص مجال التصنيع والبناء والمجال الطبي.

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى